تقع محمية وادي الريان في الجزء الجنوبى الغربي لمحافظة الفيوم ويتكون وادى الريان من البحيرة العليا، والبحيرة السفلى، ومنطقة الشلالات التي تصل بين البحيرتين، ومنطقة عيون الريان جنوب البحيرة السفلى، ومنطقة جبل الريان وهى المنطقة المحيطة بالعيون، ومنطقة جبل المدورة التي تقع بالقرب من البحيرة السفلى.
ويتميز وادى الريان ببيئته الصحراوية المتكاملة بما فيها من كثبان رملية وعيون طبيعية وحياه نباتية مختلفة وحيوانات متنوعة وكذلك الحفريات البحرية، كما تعتبر منطقة الشلالات من مناطق الرياضات البحرية المختلفة.. ويوجد بالمحمية 15 نوعاً من الحيوانات البرية أهمها (الغزال الأبيض - الغزال المصرى - ثعلب الفنك - ثعلب الرمل - الذئب) كما توجد بها عدة أنواع من الصقور.

أصل التسمية

وادي الريان يعتبر من أهم المحميات الطبيعية المتواجدة بمصر بعد محميات رأس محمد وسانت كاترين وجبل علبة وقد سمي وادي الريان بهذا الاسم نسبة إلى ملك يدعي الريان بن الوليدالذي عاش في المنطقة مع جيشه فترة يسقي ماء من العيون الطبيعية بالمنطقة وقد اتفق البدو علي هذه التسمية التي وجد أن لها أصول مصرية قديمة كما وجد في بردية العالم جولنشيفوالذي أكد هذه المعلومة العالم جيكية ويري بعض الباحثين أن المنطقة كانت مسكونة في القرنين الأول والثاني وان جزءا من الأرض كان مزروعا ويتكون اسم واد الريان من مقطعين لا يطابقان الواقع الحقيقي لأنه منخفض مغلق من جميع الجهات لا يعتبر واديا ولان كلمة الريان تعني المشبع بالماء بينما هو قفر لامياه فيه لذا يعتقد أن التسمية جاءت علي سبيل الضد كما قال الدكتور جمال حمدان في كتابه شخصية مصر.

الموقع الجغرافي لوادي الريان

يقع وادي الريان في الصحراء الغربية جنوب غرب الفيوم بحوالي 40 كيلو متر من مدينة الفيوم و150 كيلومتر عن القاهرة ويمتد بين خطي طول 29 درجة ودقيقة و29 درجة ودقيقة ودائرتي عرض 30 درجة و30 دقيقة ويفصله عن منخفض الفيوم حاجز من الحجر الجيري يصل عرضه إلي حوالي 15 كيلو متر وتبلغ المساحة الكلية للبحيرات عند منسوب 1 متر أي 2.5 مساحة بحيرة قارون كما تبلغ سعته 2000 متر مكعب عند منسوب ـ 18 متر أي انه يمكن أن يستوعب ضعف ما تستوعبه بحيرة قارون (1100 متر مكعب).

خطوات التفكير في إنشاء منخفض وادي الريان

أول من فكر في الاستفادة من مياه وادي الريان هو محمد علي باشا حيث كلف كبير مهندسيه لينان دي بلفون لكي يجد طريقه لتخزين مياه الفيضان وفي عام 1882 م تقدم المهندس الأمريكي فر يدريك توب هويت هوس بمشروع تبادلي هو الأول من نوعه لتحويل مياه النيل إلي منخفض الريان لحماية النيل من الفيضانات العالية والانتفاع بالمياه المخزونة وقت الحاجة وقدم الكولونيل وسترن يساعده ليرنوبك دراسة تفصيلية لمشروع وادي الريان وقدم تقريرا بذلك في عام 1880 م وقدم السير وليم وللكس تقريره الأول في عام 1890 م والثاني عام 1894 م والثالث 1895 م وكان التفكير يتجه إلي توصيل نهر النيل لعمل طراد ضخم بوادي الريان عم طريق حفر قناة تمر بالقرب من منشأة الحاج جنوب غرب اهناسيا بحوالي 7 كيلو متر إلي وادي الريان وبدا العمل في حفر مساحة كبيرة من القناة عام 1943م ولكن المشروع لم يكتمل خوفا من تسرب المياه إلي منخفض الفيوم اعتقادا بوجود فوالق وكسور تحت الصخور وفي عام 1950 م قدم الخبير الجيولوجي سير سيرك دي فوكس تقريرا عن جيولوجيا المنطقة إلا أن التفكير في السد العالي الغي التفكير في استخدام وادي الريان كمخزن للمياه والذي شجع محمد علي باشا ومجموعة العلماء الأجانب علي دراسة فكرة إنشاء المنخفض واستخدامه كمخزن للمياه وقت الحاجة هو منسوب ذلك الوادي حيث أن الوادي ينخفض عن سطح البحر المتوسط بمقدار – 46 متر أي حوالي 1 متر عن منسوب بحيرة قارون مما مكن من صرف الأراضي الزراعية الجنوبية في الفيوم إلي وادي الريان.

مشروع وادي الريان

وجود منخفض الريان بهذه المساحة الكبيرة 400 كيلو متر قريبا جدا من منخفض الفيوم دفع إلي التفكير في صرف مياه الري الفائضة عن الزراعية في محافظة الفيوم إلي هذا المنخفض لان صرف هذه المياه من قبل في بحيرة قارون كان ينتج عنه ارتفاع مستوي المياه الجوفية مما يهدد الأرض الزراعية في المنطقة وكذلك غمر مساحات واسعة من الشاطئ الجنوبي للبحيرة وهي أولى المناطق السياحية بالمحافظة ولحل هذه المكلة تقرر تنفيذ مشروع لصرف جزء كبير من هذه المياه إلي منخفض الريان ويبل زمام محافظة الفيوم 378 ألف فدان يصرف منها في وادي الريان مساحة تبلغ 120 ألف فدان وهذا المشروع الذي تم الانتهاء في مارس 1973 يتلخص في مد قناة من الفيوم إلي الريان تتجه من الشمال الشرقي إلي الجنوب الغربي حاملة أليه مياه صرفها الزائد وقناة من قطاعين قناة مكشوفة طولها 9.5 كيلو متر في نهاية الطرف الغربي للفيوم إلى حافة الصحراء ثم نفق محفور اسفل الحاجز الجيري الفاصل بين منخفض الفيوم ومنخفض الريان وطوله 8 كيلو متر وقطره 3 أمتار وينتهي عند حافة الريان الشمالية الشرقية ونتج عن هذا المشروح تكوين بحيرتين تبلغ مساحة الأولى 35 ألف فدان والثانية 25 ألف فدان بينهم شلال تكون نتيجة فرق الارتفاع بينهم ونتيجة لاستمرار الصرف فان مساحة هذه المسطحات المائية أو البحيرات المائية في ازدياد مستمر ونتج عن هذا المشروع تحول الفيوم لأول مرة من الصرف الداخلي إلي الصرف الخارجي ونتج عنه أيضا تحول وادي الريان من منخفض جاف تحت مستوي سطح البحر إلي بحيرات صناعية داخلية وان ظل سطحها تحت مستوي سطح البحر وهي تأتى بعد البحيرة الصناعية التي كونها الإنسان المصري عند السد العالي أي بحيرة ناصر نتج عن ذلك أيضا حدوث تغيرات جوهرية في النظام البيئي بها سواء من حيوانات أو نباتات أو طيور أو حشرات هذا علاوة علي أن هذه المنطقة بعد أن كانت جزءا من الصحراء الغربية أصبحت مكانا يرتاده الإنسان وان كان هذا الإنسان هو حتى الآن صيادو السمك.

فوائد المشروع تتمثل في آلاتي

1. إعطاء أراضى الفيوم مقننات الري الكافية من المياه.
2. توفير الصرف الكامل سواء في المكان أو في عمق الصرف.
3. زيادة الأراضي المنزرعة في مساحة قدرها 5900 فدان.
4. زيادة تصاريح الأرز من 10000 فدان إلي 40000 فدان.
5. زراعة 10 فدان ثمار.
6. ضمان طفي الشراقي وزراعة الذرة في المواعيد المناسبة.
7. خلق منطقة بحيرات صناعية في وسط الصحراء لتربية الأسماك.
8. زيادة الدخل القومي بما لا يقل عن 5 مليون جنيه مصري.
9. إمكانية توليد الطاقة الكهربائية بطاقة 200 حصان من المساقط المائية الأربعة.

المناخ في وادي الريان

يصل متوسط درجات الحرارة في الفترة من مارس إلي سبتمبر 28 درجة ومن أكتوبر إلي مارس 18 درجة وتبلغ درجة الرطوبة النسبية 50%. وقد أعلنت محمية وادي الريان في عام 1989 م لحماية الموارد الجيولوجية والبيولوجية والحضارية الفريدة بالمنطقة وتغطي المحمية مساحة 1759 كيلو متر مربع في الجزء الجنوبي الغربي للفيوم وتحوي تنوع في البيئات لكل منها أنواع من الحياة البرية والملامح الخاصة بها وقد تكونت البحيرتان الصناعيتان في وادي الريان في عام 1973 م عندما تم غمر منخفض صحراوي بفائض مياه الصرف الزراعي وقد نمت أحراش نبات البوص حول الشاطئ لتخلق مناطق اسماك وطيور مائية وتعتبر الجنادل من أكثر المواقع جذبا للزوار في المحمية وهي الوحيدة ممن نوعها بمصر ويتم من خلال المحمية الحفاظ علي مساحات كبيرة من الصحراء والتي تتميز بالتنوع في البيئات والتكوينات كما توجد حياة نادرة ومثيرة في صحراء وادي الريان وكذلك فان حفريات المخلوقات البدائية التي عاشت هنا في الماضي السحيق تستحق التقدير والحماية ومن اجل المشاهد التي يصعب علي المرء نسيانها مشهد التباين بين زرقة مياه البحيرات ورمال الصحراء.

المكونات الرئيسية لمنطقة وادي الريان

البحيرة العليا ـ البحيرة السفلي ـ منطقة الشلالات ـ منطقة جبل المدورة ـ منطقة قارة جهنم ـ منطقة عيون الريان ـ منطقة جبل الريان (مناقير الريان). ونعرض لهذه المناطق بعض المعلومات

البحيرات العليا

تبلغ مساحتها 65 كيلو متر وتوجد بوادي المساخيط وترتفع بمنسوبها عن البحيرة السفلي بمقدار 20 متر ونسبة الملوحة بها حوالي 1.5 جرام / لتر وأقصي عمق لها 22 متر منسوب سطح المياه 5 أمتار تحت سطح البحر ومياهها شبه مليحة ومتجددة.

البحيرة السفلي

تقع بوادي الريان لتصل مساحتها حوالي 100 كيلو متر وهي البحيرة الكبيرة ونسبة الملوحة بها مرتفعة عن البحيرات العليا وتبلغ حوالي 2.5 جرام / لتر نتيجة عملية البخر وأقصى عمق لها 34 متر ومنسوب سطح المياه 25 متر تحت منسوب سطح البحر وتعتبر بحيرات الريان بيئة طبيعية نظيفة هادئة وجميلة وخالية من التلوث.

منطقة الشلالات

وتتمثل في المنطقة الواصلة بين البحيرتين وتقع بوادي القصيمات ويصل فرق المنسوب بين البحيرتين عشرون مترا وهي عبارة عن ثلاث شلالات طبيعية ينساب فيها الماء علي ارتفاع أكثر من بين غابات من نبات البردي، وهي منطقة ذات جمال رائع ومناظر وتصلح لرياضة صيد الأسماك مع عدم الإضرار بالتوازن البيئي بالمنطقة وتصلح للرياضات البحرية مثل رياضة الغوص، إلى جانب الأنشطة الترفيهية والسياحية مثل ركوب الخيل والجمال وملاعب الجولف بمنطقة الشلالات والغطاء النباتي وبعض التراكيب الجيولوجية. وهذه المنطقة تعد من المقومات الطبيعية الهامة للسياحة الايكولوجية ولا ينقصها سوي توصيل المرافق أليها لتوفير سبل الراحة للزائرين فهي تحتاج لطريق مرصوف حيث إنها لا تبعد عن طريق المساهمة سوي مسافة 1000 متر فقط كما إنها تحتاج إلي توصيل المياه العذبة والتليفونات وتحتاج أيضا إلي كوبري علوي للمشاه يربط جانبي الشلالات وبناء بعض الشاليهات لاستقبال السائحين من جميع أنحاء العالم.

منطقة جبل المدورة

يعد جبل المدورة عبارة عن هضبة عالية علي شكل دائرة تقابلها بالطرف الآخر ثلاثة هضاب قريبة الشبه بالأهرامات وينساب الماء بينها علي شكل لسان من البحيرة ويوجد اسفل الجبل شاطئ يطول حوالي 500 متر ويمتاز بأنه مظلل بظل الجبل وهو من المناظر البديعة الخلابة جدا في البحيرة وتقع هذه المنطقة بالقرب من البحيرة السفلي وهي منطقة غاية في الجمال ويوجد بها جبل بين النهدين.

منطقة قارة جهنم (وادي الحيتان)

تقع منطقة وادي قارة جهنم في الشمال الغربي للبحيرة العليا في منطقة صحراوية نائية، فمنذ أربعين مليون سنة كان وادي الريان تحت محيط ضغط للغاية ونتيجة للتغيرات الجيولوجية انحصر المحيط تاركا خلفه بقية بعض الحيوانات وسميت هذه المنطقة بوادي الحيتان نسبة إلي وجود الآثار الدالة علي وجود الحيتان بها وقد تم اكتشاف مئات الهياكل العظمية المتحجرة لبعض أنواع الحيتان الأولية، وأسنان سمك القرش واصداف وغيرها من الحيوانات البحرية يوجد عرض هيكل حوت كامل بالمتحف الجيولوجي المصري، وتعتبر تلك المنطقة متحفا مفتوحا يمكن مشاهدة تجمعات كبيرة أنواع تلك الحيتان. ويمتاز وادي الحيتان بوجود العديد من المواقع المختارة مثل :
صخور بها بقايا هياكل حيوانات بحرية.
عمود فقري متحجر لحيوان ثديي بحري.
هيكل لحيوان ثديي بحري متضمنا عمودا فقريا.
أجزاء من هياكل لحيوانات ثديية بحرية بجوارها حقول البطيخ وتتكون من الحجر الرملي الجيري.
عمود فقري لحيوان ثديي بحري مغطي جزيئات بالرمال.
بقايا هياكل وعظام لحيوان ثديي بحري لعمود فقري بحري وبقايا عظام.
هيكل وعظام لحيوان ثديي بحري وري بفعل عوامل الطبيعة.
منجروف نبات الشوري متحجر داخل صخور لينة.

منطقة عيون الريان

تقع جنوب البحيرة السفلي وتبلغ مساحتها 150 كيلو متر مربع، وتوصف منطقة عيون الريان بأنها منطقة ذات بيئة صحراوية متكاملة، وسميت بهذا الاسم لوجود بعض العيون الطبيعية الكبريتية بها تتكون المنطقة من الكثبان الرملية الطويلة والكثيفة والمتحركة ويوجد بها أربعة عيون طبيعية كبريتية متكاملة تصلح للسياحة العلاجية والترفيهية. وتعد منطقة عيون الريان منطقة غنية بالحياة النباتية من غابات النخيل والغردق وتنحصر بين ثلاث جبال.. أما بالنسبة للحياة الحيوانية مثيلها حيوانات برية مثل الغزال المصري والذئب المصري والثعلب الأحمر والغزال الأبيض الناري والمهدد بالانقراض وتحتوي أيضا علي أكثر من مائة نوع من الطيور، المقيم منها أو المهاجر ن وعلي حوالي ستة عشر نوعا من الزواحف. وهذه المنطقة لا تحتاج إلى طريق مرصوف يمر بين الكثبان الرملية خاصة إنها لا تبعد عن طريق المساهمة المرصوف سوي 1000 متر فقط.

منطقة جبل الريان

تتمثل منطقة جبل الريان في تلك المنطقة الجبلية المحيطة بمنطقة عين الريان، ويطلق عليها (مناقير الريان) لاتخاذ الجبل شكل المنقار وتحيط تلك المناقير بالمنطقة الشمالية الجنوبية وكذلك المنطقة الجنوبية الغربية لمنطقة عيون الريان الطبيعية وتحتوي المنطقة علي الحفريات البحرية وبعض الآثار. ويوجد بالمنطقة أنواع مختلفة من الطيور، مثل صقر شاهين والصقر الحر.

وادي الحيتان

هي منطقة للحفريات في الشمال الغربي لمحمية وادى الريان يرجع عمرها إلى حوالى 40 مليون عام وهذه الحفريات لهياكل متحجرة لحيتان بدائية وأسنان سمك القرش.
 

المراجع

al-ain.com

التصانيف

بيئة وطبيعة  الجغرافيا  مصر  محميات