هُوَ الشّجاعُ يَعُدّ البُخلَ من جُبُنٍ وهْوَ الجَوادُ يَعُدّ الجُبنَ من بَخَلِ
يَعودُ مِنْ كلّ فَتْحٍ غيرَ مُفْتَخِرٍ وقَدْ أغَذّ إلَيهِ غيرَ مُحْتَفِلِ
ولا يُجيرُ عَلَيْهِ الدّهْرُ بُغْيَتَهُ ولا تُحَصِّنُ دِرْعٌ مُهْجَةَ البَطَلِ
إذا خَلَعْتُ على عِرْضٍ لهُ حُلَلاً وجَدتُها مِنهُ في أبهَى منَ الحُلَلِ
بذي الغَباوَةِ مِنْ إنْشادِها ضَرَرٌ كمَا تُضِرّ رِياحُ الوَرْدِ بالجُعَلِ
لَقد رَأتْ كلُّ عينٍ منكَ مالِئَها وجَرّدَتْ خيرَ سَيفٍ خيرَةُ الدّوَلِ
فَما تُكَشّفُكَ الأعداءُ عن مَلَلٍ من الحُروبِ ولا الآراءُ عن زَلَلِ
وكَمْ رِجالٍ بلا أرضٍ لكَثرَتِهِمْ ترَكْتَ جَمْعَهُمُ أرْضاً بلا رَجُلِ
ما زالَ طِرْفُكَ يَجري في دِمائِهِمِ حتى مشَى بكَ مشْيَ الشّارِبِ الثَّمِ
يا مَن يَسيرُ وحُكمُ النّاظرَينِ لَهُ فيما يَراهُ وحكمُ القلبِ في الجَدَلِ
إنّ السّعادَةَ فيما أنْتَ فاعِلُهُ وُفّقْتَ مُرْتَحِلاً أوْ غَيرَ مُرْتَحِلِ
أجْرِ الجِيادَ على ما كنتَ مُجرِيَها وخُذْ بنَفْسِكَ في أخْلاقِكَ الأُولِ
يَنْظُرْنَ مِنْ مُقَلٍ أدمَى أحِجّتَها قَرْعُ الفَوارِسِ بالعَسّالَةِ الذُّبُلِ
فَلا هَجَمْتَ بها إلاّ على ظَفَرٍ وَلا وَصَلْتَ بها إلاّ إلى أمَلِ
اسم القصيدة: أعلى الممالك ما يبنى على الأسل.
اسم الشاعر: المتنبي.
المراجع
almotanabbi.com
التصانيف
قصص روايات فنون شعر شعراء روايات وكتب ادبية الآداب