مِنْ رِقْبَةٍ، أدَعُ الزّيارَةَ عَامِدَا، وَأصُدُّ عَنكِ، وَعن دِيارِكِ حائِدَا
حَتّى إخَالَ مِنَ الصّبَابَةِ بَارِئاً، خِلْواً، وَإن كنتُ المُعنّى، الوَاجِدَا
فَكَأنّمَا كانَ الشّبابُ وديعَةً، كَنزاً غَنيتُ بهِ، فأصْبَحَ نَافِدَا
لَمْ ألْقَ مَقدُوراً على استِحْقاقِهِ في الحَظّ، إمّا نَاقِصاً، أوْ زَائِدَا
وَعَجِبْتُ للمَحْدُودِ يُحْرَمُ نَاصِباً كَلِفاً، وَللمَجدودِ يَغنَمُ قاعِدَا
وَتَفاوُتُ الاقسامِ، فيمَا بَيْنَهُمْ، لا يَأتَلينَ نَوَازِلاً، وَصَوَاعِدَا
ما خَطْبُ مَنْ حُرِمَ الإرَادَةَ وَادِعاً، خَطبُ الذي حُرِمَ الإرَادَةَ جاهدَا
وعشائر غمت عليك أمورهم لا أصدقاء فيرفدوك ولا عدا
أغْشَاهُمُ خَلَساً فأذْهَبُ رَاغِباً، تِلقَاءَ حَيْثُ هُمُ، وَأرْجعُ زَاهِدَا
قَدْ قُلتُ للرّاجي المَكارِمِ مُخطِئاً، إذْ كانَ يَكتَسبُ المَلاوِمَ عَامِدَا
لا تُلْحِقَنّ إلى الإسَاءَةِ أُخْتَهَا، شَرُّ الأَساءةِ أنْ تُسِيءَ مُعاودَا
وَارْفَعْ يَدَيْكَ إلى السّماحة مُفَضِّلاً، إنّ العُلا في القَوْمِ للأعْلَى يَدَا
شَرْوَى أبي الصّقْرِ الذي مَدّتْ لَهُ شَيْبَانُ في الحَسَناتِ أبعَدَها مدَى
اسم القصيدة: من رقبة أدع الزيارة عامدا.
اسم الشاعر: البحتري.
المراجع
klmat.com
التصانيف
شعراء الآداب