ولد الشيخ محمد هاشم الهدية في العام 1912م محل بمدينة رفاعة - ولاية الجزيرة وتلقى تعليمه بخلاوي مدينة رفاعة ثم المدارس الإبتدائية ثم المتوسطة.
درس علوم القرآن على الشيخ عبد الباقي يوسف النعمة من خريجي الأزهر الذين تأثروا بعلماء المدينة المنورة، وكان الشيخ عبد الباقي سببا في دخول الشيخ الهدية في جماعة أنصار السنة المحمدية.
تم توظيفه في مصلحة البريد والبرق بالخرطوم عام 1930م وكان عمره آنذاك 17 عاما، ثم الحق بمدرسة البريد والبرق وبعد تخرجه نقل للعمل بفرع المصلحة في مدينة الفاشر عمل لمدة عام في الأبيض ثم رجع للعمل في الفاشر. عاد للعمل مرة أخرى في الخرطوم ليتطوع كفني لاسلكي في قوة دفاع السودان عام 1934، وظل مرافقا للجيش السوداني آنذاك حتى العام 1938.
انضم لجماعة أنصار السنة في العام 1946م، وأصبح رئيساً لها في العام 1956م، وبعد إحالته للمعاش في العام 1968م تفرغ للعمل الدعوي.
في ركاب جماعة أنصار السنة المحمدية
كان الشيخ الهدية قبل انضمامه لأنصار السنة صوفياً يتبع الطريقة الختمية حتى العام 1941
حيث تركها وانضم للطريقة العزمية حتى العام 1946م.
4 انخرط في صفوف جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان - والتي هي رائدة الدعوة السلفية فيه - في عام 1946م.
4 درس على يد شيوخ دعوة التوحيد الأوائل في السودان – منهم فضيلة الشيخ عبد الباقي يوسف، والشيخ يوسف أبو رحمهما الله.
4 تدرج في وظائف النشاط بالجماعة من محصل للمال لدعم الدعوة ثم وداعية ثم إمام مسجد قبل رئاسته للجماعة.
4 ظل يعمل إماماً لمسجد الملك فيصل بمدينة أمدرمان منذ إنشائه في عام 1968 وحتى عام 1992م حيث تنازل طواعية لأحد شباب الدعوة لإعطاء الفرصة للجيل القادم لتحمل مسئولة الدعوة.
4 تولى منصب الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية في عام 1956م بعد وفاة يوسف أبو – رحمه الله – وظل يتولى هذا المنصب منذ ذلك التاريخ وحتى الآن – أمد الله في أيامه.
نشاطه في مجال العمل العام
- كان له شرف المساهمة الفاعلة في العمل الجماعي ضمن الأحزاب السياسية ضد الاستعمار البريطاني وحتى تحقق الاستقلال.
- كان عضوا ناشطا ضمن اللجنة القومية للدستور حيث تولى داخلها الدعوة لتحكيم الشريعة الإسلامية لتكون الدستور الدائم للبلاد، وحينما فشلت تلك المحاولات دعا مع غيره لتكوين الجبهة الإسلامية للدستور للعمل على إقناع نواب البرلمان لمساندة تحكيم الشريعة الإسلامية وتكثيف النشاط في شرح الشريعة ومحاسنها حتى جاء الانقلاب العسكري في عام 1958 ليحكم السودان حتى عام 1964م. وظل دعمه لبرنامج الإسلامي وتطبيق الشريعة على مد العقود.
- عمل بعد عودة الحياة البرلمانية للبلاد في عام 1964 لإنشاء جبهة الميثاق الإسلامي لمواصلة الدعوة لتحكيم الشريعة ودعمها بكل ما لجماعة أنصار السنة من إمكانيات طيلة تلك الحقبة التي استمرت حتى الانقلاب العسكري في عام 1969م.
المؤسسات المحلية والدولية التي ساهم في إنشاءها
- كان له شرف المساهمة في قيام رابطة العالم الإسلامي في عام 1964م ووضع دستور عملها وتحديد مهامها ومسئولياتها بدعوة من الملك سعود رحمه الله.
- كان له دور بارز وأساسي في قيام المركز الإسلامي الإفريقي عام 1966 لنشر الدعوة في إفريقيا وتعليم أبنائها الدين الصحيح، فقد ساهم في تحقيق دعم الملك فيصل بن عبد العزيز والشيخ الصباح حاكم الكويت (رحمهما الله) للمركز وذهب هو بنفسه إلى شرق إفريقيا لإحضار الطلاب للدراسة وفتح مباني المركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بأمدرمنا لتكون مقرا مؤقتا للمركز.
- قام بدور أساسي في إنشاء هيئة إحياء النشاط الإسلامي لتكون هيئة مقبولة لدى مصلحة الشئون الدينية والأوقاف للعمل على إعادة دور المساجد وإحياء رسالتها وفتح مدارس لتعليم القرآن (الخلاوي) في المدن والقرى وتعليم النساء والعمل على محاربة العادات الضارة والبدع والمفاسد في الأفراح والمآتم.
- عمل على تجسيد فكرة الجمع بين الدراسات الإسلامية والمهنية وذلك من خلال إنشاء معهد القرآن بقرية ألتي (بولاية بالجزيرة) وذلك لحفظ القرآن ودراستة علومه وتفسيره بجانب دراسة الحديث وفي نفس الوقت الدراسة والتدريب في مختلف المجالات الفنية والصناعية.
في مجال الأعمال الدعوية والخيرية
- عمل بشكل فعال لإنشاء المساجد في جميع أنحاء البلاد وفتح معاهد تعليم الدعوة الإسلامية، وكان له السبق في استقطاب الدعم الداخلي والخارجي في التصدي للكوارث والنكبات التي تعرضت لها البلاد منذ ما يقارب الثلاثين عاما. ومن أمثلة ذلك كانت الجماعة - من خلال جهوده - من أول المنبهين للمحنة الإنسانية للنازحين بغرب أمدرمان بسبب الجفاف والتصحر الذي حدث في عام 1984م، حيث قاد حملة إغاثية واسعة في ذلك الوقت. وكذلك كان له دورا كبيرا في قيادة حملة الجماعة للإغاثة وإعادة الإعمار للمدارس التي دمرتها السيول والفيضانات التي حدثت بالسودان عام 1988م. يضاف إلى ذلك الجهود الواسعة في غوث المنكوبين من جراء الحروب في مختلف أنحاء البلاد، انتهاء بمحنة الحرب الحالية في الكثير من أجزاء السودان.
- له دوره المقدر في المساهمة بالكتابة في الصحف والمجلات الإسلامية كمجلة التوعية للحجاج وغيرها، كما عمل كرئيس تحرير لمجلة الاستجابة التي تصدرها جماعة أنصار السنة المحمدية لنشر التوحيد والدعوة السلفية. فهي المجلة السلفية الوحيدة في البلاد ورأت المجلة النور في حوالي عام 1986م بعد مجهودات جبارة.
- كان له موقفه الحازم ضد احتلال العراق للكويت وساهم في مؤتمر مكة الذي دعا لخروج العراق من الكويت وكذلك اشتراك في مؤتمر الجهاد الذي دعت إليه جامعة الإمام محمد بن سعود إبان حرب الخليج الثانية.
جاءت وفاته في صبيحة يوم السابع من شهر رمضان المبارك العام 1428هـ الموافق التاسع عشر من سبتمبر العام 2007م بعد عمر ناهز الخامسة والتسعين، حافل الجهد للدعوة إلى الله تبارك وتعال
المراجع
شبكة المشكاة الاسلامية
التصانيف
تصنيف :أعلام