قبلان،  هي بلدة فلسطينية تم تأسيسها عام 1596 في محافظة نابلس في الضفة الغربية. تعرف بالزراعة بشكل عام ؛ كالزيتون وأشجار اللوزيات. قد اشتهر أهلها بقدرتهم على حل الخلافات والقضاء على الفتنة والفساد.

لغوياً

ربما تم تسميتها بهذا الاسم في المنظار اللغوي من مفهوم جغرافي يعتمد على وصف الموقع وطبيعته، فمن معاني "القَبَلُ" لغةً : كل ما ارتفع عن الأرض من جبل أو تل أو نحوهما يستقبل الإنسان، ويقال انزل بقَبَل هذا الجبل أي بسفحه . وهو أيضاً أول ما يُرى من الشيء . وكل هذه المعاني تنطبق على موقع التل السكني .

الرواية الشفوية

تفيد الرواية الشفوية بأن سبب التسمية جاء من القَبول بالشيء من قول "قبلت" ، وقد قيلت اللفظة بالعامية : " أنا قبْلان" بتسكين الباء، فاتخذت اللفظة اسماً للتجمع السكني الناشئ على تل الخلة. ولعل من باب التسهيل صارت بفتح الباء .

الرواية : تقول الرواية أن ساكني تل الخلة شعروا بمدى ضيق مساحة الأرض التي يستغلونها لزراعتهم، وبأنها لا تفي بحاجتهم، فشكوا ذلك إلى المتسلم الحكومي العثماني في لواء نابلس، فاستجاب لطلبهم، وأرسل رجاله مع المتحدث باسم التجمع السكاني الناشئ، حيث عرضوا عليه عدة مواقع رفضها، ولما حددوا له الأرض الواقعة جنوبي الواد وسط السهل أسفل تلة الخلة، قال " أنا قبلان".

النشأة الحديثة لبلدة قبلان

 تدل بعض الآراء إلى تواصل عمارة موقع تل الخلة وبعض مواقع البلدة الأخرى شرق تل الخلة في حقب إسلامية مختلفة وفي الاحتلال الفرنجي لفلسطين أيضاً، وكذلك يعود اسم قبلان إلى حقبة من تلك الحقب الإسلامية، وظلت قبلان تشكل مجتمعاً صغير ونواة سكانية أخذت تنمو وتكبر وتم رفدها بسكان جدد قدموا من الشام والخليل في فترات مختلفة بدأت منذ الربع الأخير للقرن السادس عشر في العهد العثماني.

في العهد الايوبي بعد تحرير فلسطين من الفرنجة والمحتلين ازداد الاهتمام بالاستقرار بفلسطين وكذلك شجع الايوبيون وعلى رأسهم صلاح الدين بالإستقرار والإقامة في كل تل ومنكب في فلسطين للحفاظ عليها . ومن جانب موثق في هذا الشأن فقد وجِدَ أربع أسر في العام 1597م إبان حكم الدولة العلية العثمانية، وكانت هذه الأسر نواة قبلان التي نمت بشكل ملحوظ من تعداد سكاني لا يبلغ ثلاثين نفساً إلى تعداد سكاني يفوق سبعة آلاف نفس خلال أربعة قرون تقريباً. سواء كانت هذه الأسر الأربعة تشكل تواصلاً سكانياً في الموقع من العهود الإسلامية السابقة الأيوبية والمملوكية، أو جاءت إلى الموقع في حدود التاريخ المشار إليه وأقامت فيه، كمرحلة متجددة من مراحل عمارة موقع البلدة، فإنها تشكل نواة قبلان المتنامية، وحلقة من حلقات تواصل عمارتها الإسلامية ضمن العهود المتعاقبة، حيث أقامت على تل عين الخلة، الذي تمتع بموقع مناسب في مقاييس ذلك الزمان للإقامة فيه، وخاصة عندما كان الموقع مجرداً من العمران ويشكل تلة مرتفعة قامت عليها بيوت الأسر الأربعة. وما من شك أن نمو قبلان المتمثل بنمو نواتها واتساعها بدأ منذ أواخر القرن السادس عشر، في العصر العثماني، الذي كان طوراً من أطوار عمارة قبلان وحلقة حلقات العمران والتواصل التاريخي لقبلان والمنطقة الجنوبية الشرقية لجبال نابلس وأرض فلسطين عامة .

الموقع الجغرافي

توجد قبلان في الجزء الجنوبي الشرقي من جبل نابلس، على بعد 19 كم من نابلس، و44 كم من القدس. على الطريق الرئيس الواصل بين نابلس وبين رام الله . وترتفع 645 متراً عن سطح البحر . كما يوجد  في محيط قبلان مجموعة من القرى والبلدات : بيتا من الشمال، ومن الجنوب قرى تلفيت و قريوت وجالود، ومن الغرب يتما والساوية واللبن الشرقية، ومن الشرق جوريش وأوصرين و عقربا . '

السكان

 يقول مصطفى مراد الدباغ في موسوعة بلادنا فلسطين عند حديثه عن سكان قرية قبلان أن أصول سكانها تعود إلى سوريا وجبل الخليل وكفر عطْيَة .وقد ذكر في السجلات العثمانية لعام 1596م قرية كفر عطية، وقد كانت موجودة في ذلك التاريخ إلا أنها قد تحولت إلى خربة من الخرب ولم يعرف سبب زوالها . ينضوي سكان قبلان تحت ثلاث حمائل، والحمولة هي عنوان تجمع العائلات التي تشترك في النسب والعمومية والمصاهرة، وهذه الحمائل هي : الأزعر والأقرع والعملة .

النمو السكاني

 بدأت البلدة في عام 1596م بعدد سكان بلغ 20 نفساً فقط . وبقي النمو السكاني ضعيف خلال القرون الثلاثة الأولى أو ما ينيف عنها بربع قرن، فقد بلغ التعداد السكاني في قبلان عام 1922م -771 نفساً- بواقع زيادة سكانية في القرن الواحد تقارب 250 نفساً من ناحية حسابية . ورغم ضعف قيمة النمو السكاني في الفترة المشار إليها إلا أنه كان مقبولاً مقارنةً مع قرى أخرى في المنطقة، وربما يدل ذلك على حدوث هجرات مضادة خارج القرى الأخرى بينما لم يحدث ذلك في قبلان وإن حدث فيكون على نطاق فردي وضيق جداً وكما أن البلدة استقطبت هجرات سكانية واستوعبتها نسيجاً واحداً نمت البلدة من خلاله . وفي أقل من قرن في الفترة ( 1922م - 2007م ) نمت البلدة نمواً مضطرباً إذ ارتفع عدد سكانها بشكل واضح ، فقد وصل التعداد السكاني أكثر من 10000 نسمه

أهالي قبلان خارج الوطن

يقدر عدد الأهالي من قبلان المقيمين خارج الوطن في مختلف الدول العربية والأجنبية بحوالي 6000 نسمة، القسم الأعظم في المملكة الأردنية الهاشمية. ويتسم أهالي البلدة بالتواصل فيما بينهم داخل الوطن وخارجه . ولأهل قبلان المقيمين خارج فلسطين أياد بيضاء في خدمة بلدهم قبلان، الذين أظهروا له كل الانتماء، وساهموا في تطويره بدعمهم المادي والمعنوي، ووقفوا في مسيرة البناء والعطاء أينما كانوا .

التعليم في قبلان

اشتهر أهالي جبل نابلس بحبهم للعلم منذ القدم، كما اشتهر أبناؤه بذكائهم وفطنتهم. وحسب الإحصائيات التي أوردها الكتاب السنوي لوزارة المعارف العثمانية الصادر عام 1321هـ/1903م كان مجموع المدارس التي أسسها العثمانيون في الديار النابلسية حتى ذلك العام بلغت 90 مدرسة ابتدائية. وأول مدرسة رسمية أنشأها العثمانيون في قبلان كانت في عام 1884م/1311هـ، أي منذ قرن ونصف القرن، وهي مدرسة بنات قبلان الثانوية حالياً. وكانت مدرسة ابتدائية المدة التعليمية فيها أربع سنوات، وكانت المادة التعليمية في تلك الفترة هي القرآن الكريم والحساب والإملاء وخط الرقعة والتاريخ والجغرافيا.

في عام 1928 أضيفت غرفة صفية واحدة للمدرسة لتلائم الإقبال المتزايد على التعليم في البلدة.كان الطالب يتخرج بعد أربع سنوات وقد ختم القرآن تلاوة صحيحة مع بعض الحفظ، ويكون تعلم القراءة والكتابة والحساب بإتقان. وبعد كل تخرج كان أهالي البلدة يقيمون الاحتفالات ويذبحون الذبائح تكريماً للخريجين من أبنائهم. وكان الأهالي يجمعون الأموال ويقومون ببناء غرفتين في مدرسة القرية، مما ساعد على تطور المدرسة وتقدمها بحيث أصبحت تضم 76 طالباً عام 1944.ومن أوائل الخريجين الذين مارسوا التعليم في قبلان: المعلم محمد عبد القادر أبو زهرة الذي أكمل تعليمه في القاهرة وألمانيا ودرس الطب، والمعلم عبد الغفار صادق الأزعرالذي أكمل دراسته في جامعة دمشق، والمعلم عبد المهدي جبر محمود، والحاج سميح عبد الحافظ المسعود الذي تابع تعليمه في جامعة بيروت العربية وفي معهد الدراسات الإسلامية في القاهرة.

ومن الجامعات التي درس فيها أهل قبلان: جامعة النجاح الوطنية ومعهد خضوري في طولكرم والجامعة الأردنية وجامعة اليرموك وجامعة بيروت العربية.وتطورت العملية التعليمية في قبلان بمرور الزمن ومن هذه التطورات بناء مدرسة للبنات في وسط البلد عام 1964م بسبب ازدياد عدد الطالبات، حيث بلغ عدد الطالبات عام 1967م 139 طالبة. وكان لدى الاهالي اهتمام كبير بالمسيرة التعليمية وبرز هذا الاهتمام الرسمي في البلدة كأولوية منذ أكثر من عقدين ولا زال. و اثر هذا الاهتمام حذثت قفزة واضحة في الوضع التعليمي منذ أوائل التسعينات وحتى الوقت الحاضر، ومن مظاهر هذا التطور تضاعف عدد المدارس من ثلات مدارس (اثنتين للذكور وواحدة للإناث)، إلى ست مدارس (ثلاث للذكور وثلاث للإناث)، وكذلك ارتفاع عدد الملتحقين بالجامعات، والتحاق بعض أبناء القرى المجاورة بمدارس البلدة وخاصة للالتحاق بالفرع العلمي.


المراجع

areq.net

التصانيف

محافظة نابلس  بلديات فلسطين   الجغرافيا   فلسطين