يد القمر الندية بالشذى مرت على جرحي
يد القمر الندية مثل أعشاب الربيع لها إلى الصبح
خفوق فوق وجهي كف طفلتي الصغيرة كف آلاء
وهمس حول جرحي كف الكبيرة كف غيداء
تدغدغني نحن على السرير معا على السطح
هناك وآه من ذاك المدى النائي
لأقرب منه مجمرة الثريا وهي تلتهب
بعيد يوم فيه أمشي دون عكاز على قدمي
يئست من الشفاء يئست منه وهدني التعب
وحل الليل ما أطويه من سهر إلى سهر ومن ظلم إلى ظلم
ولكن اليد النديانة الكسلى ترش سنابل القمح
على درب من الهمسات في حلم
بلا نوم يرف على جفوني ثم يحشوهن بالملح
غدا تأتين يا إقبال يا بعثي من العدم
ويا موتي و لا موت
ويا مرسى سفينتي التي عادت و لا لوح على لوح
ويا قلبي الذي إن مت أتركه على الدنيا ليبكيني
ويجأر بالرثاء على ضريحي و هو لا دمع ولا صوت
أحبيني إذا أدرجت في كفني أحبيني
ستبقى حين يبلى كل وجهي كل أضلاعي
و تأكل قلبي الديدان تشربه إلى القاع
قصائد كنت أكتبها لأجلك في دواويني
أحبيها تحبيني
اسم القصيدة: ليلة انتظار.
اسم الشاعر: بدر شاكر السياب.