محسن أبو طبيخ،  هو رجل من رجالات العراق المشهورة ومن قادة ثورة العشرين في العراق. ولد سنة 1878 في ناحية غماس. كانت غماس حينها تعرف بالخرم. بعد دخول الإنكليز  العراق  عرفت بغماس وهي ناحية من نواحي محافظة الديوانية جنوب العراق.
تعرف غماس بالنخيل وزراعة الحبوب. ومن عشائرها ال أبو طبيخ وآل ملة جدوع وهم من شمر وآل ملة ياسين.

 

أما آلبو طبيخ فهم أول من عاش الخرم ومنهم السيد حسن وهو والد السيد محسن أبو طبيخ وكان ذلك بحدود  سنة  1845لقد  كان  البروز الأول الذي كان وراء شهرته مساهمتهِ في ثورة العشرين وكان أحد رجالها، وفي يوم 18 ذي الحجة 1338 (6 تشرين الأول 1920) يوم عيد الغدير تقرر تشكيل حكومة مستقلة عن طريق  المجلس الحربي للثورة وكان أول قراراته تعيين مدينة كربلاء مركز لواء وألحاق طويريج والنجف وأبا صخير والشامية اقضيةً تابعات للواء كربلاء كما تقرر تنصيب السيد محسن أبو طبيخ متصرفاً للواء كربلاء

 

وتم تعيين السيد نور السيد عزيز الياسري قائم مقام لقضاء النجف وتلحق به الكوفة حتى أبي صخير حيث يكون راتبه الشهري ألف روبية وقد تبرع السيد محسن أبو طبيخ متصرف كربلاء برواتبه إلى الثوار لسد نفقات عوائل المجاهدين ولم يبق من تلك المخصصات شيء فكان هذا أول منصب رسمي وتكوين حكومة عراقية مستقلة في كربلاء  ولكن لم تدم الحكومة تلك الا عدة ايام حيث دخلت القوات الإنكليزية كربلاء بعد ذلك.

 

حيث انه بعد اخماد الثورة وايقافها  في تشرين الأول (أكتوبر) سنة 1920 كان السيد محسن أحد اعضاء الوفد العراقي الذي وصل إلى مكة يوم 9 اذار (مارس) 1921 والذي شمل  كل من جعفر أبوالتمن والسيد نور الياسري والسيد علوان الياسري والسيد هادي المكوطر ومرزوق العواد وشعلان الجبر ورايح العطية وصلال الفاضل وعلوان الحاج سعدون كما التحق بهم الميرزا احمد الاخوند الخرساني ومحمود رامز وزكي امين المدفعي وشاكر القرة غولي للالتقاء بالشريف حسين والطلب منه تعيين ولده عبد الله ملكاً على العراق .

 

في 12 يونيو من سنة 1921 م غادر فيصل ميناء جده في الحجاز ذاهبا إلى العراق على متن الباخرة (نورث بروك)، وفي الخميس 23/6/1921 م وصل البصرة وقدم  معه على ذات الباخرة كل من المستر كرنواليس ويوسف السويدي ومحمد الصدر وعلي البازر كان ومحسن أبو طبيخ ونور الياسري وهادي المكوطر وعلي جوده، حيث استقبلهم جون فيلبي ومتصرف البصرة احمد الصائغ .
بعد تكوين الحكومة العراقية اتخذ السيد محسن من العاصمة بغداد مستقرا له وتزوج من احدى عوائلها المشهورة بالسيدة سنية الصندوق (شقيقة الاثاري العراقي عزالدين الصندوق). وقد انجب السيد محسن من زيجات عديدة بكل من الذكور كامل وادريس ومشكور ومحمد وعلي وجميل ومن الإناث من تصاهر بهن مع عوائل بغداد المعروفة مثل عائلة الشهرستاني.

 

اما عن سبب التسمية بابو طبيخ فقد روى المحقق جواد الشهرستاني في نسب السيد محسن انه : السيد أبو "كامل" هو السيد محسن بن السيد حسن بن السيد علي بن السيد إدريس الذي يعد أول من عرف بلقب "أبو طبيخ" لإطعامه جموع أبناء منطقته في الفرات الأوسط طعام "طبيخ" وهو الرز مع اللحم في "عام المجاعة" فاشتهر بها هو وذريته من بعده بهذا اللقب "أبو طبيخ" وهو ابن السيد عبد العزيز الذي اشتهر بـ"المسايحي" لأنه أول من شرع في منطقته بزراعة الشلب أي الرز والتمن بالماء سيحاً بعد أن كان المتعارف زراعته ديماً على مياه الأمطار

 

عبر فترة العهد الملكي كان السيد محسن عضواً في مجلس الأعيان حتى ثورة يوليو سنة 1958. ترك السيد محسن كتاباً واحداً هو " المبادئ والرجال"   ومخطوطات عدة اعتمدها ولده جميل أبو طبيخ في تحقيق مذكرات والده وصدر الكتاب بعنوان "مذكرات السيد محسن أبو طبيخ 1910 - 1960، خمسون عاماً من تاريخ العراق السياسي الحديث" .

 

الكتاب يشمل  العديد من المعلومات عن السيد محسن وعلاقاته ومراسلاته مع معاصريه والوضع السياسي في الفترة التي عاشها. كما كتب عنه حفيده احمد كامل أبو طبيخ انه بعد ثورة 14 يوليو سنة 1958 قد توقف عن النشاط السياسي وكانت ثورة تموز قد سيطرت على اغلب الاراضي الزراعية لال أبو طبيخ حسب قانون الإصلاح الزراعي وقت ذاك ومع ذلك فان رجال الثورة كانوا يكنون للسيد محسن قدراً عالياً  من الاحترام والتقدير وظل معززاً مكرماً في كبره. مات السيد محسن في بغداد سنة 1961.

المراجع

areq.net

التصانيف

سياسيون عراقيون  مواليد 1878  وفيات 1961   التاريخ   العراق   سياسة