الصبغة: القشة التي قصمت كلى المريض آمنة.. لكن يجب تحضير المريض وشرح المنافع والمضار والخيارات المتاحة د. خالد النمر استقبلت كثيرا من رسائل القراء واتصالاتهم التي تطلب توضيحا اكثر عن الصبغه التي تستخدم في الكشف على شرايين القلب وكيف تؤثر في الكلى؟ ومتى تؤثر فيها؟ وهل هناك وسائل بديله لاستخدام الصبغة للكشف عن الشرايين؟. وتكمن اهمية الكشف على شرايين القلب في انها المسبب الأول للوفيات في العالم ولذلك فالكشف عن امراض شرايين القلب لا يقدر بثمن مادام ان المنافع اكثر من المخاطر المحتملة في ذلك المريض وبالتحديد في ذلك الوقت.
  • ما طرائق الكشف عن انسداد الشرايين؟
  • وطرائق الكشف عن شرايين القلب تتلخص في نوعين مهمين: الأول: ما يبين شكل شرايين القلب ودرجة تضيقها: وهذا يشمل الاشعة المقطعية وقسطرة القلب. الثاني: ما يبين وظيفة شرايين القلب وليس شكلها او درجة تضيقها وهذا يشمل التصوير النووي للقلب خلال استخدام الجهد بمختلف انواعه: بالمشي على السير الكهربائي او الكيمائي بالابر مثل مادة الادينوسين او الدوبيتامين. مفهوم خاطئ: وخلافا لماهو سائد ومنتشر بين الناس انه اذا كانت الاشعة الصوتية للقلب طبيعية فان الشخص ليس لديه مشاكل في القلب ومن ضمن ذلك الشرايين"؟ والصحيح ان الاشعة الصوتية تبين فقط عضلة القلب والصمامات وغشاء القلب ولكنها لا توضح شرايين القلب سواء كان ذلك شكلا (مورفولوجي) او وظيفة (فسيولوجي).
  • ما الصبغه المستخدمه في تصوير شرايين القلب؟
  • هي مادة مصنعة من اليود تستخدم منذ عشرات السنين في تصوير شرايين الجسم الختلفة وعند حقنها يشعر المريض بحرارة في جسمه تنتقل من رأسه الى حوضه. وهي لا تمتص وتخرج عن طريق الكلى في البول.
  • ما المضاعفات المحتمله؟
  • تتلخص في مضاعفات نادرة جدا ولكنها موجودة ولها سبل وقاية ولها سبل علاج وهي: - الحساسية: وقد تكون على درجات مختلفة تبدأ على شكل طفح جلدى او ضيقه في التنفس وقد تصل الى anaphylaxis او الوفاة (اقل من واحد في المليون) اذا لم يتم التدخل المناسب في الوقت المناسب وهي ليست مرتبطة دوما بالحساسية من اليود المتوفر في المأكولات البحرية وانما غالبا يكون من درجة لزوجة وتأين الصبغة والمواد الأخرى الداخلة في تركيبها. - القصور الكلوي: اذا كان اداء الكلى سليما فإن الصبغة لا تسبب فشلا كلويا سواء اكان ذلك مؤقتا او دائما. اما اذا كان اداء الكلى فيه قصور فإن احتمالية تدهور وظائف الكلى تزداد حسب عوامل معينة يعرفها الأطباء.
  • ما نوع العلاقة بين مرض القلب وامراض الكلى؟
  • هي علاقة وثيقة جدا ومتداخلة فأغلب مرضى القلب هم كبار السن وهؤلاء لديهم قصور تدريجي لوظائف الكلى كلما تقدم العمر فكلاهما قصور القلب وقصور السن يكثر مع كبر السن اضف على ذلك ان قصور القلب والادوية المستخدمة في علاجه قد تؤدي الى تدهور وظائف الكلى، فلذلك فانها تحتاج المراقبة وكذلك قصور الكلى المزمن من اهم اسباب انسداد شرايين القلب بل يكفي ان تعرف ان السبب الاول للوفيات في مرضى الكلى هو مرض القلب. مفهوم خاطئ: يعتقد بعض الناس ان الصبغه تسبب الفشل الكلوي والحقيقة ان الصبغه لوحدها لا تسبب الفشل الكلوي وانما المسبب هو القصور الكلوي السابق فالصبغة هي (كالقشة التي قصمت ظهر البعير) والغالبية العظمى تزداد وظائف الكلى في اليوم الثالث وترجع بعد ذلك الى طبيعتها فمن النادر ان تحيج المريض الى الغسيل الدائم حتى في مرضى القصور الكلوي، ففي احدى الدراسات 3 اشخاص فقط من 600 شخص مصاب بالقصور الكلوي احتاج الى غسيل دائم بعد استخدام الصبغة (أقل من 1%). معدل الفلترة الكلوي اقل من 60 مللتر في الدقيقة: وهذا ادق بكثير من مستوى الكرياتينين والمستوى الطبيعي (80 الى 120 مللتر في الدقيقة) وله طرائق مختلفة لحسابه ولكنه بطريقة سهلة وبقدرة اي شخص ان يحسب ذلك حتى ولو لم يكن لديه تأهيل طبي فمعدل الفلترة تقريبا (140- عمر الشخص)
  • وزنه مقسوما على 72 مضروبا في قيمة الكرياتنين فمثلا رجل عمره 40 سنة ووزنه 100 كلغ ومستوى الكرياتينين لديه 110 فيكون معدل الفلترة 111 مل في الدقيقة وفي المقابل امرأة عمرها ثمانين سنة ووزنها 70 كلغ ومستوى الكرياتينين 400 فإن معدل الفلترة لديها حوالي 11 مل في الدقيقة.. وأسهل من ذلك كله انه متوفر على الانترنت ويمكن حسابه بأدخال العوامل السابق ذكرها في المعادلة والحصول على النتيجة مباشرة (http://nephron.com/cgi-bin/CGSI.cgi ) وقصور الكلى له مراحل فكلما قل معدل الفلترة زادت درجة القصور الكلوي
  • - كمية الصبغة المستخدمة في قسطرة الشرايين: والحقيقة ان ذلك يختلف من قسطرة تشخيصية من الممكن ان تتم باستخدام حوالي 70 مل الى القسطرة العلاجية التي تراوح على حسب عوامل مختلفة منها عدد الشرايين التي يراد علاجها وعدد الدعامات المستخدمة وكذلك تصوير البطين الايسر او الشريان الاورطي.. ولذلك فإنها تراوح بين 150 الى 500 مللتر. - من لديه انخفاض في الضغط قبل العملية: ضغطة الانقباضي اقل من 90 ملمتر من الزئبق. - من لديه فشل القلب من المرحلة الثالثة او الرابعة.
  • كيف يمكن تحضير المريض الذي لديه قصور كلوي للقسطرة؟
يتم ذلك بالتنسيق مع طبيب الكلى وايقاف الدواء المنظم للسكر (الميتفورمين) وبأعطاء المريض بروتوكولا معينا ترجح للأطباء فائدته في وقاية الكلى وفي المقابل ليس هناك ضرر من استخدامه وذلك يشمل اعطاء المريض كمية معينة من السوائلnormal saline القلوية وكذلك واضافة دواء مثل الميكوميست NAC بجرعات معينة قبل وبعد عملية القسطرة. ومن دون استخدام الطرائق التحضيرية فإنها تراح احتمالية تهدور وظائف الكلي (25% زيادة في الكرياتنينين) بين 10 و60% ولكن لا يعني ذلك الحاجة الى الغسيل الكلوى الزاما ولكن تراوح الحاجة الى الغسيل من اقل من 1% الى 12% وقد يحتاج المريض الى غسيل كلوي مباشرة بعد عملية القسطرة ولذلك فإنه يجب ان يكون هناك تحضير لهذه الاحتمالية. الخلاصة: ان الصبغة المستخدمة في تشخيص وعلاج امراض شرايين القلب امنة ومن النادر ان تؤدي الى غسيل كلوي دائم حتى في مرضى القصور الكلوي عموما، ولكن يجب تحضير المريض جيدا بالتشاور مع طبيب الكلى، اذا كانت حالته مستقرة وشرح المنافع والمضار والخيارات المتاحة للمريض وأهله. وحماكم الله من كل مكروه.

المراجع

www.talalzari.com/articles-action-show-id-1677.htmموسوعة الصحة والحياة

التصانيف

المعرفة