بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاما على عبده المصطفى وعلى آله
وصحبه ومن اقتفى..
أما بعد:
فإن الوقت هو حياة الإنسان، فإذا أضاعه فإنما أضاع عمره، والوقت
سريع الانقضاء محال الرجوع، وسيعلم الإنسان مدى نفاسته عند ساعة الاحتضار،
ولهذا كان الكلام عن الوقت له طعمه الخاص.
الوقت أغلى ما يملكه الإنسان، أغلى من الذهب والفضة ومن كل غالٍ
وكريم، فما خسره الإنسان اليوم قد يعوَّضه غدًا، ولكن الوقت هو الثروة
الوحيدة التي لا يمكن تعويضها، فما ضاع منه لن يعود، وإن أهل الجنة لن
يتحسروا من الدنيا إلا على الوقت الذي مضى ولم يذكروا فيه اسم الله.
ولما كان
الوقت
هو
الحياة وهو العمر الحقيقي للإنسان، وأن حفظه أصل كل خير،
وضياعه منشأ كل شر، كان
لابد من وقفة تبين قيمة
الوقت
في حياة المسلم، وما هو
واجب المسلم نحو وقته، وما هي الأسباب التي تعين على حفظ
الوقت، وبأي شيء يستثمر المسلم
وقته.
بين يديك أخي الحبيب وصايا ومقترحات تعينك في اغتنام الوقت وحُسن
استثماره .
1.
إن الله أقسم بالوقت
وبأجزاء معينة منه ،فقال: ﴿ﱡوَالْعَصْرِ
ﱾ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
ﱠ
[العصر: 2، 1]
ﱡوَاللَّيْلِ
إِذَا يَغْشَى
ﱾ
وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىﱠ
[الليل: 2، 1] َ﴿ﱡوالضُّحَى
ﱺ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾
ﱠ
[الضحى: 2، 1]
﴿ ﱡوَالْفَجْرِ
ﱕ وَلَيَالٍ عَشْرٍ
ﱠ﴾
[الفجر: 1، 2] و الله إذا أقسم بشيء من
خلقه دلَّ ذلك على أهميته وعظمته، وليلفت الأنظار إليه
وينبه على جليل منفعته..
2.
شعائر الإسلام تُثبت قيمة الوقت:
فالصلوات الخمس لها أوقات معينة لا تصح قبله، وتحرم بعده إلا لعذر، وكذا
صوم رمضان وحج البيت والزكاة وغيرها.
3.
الوقت
نعمة من نعم الله
ولابد من شكر هذه النعمة وشكر ها
يكون باستعمالها في
الطاعات، واستثمارها في الباقيات الصالحات ،يقول
صلى الله عليه وسلم
:
«نعمتان
مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ
»
[رواه البخاري].فمن ملك الصحة والفراغ ولم يسع لاستثمارهما
في إصلاح آخرته ودنياه فهو التعيس حقا ،نعوذ بالله من الغبن.
4.
حاسب نفسك واسألها
ماذا عمِلت في يومها الذي
انقضى؟ وأين أنفقت وقتك؟ وفي أي شيء أمضيت ساعات يومك؟ هل
ازددت فيه من الحسنات أم
ازددت فيه من السيئات؟.
5.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم،فمن
ربَّى نفسه على التعلق بمعالي الأمور والتباعد عن سفسافها، كان أحرص على
اغتنام وقته، ومن علت همته لم يقنع بالدون.
6.
صاحب المحافظين على أوقاتهم
كي تصيبك العدوى ،فإن صحبة هؤلاء ومخالطتهم، والحرص على القرب منهم والتأسي
بهم تعين على اغتنام
الوقت، وتقوي النفس على
استغلال ساعات العمر في طاعة الله.
7.
تأمل واقرأ حال السلف
مع
الوقت
،فإن معرفة أحوالهم وقراءة سيرهم أكبر عون للمسلم على حسن استغلال وقته،
فهم
خير من أدرك قيمة
الوقت
وأهمية العمر، واستغلال أنفاسه في طاعة
الله.،مثل
كتاب :( قيمة الزمن عند العلماء)
لعبد الفتاح أبو غُدة ،وكتاب (الوقت
عمار أم دمار).لجاسم المطوع..وغيرها من الكتب.
8.
تنويع ما يُستغل به
الوقت:
فإن النفس بطبيعتها سريعة الملل، وتنفر من الشيء المكرر،
وتنويع الأعمال يساعد
النفس على استغلال أكبر قدر ممكن من
الوقت.
9.
ما مضى من
الوقت
لا
يعود ولا
يُعوَّض:
وهذا معنى ما قاله الحسن البصري: «ما
من يوم يمرُّ على ابن آدم
إلا وهو يقول: يا ابن آدم، أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد،
وإذا ذهبت عنك لم أرجع
إليك، فقدِّم ما شئت تجده بين يديك، وأخِّر ما شئت فلن يعود
إليك أبداً »
10.
تذكُّر الموت وساعة الاحتضار:
حين تقول
﴿ﱡ
رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ
ﱠ﴾
يقال
لك حينئذٍ انتهى الوقتﱡ﴿
أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ
تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ
ﱠ﴾
[فاطر:37]
11.
تذكُّر السؤال عن
الوقت
يوم القيامة:
فيُسأل
العبد عن وقته وعمره، كيف قضاه؟
وأين أنفقه؟ وفيم استغله؟ وبأي شيء ملأه؟ يقول
صلى الله عليه وسلم
:
«
لن تزول قدما عبد حتى يُسأل عن خمس: "وذكر
منها"
عن عمره فيم أفناه؟ وعن
شبابه فيم أبلاه؟»
[رواه الترمذي وحسنه الألباني].
12.
إضاعة
الوقت
أشد من الموت؛
لأن إضاعة
الوقت
تقطعك عن الله
والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها،
اليوم
الواحد فيه 1440 دقيقة ،و الدقيقة من الزمن يمكن أن ُيفعل فيها خير كثير
وينال بها أجر كبير،
دقيقة واحدة فقط يمكن أن تزيد في عمرك، في عطائك، في فهمك،
في حفظك، في حسناتك.
13.
ساعة من وقتك تستطيع
فيها أن تمسح عبرة يتيم أو تُعين عاجزاً أو تُغيث ملهوفا،أو تصل رحما ،أو
تقرأ جزءا من القرآن ،أو تصلي ركعات،كم تساوي بمقياس البشر .. وكما تساوي
بمقياس الآخرة ؟؟
14.
إياك والفارغين
قاتلي الأوقات. وابحث عن دواء يمنع عدواهم ،فإنه لا قيمة للوقت عندهم ولا
قيمة للفارغين في الحياة وبين الناس
،والفارغين أحرى الناس أن يُحشروا مفلسين لا حصاد لهم إلا
البوار والخسران.
15.
قف مع نفسك وقفة تدبر
فيها قول الله تعالى:
ﱡ﴿
وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى
ﱠ﴾
[النجم:39]
16.
استفد من الوقت الضائع
كوقت انتظار وسائل المواصلات أو طبيب .
17.
غيَّر من
طبيعتك
وأنظر لعاداتك القديمة وتخلى عن ما هو مُضيع لوقتك ،ولا تعود نفسك على
عادة معينة: بل عليك أن تعتقد أنك تستطيع أن تغير من روتينك اليومي كما
تشاء.
18.
توقف عن أي نشاط
غير منتج ومفيد في دنياك أو آخرتك.
19.
إياك والغفلة:
وهي مرض خطير أفقد الكثير الحسَّ الواعي
بالأوقات واغتنامها ،واشتغلوا بالملهيات والشهوات حتى
فاجأهم هادم اللذات.
20.
إياك
والتسويف،
فإنك بيومك ولست بغدك، و لا تضمن أن تعيش
إلى الغد، وإن ضمنت حياتك إلى الغد فلا
تأمن المعوِّقات من مرض طارئ أو شُغلٍ عارض أو
بلاء نازل،فبادر باغتنام أوقات عمرك في طاعة الله،وفعل ما
ينفعك.
21.
أسأل نفسك دائماً
ما الذي أستطيع فعله لاستغلال وقتي الآن.
22.
أحمل معك كتيبات صغيرة
ومصحف جيب
في سيارتك أو عندما تخرج لمكان ما، وعند أوقات الانتظار يمكنك القراءة ،
وأوقات انتظار مواعيد المستشفيات، أو الانتهاء من معاملات.
23. أتصل
لتتأكد من أي موعد
قبل حلول وقت الموعد بوقت كافٍ .
24.
استحضر مراقبة الله لك
وإحصاؤه لأعمالك دقيقها وجليلها: فإذا استحضرت ذلك لم ترض أن تضيع دقيقة في
غير طاعة الله.
25.
تعلم أن تقول« لا»
«أنا آسف» لمن يضيع وقتك.
26.
تذكر أن 70%
من الوقت يهدر
فيما لا فائدة فيه.
27.
التلذذ بحلاوة كسب
الوقت في الإنتاج المفيد:
كما لو جلست بعد صلاة الفجر وحفظت وجهاً من القرآن، وهذه اللذة ستجعلك
تعاود الجلوس مثلاً مرة أخرى، وفي هذا استفادة من الوقت .
28.
الاستفادة من التقنية الحديثة:
كالحاسب وبعض أنواع الهاتف ووسائل التواصل ونحوها من الآلات التي تختصر لك
شيئاً من الوقت.
29.
احرص على تنظيم كل شيء
من حولك،رتب أغراضك: ونظم مكتبك وغرفتك وسيارتك، وكل ما يتعلق بك سيساعدك
أكثر على عدم إضاعة الوقت، ويظهرك بمظهر جميل.
30.
دوِّن في دفتر ملحوظات صغير
ما يضيع من
وقتك خلال يوم وهكذا لمدة أسبوع، ثم لمدة شهر ثم قم بإحصاء ما ضاع منك خلال
عام، ثم انظر كم نسبة الضائع من حياتك.
31.
ساعة وساعة
:
اجعل جزءاً من وقتك للترويح عن نفسك لأن القلب إذا كلّ عمي ، وينبغي أن
يكون الترويح بشيء مفيد ،وكافئ نفسك عند انجاز شيء .
32.
انظر من حولك من الناجحين
والنجوم اللامعين ،كيف كافحوا وواصلوا الليل والنهار وافنوا
أعمارهم وزهرة شبابهم لنيل ما يُنشدون ،فوصلوا ،ولن تدرك ما أدركوا إلا
إذا مشيت في نفس الطريق .
33.
الحياة قصيرة
لا تنغصها بكثرة الأعداء والمشاكل والمنغصات.
34.
الدعاء
بأن يوفقك الله إلى اغتنام الأوقات ،وأن يعينك على ذكره وشكره وحُسن
عبادته.
من يبيع وقته؟
انظر إلى المُحاسبي رحمه الله تعالى وهو يقول: «والله
لو كان الوقت يشترى بالمال لأنفقت كل أموالي غير خاسر أشتري بها أوقاتًا
لخدمة الإسلام والمسلمين فقالوا له: فممن تشتري هذه الأوقات؟ فقال: من
الفارغين»
لا تكن عاقّا!!
إنه عقوق الأيام بعدم اغتنامها يقول ابن مسعود – رضي الله عنه -: «ما
ندمت على شيء ندمي على يومٍ غرُبت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزِد فيه عملي
»، ويُروى عن حكيم قولَه :«
من أمضى من عمره يوما في غيرِ حقٍّ قضاه أو
فرض أداه أو حمد حصلّه أو خيرٍ أسسه أو علم اقتبسه فقد عقّ
يومه وظلم نفسه».
بعد فوات الأوان!!
ü
بعد فوات الأوان تريد بر أبيك وأمك وقد فارقا الحياة.
ü
بعد فوات الأوان تريد أن تختم سورة الكهف يوم الجمعة ولم
يتبق على أذان المغرب سوى خمس دقائق.
ü
بعد فوات الأوان ...تريد أن تصلي الفجر والشمس توشك أن
تُشرق.
ü
بعد فوات الأوان .....تذاكر والامتحان بعد ساعة .
ü
وأخيراً وبعد فوات الأوان ..نريد أن نتوب وقد بلغت الروح
الحلقوم وداهمتك الغرغرة وزارك ملك الموت !
خطط لحياتك
35.
خطط لوقتك
: خصّص خمس دقائق نهاية كل يوم للتخطيط.
36.
رتب أهدافك
... أهداف حياتك عموماً ثم أهدافك المرحلية ثم أهدافك القريبة جداً واجعلها
لا تغيب عنك أبداً .. ستشعر بالفارق الكبير ...
37.
افعل ما يقربك من هدفك
:إسأل نفسك في كل عمل تقوم به ، هل هذا العمل يقربني من أهدافي أو يباعدني
عنها.
38.
ضع مفكرة صغيرة
وقلما في جيبك دائماً لتدون الأفكار والملاحظات وضع الأولويات حسب أهميتها
وأبدأ بالأهم ،فالمفكرة اليومية وسيلة ناجحة ولكنها تحتاج إلى أُناس يقظين
!!
39.
تعامل مع الورق بحزم،
فلا تجعله يتكدس في مكتبك أو منزلك، تخلص من كل ورقة قد لا تحتاج لها خلال
أسبوع أو احفظها في مكان واضح ومنظم.
40.
اكتب أهم عشرة أهداف
لك في الحياة وضعها في أولوياتك لتسعى لتحقيقها وتجزئتها .
41.
استخدم جداول التخطيط
اليومي والأسبوعي والشهري الدفترية منها أو الرقمية وفي الجوال والحاسب
الكفي.
مهارات لا بد منها فتعلّمها وتدرّب عليها
1-فن الاتصال.
2- فن التعرف على أنماط الشخصية.
3-فن إدارة الوقت.
4-فن التفاوض.
5-فن القراءة السريعة.
-6فن
كتابة التقارير والسيرة الذاتية.
7-فن مهارات العرض والتقديم.
8-فن إدارة الذات.
9-اللغة الأجنبية كتابةً وقراءةً ونطقا.
حقائق عن الوقت
ü
إذا أردت أن تدرك قيمة العام، فاسأل من رسب في الامتحانات.
ü
إذا أردت أن تعرف قيمة الشهر، فاسأل من رزقها الله بمولود
ناقص النمو.
ü
إذا أردت أن تعرف قيمة الأسبوع، فاسأل المحرر الذي يصدر
جريدة أسبوعية.
ü
إذا أردت أن تعرف قيمة اليوم، فاسأل من ستنتهي عطلته
الأسبوعية غدًا.
ü
إذا أردت أن تعرف قيمة الدقيقة، فاسأل من فاته القطار.
ü
إذا أردت أن تعرف قيمة الثانية، فاسأل سائقًا نجا من حادث
محقق.
ü
إذا أردت أن تعرف قيمة الجزء من الثانية، فاسأل بطلا شارك
في سباق المائة متر.
لصوص الوقت
v
المقاطعات والزيارات المفاجئة.
v
إدمان وسائل التواصل لغير فائدة(الواتس – الفيس
-التلجرام....وغيرها)
v
القنوات الفضائية والإدمان عليها .
v
الاجتماعات غير الفعالة.
v
الأهداف غير الواضحة.
v
عدم تحديد الأولويات.
v
عدم تخطيط الوقت.
v
الإكثار من قراءة الصحف.
v
تتبع الأخبار والتحليلات في كل قناة.
v
إكثار الكلام مع بعضنا بلا فائدة.
v
كثرة استعمال الهاتف بلا فائدة.
v
إطالة الزيارات لبعضنا البعض.
v
كثرة المناقشات غير المفيدة.
v
النوم بعد صلاة الفجر دون أن يكون هناك تخطيط مسبق لهذا
النوم..
v
ممارسة بعض الألعاب الجديدة: التي تستغرق وقتاً كألعاب
الكمبيوتر و نحوها.
احسبها صح
42.
تذكر
أن من تعمَّر
سبعين سنة إذا ضيَّع كل يوم خمس دقائق كانت ثلاثة أشهر ،عشر دقائق ستة
أشهر ،عشرون دقائق سنة كاملة ،ساعة كاملة ثلاث سنوات ،عشر ساعات ثلاثون
سنة .
بم نستثمر أوقاتنا؟
43.
حفظ كتاب الله تعالى وتعلُّمه وتلاوته:
وهذا خير ما يستغل به المسلم وقته، وقد حثَّ
النبي
صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال:
«خيركم
من تعلم القرآن وعلمه
»[ البخاري- الفتح 8 (5027)
].
44.
طلب العلم:
فالحاجة إليه
أكبر من الحاجة إلى الطعام والشراب.
ويكون: بحضور الدروس المهمة، والاستماع والمشاهدة للمحاضرات
النافعة،
وقراءة الكتب المفيدة ،والكتب الالكترونية ،والجوال حُجَّة
في ذلك علينا .
45.
حج وعمرة
كل يوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
«من
صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له
كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة»[
أخرجه الترمذي وهو في صحيح الترغيب والترهيب (461)].
46.
ذكر الله تعالى:
فليس في الأعمال شيء يسع الأوقات كلها مثل الذكر، وهو مجال خصب
وسهل لا يكلف المسلم مالاً ولا جهداً، فما أجمل أن يكون قلب
المسلم معموراً
بذكر مولاه، إن نطق فبذكره، وإن تحرك فبأمره.
قال صلى الله عليه وسلم :
«من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنّة»[
الترمذي (3464) وصححه ووافقه الذهبي].فهذه الأيام مثل المزرعة، فهل يجوز
لعاقل أن يتوقف عن البذر أو يتوانى؟
47.
الإكثار من النوافل
من صلاة وصيام وعُمرة وصدقة: وهي مفتاح لمحبة الله تعالى للعبد ،قال صلى
الله عليه وسلم قال الله تعالى:«ولا
يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه
»
[البخاري-
الفتح 11 (6502)].
48.
الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف،
والنهي عن المنكر، والنصيحة للمسلمين: فهي مهمة الرسل ورسالة
الأنبياء، ومن أهم وسائل زيادة الحسنات وتبييض الصفحات
،ويستمر العرض ساريا حتى بعد الممات ،وقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم
عن هذا الكنز العظيم في قوله :«
لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم»[
البخاري- الفتح 7 (4210) واللفظ له. ومسلم (2406)]
.
فاحرص على الدعوة إما عن طريق إلقاء المحاضرات، أو توزيع الكتيبات
والمقاطع المؤثرة ،
أو دعوة الأهل والأقارب والجيران.
49.
زيارة الأقارب وصلة الأرحام:
فهي سبب لدخول الجنة وحصول الرحمة وزيادة العمر
وبسط الرزق، قال
صلى الله عليه وسلم
:
«من
أحب أن يُبسط له في
رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه»
[البخاري- الفتح 10 (5986) . ومسلم (2557)
].
50.
اغتنام
الأوقات اليومية والسنوية الفاضلة:
مثل أوقات الصلوات، وبين الأذان والإقامة، وثلث
الليل الأخير، في اليوم ،وعشر ذي الحجة ،ورمضان وغيرها ،وكل
هذه
الأوقات تحتاج اجتهاد واغتنام فيحصل العبد على الأجر
الكبير والثواب العظيم.
51.
تعلُّم الأشياء النافعة:
مثل الحاسوب واللغات والسباكة والكهرباء والنجارة
وغيرها بهدف أن ينفع المسلم نفسه وإخوانه.
وأخيرا أخي الحبيب :
اغتنم رحمك الله حياتك النفيسة , واحتفظ بأوقاتك العزيزة ,
واعلم أن مدة حياتك محدودة , وأنفاسك معدودة , فكل نفَس ينقص به جزء منك ,
والعمر كله قصير , والباقي منه هو اليسير , وكل جزء منه جوهرة نفيسة لا عدل
لها , ولا خلَف منها , فإن بهذه الحياة اليسيرة خلود الأبد في النعيم , أو
العذاب الأليم , وإذا عادلت هذه الحياة بخلود الأبد علمت أن كل نفَس يعدل
أكثر من ألف ألف ألف عام في نعيم لا قيمة له, فلا تضيع جواهر عمرك النفيسة
بغير عمل , ولا تذهبها بغير عوض , واجتهد أن لا يخلو نفّس من أنفاسك إلا في
عمل طاعة أو قُربة تتقرب بها .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم، وأن يرزقنا حسن
الاستفادة من أوقاتنا، إنه خير مسئول.
وصلّ اللهم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|