السياحة في ماليزيا
تعد دولة ماليزيا (بالإنجليزية: Malaysia) واحدة من أكثر الوجهات السياحيّة شعبية للسياح على مستوى العالم، وإحدى أجمل الدول في منطقة جنوب شرق آسيا، فقد قصد البلاد ما يُقارب 26.1 مليون زائر من بلدان عدة ودول العالم وفقاً لإحصائيات سنة 2019م، وذلك بفضل التنوع الثقافي فيها، ووجود العديد من الأماكن، والمعالم، والوجهات السياحيّة الفريدة،بالإضافة للاحتفالات، والمهرجانات، والأعياد التي تقام فيها، كما تشتهر ماليزيا بالتنوع البيولوجي؛ أي التنوع في النباتات والحيوانات في الأنهار، والمرتفعات، والمناطق الساحليّة، والمستنقعات وغيرها من المناطق الطبيعيّة.
تاريخ السياحة في ماليزيا
شهدت السياحة الماليزية تطوّراً واضحاً خلال تاريخ البلاد؛ فقد تم افتتاح الدائرة الثقافية في عام 1953م، ثم وزارة الثقافة والرياضة والشباب في سنة 1964م، لتبدأ صناعة السياحة بعد ذلك بالنمو بشكل كبير، حيث تم إنشاء مؤسسة التنمية السياحيّة (TDC) في عام 1972م، وهي الجهة المسؤولة عن تنسيق وتطوير وتعزيز السياحة المحلية والدولية، كما عملت الحكومة على تكريس جهودها في تطوير السياحة في عدة أهداف تنموية، وتطوير البنية التحتية الأساسية للسياحة، وازداد اهتمام الحكومة في السياحة خلال الثمانينيات عبر بناء وزارة السياحة والثقافة في سنة 1987م، والتي تم تسميتها بوزارة السياحة في عام 2004م، وتكمن أهم أهدافها بتنسيق وتوجيه وضمان تنفيذ جميع مبادرات وبرامج التنمية السياحية وفقاً لما تتطلبه الخطة الرئيسية للسياحة الوطنية،.
وقد شاركت الجهود الحكومية في تحقيق التنمية والتطوير لقطاع السياحة؛ فقد زادت عائدات السياحة خلال الفترة 1982م-2007م بمتوسط نمو سنوي بلغ 17.58%، كما ارتفع عدد زوار والبلاد من 2.7 مليون خلال سنة 1982م إلى 13.3 مليون في عام 2002م، بمتوسط معدل نمو سنوي يبلغ 10.17%، ولا تزال هذه الأرقام في زيادة ملحوظة حتى هذا اليوم.
أهميّة القطاع السياحي في ماليزيا
يُساعد قطاع السياحة في ماليزيا بشكل كبير في تنميّة اقتصاد البلاد؛ حيث تصل مساهمة هذا القطاع إلى ما نسبته 5.9% من إجمالي الناتج المحلي للدولة وفقاً لعام 2018م، وهو بذلك يحتل المرتبة الثالثة بعد قطاعي التصنيع والسلع في قائمة أكبر القطاعات المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي؛ إذ تحفز صناعة السياحة التقدم الاقتصادي للاقتصادات النامية، وتعد أهم محركات التنمية للاقتصاد الماليزي، كما أن مساهمة الإنفاق السياحي لا تنحصر في القطاعات المرتبطة بالسياحة المباشرة فقط، بل تتعدى ذلك لتشمل القطاعات الاقتصاديّة الأخرى في الدولة، بالإضافة إلى ذلك أدّى التطوّر الكبير في قطاع السياحة الماليزية إلى تقليل معدلات البطالة عبر توفير عدد كبير من فرص العمل والوظائف للسكان المحليين؛ فقد بلغ عدد الوظائف المتاحة في قطاع السياحة والصناعات المرتبطة بالسياحة نحو مليوني وظيفة في عام 2011م، كما أثّر هذا القطاع في زيادة عائدات النقد الأجنبي، وتحسين الظروف الاجتماعيّة والاقتصاديّة، ورفع مستوى المعيشة، وتعزيز استقرار السوق المحلي من الصادرات السلعية التقليدية، وجذب الاستثمارات والمشاريع الأجنبية.
عوامل الجذب السياحيّ في ماليزيا
تتنوع الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى زيارة دولة ماليزيا من مُختلف انحاء العالم، وفيما يأتي ذكر لأهمها:
تمتاز ماليزيا بتنوّع كبير في الثقافات والتقاليد؛ فقد مثّلت عبر تاريخها موطناً للكثير من الأعراق الآسيوية عبر تاريخها الطويل، والتي جلبت معها ثقافاتها الأصلية إلى أرض ماليزيا، إذ يتم الاحتفال والتعبير عن كل ثقافة من الثقافات بشكل منظم ومتناغم.
تضم ماليزيا الكثير من الأديان؛ بفضل التنوّع في الثقافات والأعراق، حيث أدّى ذلك إلى وجود خليط من الأديان، مثل الديانة الإسلاميّة، والهندوسيّة، والبوذيّة؛ فظهرت العديد من المعالم الدينيّة التي أصبح بعضها مقصداً للكثير من مُختلف أرجاء العالم، كمعبد كهف باتو.
يتميّز المطبخ الماليزي بتقديم العديد من أنواع متنوعة من المأكولات والأطعمة المحليّة بنكهات عالميّة، حيث ساهم وقوع البلاد على طريق تجارة التوابل في مزج النكهات المحلية مع العالميّة، لخلق نكهة مميّزة وفريدة، كما يُمكن مشاهدة المطاعم التي تُقدم مأكولات من بلاد معيّنة ومُختلفة، مثل المطاعم الهنديّة والكوريّة.
يعد انخفاض سعر البضائع والسلع واحداً من الأسباب التي تجذب الزوار إلى ماليزيا؛ حيث تتيح البلاد العديد من أنواع المشتريات مثل الطعام، والملابس، والمعروضات بأسعار رخيصة والتي تُناسب مختلف الفئات، والقدرات الماليّة للأشخاص.
تضم ماليزيا على مزيج من الأساليب والتقنيات الفنيّة من مختلف ارجاء آسيا، والتي ظهرت بوضوح في الملابس التقليدية والهندسة المعمارية، مثل التطريز الشرقي، والخرز، والباتيك البالي والإندونيسي، والعمارة ذات التصاميم الصينيّة مع الزخارف الماليزية.
تعد طريقة معاملة السكان المحليين للمسافرين واحدة من الأمور المؤثرة والمهمة في جعل تجربة السفر مميزة أو لا، وبهذا الصدد يتميز الشعب الماليزي بحُسن الضيافة، والكرم، وتقديم المساعدة للمُسافرين.
تعد مدينة كوالالمبور عاصمة ماليزيا من المدن العالمية المهمة، إذ تضم العديد من عوامل الجذب المناسبة لجميع الأعمار والفئات، ولا يُمكن للسائح زيارة ماليزيا دون الإقامة أو التسوق أو مشاهدة المعالم السياحية أو تناول الطعام في كوالالمبور.
أفضل وقت للسياحة في ماليزيا
يختلف أفضل وقت لزيارة ماليزيا باختلاف مكان الزيارة والأنشطة التي يود الزائر في ممارستها، لكن على وجه العموم تعد الأشهر التي تكون فيها الأجواء جافة وهي الفترة بين شهري كانون الأول/ديسمبر وشباط /فبراير أفضل وقت لزيارة المناطق في الجانب الغربي من ماليزيا، مثل ولاية بينانج وجزر لانكاوي، والفترة بين شهري أيار/مايو وأيلول/سبتمبر لزيارة مناطق الساحل الشرقي للبلاد، مثل جزيرة تومان، وجزر فرهنتين.
المراجع
mawdoo3.com
التصانيف
السياحة في ماليزيا ماليزيا سياحة حسب البلد جنوب شرق آسيا الجغرافيا