د. حسان شمسي باشا .

 
لعلك تعجب حين تعلم أن الإنسان الأميركي يأكل يومياً ما يعادل عشرين ملعقة صغيرة من السكر يومياً، وربما لا يختلف ذلك عمَّا يتناوله الناس في بلادنا العربية
ورغم أن الناس لا يلتهمون السكر التهاماً، إلا أن الكثير منه يدخل أجوافنا عن طريق المشروبات والحلويات والشوكولاته والآيس كريم وغيرها
ولا شك أن لتناول السكر دوراً كبيراً في زيادة الوزن، كما أن على مرضى السكر تجنب تناول السكر، ومن هنا كانت الحاجة ماسة لإيجاد بديل عن السكر يستخدم في تحلية المشروبات أوالمأكولات
 
وحسب تقرير المؤسسة العالمية لمعلومات الأغذية فإن بدائل السكر تعطي كمية قليلة جداً من السعرات الحرارية، وهي مأمونة الجانب
وحسب أحدث الإحصاءات فإن 144 مليون أميركي يتناولون المنتجات الغذائية الفقيرة بالسعرات الحرارية <من مشروبات ومأكولات>، أو يستخدم بدائل السكر في الطعام والشراب، ورغم أن <السكارين> موجود معنا لسنين طوال وبالرغم من أنه شائع الاستعمال، إلا أن الشكوك مازالت تحوم حوله، فيما إذا كان يمكن أن يسبب السرطان عند الإنسان أم لا، ومازال يحمل على علبته تحذيرات بهذا الشأن

وقد اعترفت هيئة الأدوية والأغذية والأميركية بخمسة من بدائل السكر وهي:

  1. <السكارين> saccharint  
  2. <الأسبارتام> aspartame
  3. <سوكرالوز> sucralose
  4. <اسيسلفام> acesulfame
  5. <تاغاتوز> d-tagatose
 
<السكارين>
ويعتبر الجد الأكبر لبدائل السكر، فـ<السكارين> الذي اكتشف العام 1879م يتمتع بقوة تحلية تعدل 300 ضعف قوة تحلية السكر، وقد استعمل في أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية، وذلك لتغطية النقص في كميات السكر المتوافرة للناس، وفي أوائل السبعينيات من القرن العشرين، كانت هيئة الأدوية والأغذية الأميركية على وشك منع استعمال <السكارين>، وذلك بناء على تقارير دراسة <كندية> أظهرت أن <السكارين> يسبب سرطان المثانة عند الفئران
 
ولكن صرخات الناس آنذاك المطالبة بعدم منعه استطاعت أن تحفظ <السكارين> على رفوف المحلات، فلم يكن هناك بديل آخر لـ<السكارين> في تلك الأيام، فوافقت هيئة الأدوية والأغذية الأميركية على وضع تحذير على علب <السكارين> يقول: <إن استعمال هذا المنتج يمكن أن يشكل خطراً على صحتك، وهذا المنتج يحتوي على <السكارين>الذي يمكن أن يسبب السرطان <عند حيوانات المختبر>
 
وقد أقر <الكونغرس الأميركي> تمديد هذا التحذير عاماً بعد عام، وظل<السكارين> رغم ذلك يباع في الأسواق، واحتل مكانة كبيرة عند الكثيرين من الناس، وخصوصاً في المطاعم تحت اسم: ، ولأن <السكارين> يمتاز بصلاحية طويلة على الرفوف، فإنه يستخدم بكثرة في مشروبات الصودا وغيرها من المشروبات، ولأنه لا يتأثر بالحرارة، فإنه يستعمل في الأغذية المطهية، وذلك على العكس من <الأسبارتام> الذي يتأثر بالحرارة
 
والسؤال المطروح الآن: هل ينبغي أن نستمر في استخدام <السكارين>؟
يقول الدكتور المسؤول عن قسم سلامة المستهلك في إدارة الأغذية والأدوية الأميركية: <إننا نعرف بالتأكيد أن <السكارين>يسبب السرطان عند الحيوانات، ولكن الدراسات على الحيوانات لا تعني دوماً أنها تنطبق على الإنسان
 
ويقول تقرير <معهد السرطان الأميركي> الأخير: إن الدراسات الوبائية لم تعط دليلاً واضحاً، على أن هناك علاقة لـ<السكارين> بالسرطان عند الإنسان، ويقول البروفسور : إن تناولالسكارين بالكميات المعتادة عند الإنسان لم يعط أي دليل على وجود مشكلة صحية، رغم أن الدراسة التي أجريت في أواخر السبعينيات من القرن العشرين قد أشارت إلى أن الاستعمال المفرط لـ<السكارين> (الذي حدد باستخدام ستة حبات من <السكارين> أو أكثر باليوم) قد يزيد من احتمال حدوث <سرطان المثانة>• ويقول الدكتور : <إن المفتاح لإقلال خطر حدوث سرطان المثانة هو الاعتدال في استخدام <السكارين> ـ كما هي الحال في الكثير من الأغذية التي يمكن أن تسبب مشكلات عندما تتناول بكمية كبيرة>
 
وتجمع المنظمات الصحية الأميركية مثل الجمعية الطبية الأميركية American Medical Association، وجمعية السرطان الأميركية، وجمعية التغذية الأميركية على أن استعمال <السكارين> أمر مقبول
 
وتقول الدكتورة <روث كافا> مديرة الهيئة الأميركية للعلوم والصحة: إنه لم تعد هناك حاجة لمثل هذا التحذير، فقد أظهرت الأبحاث التالية أن ذكور الفئران لديهم عامل حمضي خاص يزيد من تعرضهم لسرطان المثانة، ولهذا فإن ما يبدو صحيحاً على ذكور الفئران قد لا ينطبق على الإنسان، أو حتى على إناث الفئران، ولهذا فإنه لم يعد هناك داع لذاك التحذير الذي كان يكتب على علب <السكارين>، أو ما تحتويه على السكارين
 
<الأسبارتام>
ومثل <السكارين> فقد تعرض <الأسبارتام> الذي اعترفت به هيئة الأدوية والأغذية الأميركية العام 1981م، لنقد الناقدين الذي اتهموه بإحداث الكثير من المشكلات بدءاً من أورام الدماغ، إلى متلازمة الإعياء المزمن chronic fatigue syndrome، و<الأسبارتام> يتمتع بقدرة تحلية تبلغ 180 ضعف قدرة السكر على التحلية، وهو موجود في المشروبات و الكورن فليكس، والعلكة وأطباق الحلوى، وغيرها
 
الجدل حول <الأسبارتام>
وفي الوقت الذي يستمر فيه التساؤل حول سلامة <السكارين>، فإن مسؤولي إدارة الأغذية والأدوية الأميركية يبرئون ساحة <الأسبارتام>، الذي يُباع تحت اسم ، وقد تمت مراجعة أكثر من مئة دراسة حول المركَّب من قِبَلِ الإدارة التي أكدت سلامته للمستهلك

المراجع

موسوعه المستشار

التصانيف

حياة