نادي الرجاء الرياضي (باللغة الفرنسية: Raja Club Athletic)
والمشهور اختصاراً بنادي الرجاء الرياضي (بالفرنسية: Raja CA) هو نادٍ رياضي مغربي من مدينة الدار البيضاء. تأسس يوم 20 مارس عام 1949 من خلال نقابيون مغاربة في حي درب السلطان. الرجاء هو الفريق الوحيد الذي لم يغادر أبدًا نخبة البطولة الوطنية المغربية منذ بدايتها سنة 1956، ويلعب الشياطين الخضر مقابلاتهم في ملعب محمد الخامس منذ تدشينه سنة 1955.
الأكثر فوزا بدوري أبطال إفريقيا بعد الترجي الرياضي التونسي في المغرب العربي. الرجاء من أعرق الأندية في القارة السمراء، حيث صنفه الفيفا سنة 2000 في الرتبة 10 عالميا بعد تربعه على عرش الكرة الإفريقية وأدائه الملفت في كأس العالم للأندية 2000. وفقًا لتصنيف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لأفضل الأندية الأفريقية في القرن العشرين، صنف الرجاء في المركز الثالث في إفريقيا بعد الأهلي و الزمالك، علما أن النادي تم إنشاؤه في منتصف القرن فقط. بالإضافة إلى ذلك، الرجاء الرياضي هو الفريق المغربي الأكثر نجاحا في القرن الحادي والعشرين بإحرازه 16 لقبا منذ سنة 2000. وطنيا، يعد النسور الخضر النادي الأكثر نجاحًا في أفريقيا حيث حصل على 8 ألقاب في المسابقات الرسمية.
الرجاء هو النادي الأكثر شعبية في المغرب، فهو يعتبر تقليديًا نادي الشعب. للخضر منافسات قديمة مع بعض الأندية، أشهرها مبارياته مع غريمه الأزلي، الوداد الرياضي(يتنازل الفريقين في ديربي الدار البيضاء، الذي يعتبر من أقوى وأشهر الديربيات في العالم)، حيث يسجل الرجاء سيادة تاريخية على منافسه على مستوى الانتصارات والأهداف.
يترأس النادي الأخضر جواد الزيات منذ 13 سبتمبر 2018 ، خلفًا للجنة المؤقتة لمحمد أوزال الذي سيرت الرجاء لمدة 5 أشهر بعد استقالة الرئيس السابق سعيد حسبان. والمغربي جمال السلامي هو مدرب الفريق منذ نونبر 2019.
تاريخ
1949-1956 : تأسيس الرجاء
الملك محمد الخامس يوشح مدرب الرجاء الأب جيكو بالوسام الشرفي العلوي للاستحقاق بسبب عمله الوطني.
رغم أن تاريخ تأسيس نادي الرجاء البيضاوي حديث إلى حد ما بالمقارنة مع تاريخ تأسيس الأندية البيضاوية القديمة، كما هو الشأن مع نادي الأولمبيك البيضاوي الذي تأسس سنة 1904م أو كنادي اليسام الذي لعب في صفوفه الأب الروحي للكرة البيضاوية، المرحوم "محمد بن الحسن التونسي العفاني الملقب ب(الأب جيكو)"[2]،أو بعض الفرق التي كانت على شكل جمعيات كروية. الرجاء كنادي جاء لجمع شمل ما يقارب ثمانية أندية هاوية كانت تمثل أحياء درب السلطان فبدأت فكرة تراود أعيان المنطقة وهي تأسيس نادي قوي يوحد جميع هذه الفرق والمواهب، هذه الفكرة لم تطبق على أرض الواقع إلى بعد سنة 1949 والأمر لم يكن سهلا فاندمجت مجموعة من الأندية مع فرق فتح البيضاء المؤسس سنة 1932 التي كانت تتخذ من مناطق درب الكبير بدرب السلطان ودرب إسبانيول بالمدينة القديمة معقلا لها، وفريق النصر في درب بوشنتوف، لتتحول هذه الأندية إلى نادي الرجاء البيضاوي وذلك كان بعد اجتماعات متسارعة في كل من مقهى بويا صالح ومقهى العشفوبي وكذلك بمطبعة بن أبادجي، على يد مجموعة من المقاومين الوطنيين والنقابيين المعارضين المغاربة ككريم الحجاج والمحجوب ابن الصديق مؤسس أول نقابة في تاريخ المغرب و محمد المعطي بوعبيد و الذين سيتناوبون على الرئاسة سنوات بعد ذلك...
ولكن ارتباط تأسيس الفريق في ظروف تاريخية معينة، وارتباطه بالأحياء الشعبية المغربية بمدينة الدار البيضاء في عهد الحماية الإستعمارية الفرنسية، وفي مرحلة بروز الحركة الوطنية والمطالبة بالإستقلال بداية الخمسينات، وكذا ارتباط اسمه بالأب الروحي للكرة البيضاوية "محمد بن الحسن التونسي العفاني (الأب جيكو)"، أكسب الرجاء شعبية وقاعدة جماهيرية كبيرة.إضافة إلى تجربته في الميدان الصحفي، يعدّ الأب جيكو أول مغربي يتوفر على دبلوم رياضي في ميدان التدرب، الذي حصل عليه في إنجلترا،[3] ومن أوائل المغاربة الحاصلين على شهادة البكالوريوس الحديثة، هذا المدرب الذب سيحدث فيما بعد طفرة كروية في نادي الرجاء والكرة المغربية. كل هذه الأمور جعلت الفريق الأخضر يحتل مكانة قوية وراسخة في قلوب ذاكرة مدينة الدار البيضاء والتي عرفت في ذلك الوقت مجموعة من الأحداث السياسية والرياضية ولعل أبرزها عندما اجتمع ليلة 19 مارس 1949 مؤسسو الرجاء في مقهى بويا صالح بدرب السلطان لتأسيس فريق الرجاء البيضاوي وأجمعوا على ضرورة استقلالية الفريق وصبغته المغربية، بالوصول إلى صيغة للتحايل على الشرط الذي يضعه المستعمر على الراغبين في تأسيس نوادي رياضية في كل دول المغرب العربي، وهو أن يكون الرئيس فرنسيا، وهذه النقطة هي حجر الزاوية في ملف تأسيس الأندية الرياضية وإشكالية استقلالها آنذاك عن نفوذ وتأثير المستعمر الفرنسي. إلا أن تم الوصول إلى طريقة ذكية للتحايل على هذا القانون بأن اختار المجتمعون بمقهى "بويا صالح" أن يتقدم بملف طلب تأسيس الفريق حجي بن عبّادي الملقب ب"ابن أبادجي" الجزائري ذو الأصول العثمانية كان من مواليد مدينة تلمسان ويحمل الجنسية الفرنسية، فقام بالإشراف على رئاسة الفريق لستة أشهر.[4]
عند اختيار اسم الفريق، هيأ مؤسسو النادي الأرضية القانونية للنشأة وقاموا على الفور بالتفكير الجدي في اسم المولود، ويقول رفيق بنعبادي نجل أول رئيس بأن أحد المؤسسين ويدعى "الريحاني" اقترح والجميع في غمرة البحث عن اسم للمولود الجديد عبارة: "الرجاء في الله"، فرد عليه أحد المجتمعين ليكن "الرجاء" هو اسم الفريق. فاقترح البعض اللجوء إلى القرعة لحل إشكال التسمية، وارتأت فئة أخرى مبدأ الإجماع، كان هناك إسمان الفتح - الرجاء وقد منحت القرعة اسم الرجاء 3 مرات، وأول ملعب تدرب فيه الفريق هو ملعب الشيلي خلف مدرسة مولاي الحسن وتقام فيه حاليا بناية الدرك الملكي. يُذكر أنه فيما يخص التأسيس والاجتماع التأسيسي المذكور أعلاه الذي عُقِد سنة 1949، كان أيضا للتسجيل في لوائح العصبة المغربية لكرة القدم.
في عام 1949، و عكس أغلب الأندية الرجاء كان حصرا على اللاعبين المغاربة باستثناء بعض اللاعبين المحسوبين على رؤوس الأصابع، بدأ الرجاء رحلة الألف ميل من قعر المنافسات في القسم الشرفي ولكن بوادر ميلاد فريق قوي كانت بادية عليه ففي سنة 1953 صعد الفريق إلى القسم الثالث وبعد سنة واحدة صعد إلى القسم الثاني، وكانت مبارياته وتداريبه تقام على أرضية ملعب لحويط الذي يعرف أيضا بملعب العسكر أو تيران الجريد لأنه كان محاطا بجريد النخل، الذي بني في مكانه مركز للدرك الملكي المعروف بـ2 مارس.
لعب عبد القادر جلال دورا كبيرا في بناء فريق قوي خاصة وأنه كان لاعبا في صفوف الوداد ومتشبعا بالرصيد الكروي للفريق «الأحمر» الذي لم يكن يعدّ غريما للرجاء في ذاك الوقت ولم تكن لهما بعد اي علاقة عداوة أو حساسية مع الرجاء، وقد تعب الرجل في هيكلة فريق حديث الولادة، ونظرا لعلاقته الطيبة بالأب جيكو فقد كان يدعوه لحضور الحصص التدريبية بملعب العسكر، حيث يقدم بعض الملاحظات والفتاوي الرامية التي تساعد عبد القادر على بناء فريق قوي.. وفي نفس الوقت بدأت بوادر علاقة مستقبلية بين الرجاء والأب جيكو إذ أن هذا الأخير ما إن غادر ناديه السابق الوداد بعد خلاف مع مسؤوليه كان الرجاء هو أول فريق فكر ورغب في الإشراف على تدريبه انتقاما من سلوك بعض مسيري الوداد البيضاوي ونظراً لعلاقته الطيبة مع المشرفين على الرجاء إضافة إلى الخلفية النضالية للنادي التحق بالرجاء سنة 1956، ومنذ ذلك الحين، لم يغادر النادي دوري النخبة لكرة القدم المغربية.
كان أول مدرب للنادي قبل الأب جيكو هو قاسم قاسمي لاعب الوداد السابق وتحت قيادته، نجح الرجاء في التسلق في أقسام الهواة. إلى جانبه، بوجمعة قدري وسفيان عدال حيث تميزوا بالعمل المنهجي إداريا.
1956-1959 : البدايات بعد الاستقلال
فريق الرجاء في موسم 1956-57 بحضور الأب جيكو في أول مباراة ديربي ضد الوداد في أول بطولة وطنية بعد الاستقلال وانتهى اللقاء بنتيجة (1-0) لصالح الرجاء[5].
بعد استقلال المغرب في عام 1955، أنشئت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وحلت محل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بعد 22 بطولة دوري نظمتها كانت تسمى دوري المغرب لكرة القدم في ذلك الوقت طيلة الحماية الفرنسية على المغرب.[6]. في أول موسم لها كان 310 نادي مع 6087 المرخص لهم تنتمي إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم[7].
ومن أجل توزيع الأندية على البطولات الوطنية، بدأت مسابقة وحيدة، كأس الاستقلال، وشاركت جميع أندية المملكة. وقد فاز بهذه البطولة الوداد البيضاوي وستة عشر ناديا فقط نجحوا في التأهل إلى دور ثمن النهائي وبالتالي المشاركة في أول موسم للبطولة الوطنية للقسم 1.
وكان الرجاء البيضاوي أول نادي مغربي ضمن تأهله رسميا وبالثالي كان من بين المشاركين في أول بطولة للقسم الأول وحل في المرتبة العاشرة وتجنب بالكاد الهبوط[8]. وفي الموسم التالي بعد وصول محمد بن الحسن التونسي العفاني (الأب جيكو) حل الرجاء رابعا، [9]. وفي الموسم التالي، حل من جديد في المرتبة الرابعة[10].
خلال موسم 1959-1960، حدث جدل في أخر الموسم بعد أن إنسحبت حسنية أكادير فقررت الجامعة أن تلعب بطولة ثلاثية بين الفرق الثلاث الأولى التي لها نفس نقاط، في حين كان فريق الرجاء البيضاوي أفضلية بفارق الأهداف. فرفض فريق الرجاء البيضاوي المشاركة احتجاجا على القرار وتحولت البطولة إلى مباراة السد بين الجيش الملكي والنادي القنيطري. حيث فاز النادي القنيطرة بالمباراة وحصل على اللقب بينما احتل الرجاء البيضاوي المركز الثالث[11].
1960-1982 : أول النجاحات
أنهى الرجاء بطولة 1960-1961 خامسا وفشل في الوصول إلى الدور الربع النهائي لكأس العرش[12]. في الموسم التالي، قدم النادي مستوى متواضعا حيث احتل المركز السابع في البطولة ولم يستطع تجاوز ثمن النهائي، كما هو الحال في العام السابق[13].
في 1962-1963، احتل النادي المركز الثالث في البطولة متأخرا بنقطة واحدة عن صاحب المركز الثالث.و وصل الرجاء أيضا إلى الدور ربع النهائي للمرة الثالثة في تاريخه[14].
كان الموسم التالي واحد من أسوء المواسم في تاريخ النادي، حيث حل في المركز التاسع في البطولة وخسر بنتيجة خمسة أهداف لصفر في الكلاسيكو ضد الجيش الملكي[15].
في 1964-1965، أنهى النادي الموسم بالمركز الثاني عشر وكان على وشك الهبوط إلى الدرجة الثانية، وتأهل لنهائي كأس العرش حيث انهزم على يد فريق الكوكب المراكشي بثلاثة أهداف مقابل واحد. وخلال هذا الموسم في كأس العرش، ألحق النسر الأخضر بالوداد البيضاوي هزيمة في ربع النهائي بنتيجة هدفين لواحد[16].
في العام التالي، حل النادي وصيفا وراء الوداد البيضاوي متأخرا عنه بنقطة واحدة. وفي الديربي بين الرجاء والوداد انتهت كلا المبارتين بالتعادل[17].
خلال موسم 1966-1967 ، حل الرجاء في المركز الثالث بالبطولة برصيد 65 نقطة [18] ثم في الموسم الموالي أيضا احتل المرتبة الثالثة مرة أخرى. وقد خسر نهائي كأس العرش ضد الراسينغ البيضاوي، بنتيجة هدف لصفر[19].
1982-1990 : أول ألقاب بطل أفريقيا والمغرب
تشكيلة الرجاء الرياضي الفائزة بدوري أبطال إفريقيا موسم 1989
بعد التتويج بأول لقب للبطولة الوطنية 1987-1988، تأهل نادي الرجاء إلى كأس أفريقيا للأندية البطلة لأول مرة في تاريخه، وبعد مشوار طويل أقصى فيه فرقا كبرى، وصل الفريق مع المدرب رابح سعدان إلى المباراة النهائية حيث واجه الفريق الجزائري مولودية وهران الذي كان يعيش أزهى الفترات وكان نواة المنتخب الجزائري. أجريت مباراة الذهاب بملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، وانتهت بانتصار صغير للرجاء بفارق هدف واحد من توقيع السينغالي ساليف نداي، ليبقى بذلك التشويق لمعرفة البطل إلى مباراة الإياب. هذه الأخيرة، أجريت بملعب أحمد زابانة في أجواء مشحونة بسبب الخلافات السياسية بين المغرب والجزائر وأمام ملعب مملوء عن آخره كما كان الرجاء يعاني من غياب كل من التيجاني المعطاوي وسعيد الصديقي والحارس الجزائري الدريد الذي رفض مواجهة فريقه الأم إضافة إلى ذلك أصيب الحارس أيت صالح فتمت المغامرة بإشراك الحرس الثالث حسن مندون.
على الرغم من هذه الظروف، ظل فريق الرجاء متماسكا وسجلت المولودية هدف واحد فتم اللجوء إلى ضربات الجزاء، والمفاجأة كانت هي تألق الحارس مندون الذي صد كرة لخضر بلومي أمام تألق للاعبي الرجاء
في تنفيذ الركلات، لينتصر الرجاء ويتوج بأول كأس قارية في تاريخه محطما رقما قياسيا لايزال صامدا وهو الفوز بعصبة الأبطال من أول مشاركة[20]. بعد هذه المباراة لن يتم السماح للاعبين بالإستحمام في غرف تبديل الملابس بالإضاف إلى عدم تسلمهم الكأس إلا بعد أربع ساعات. فقد كانت هذه المواجهة ردا للاعتبار بعد هزيمة منتخب المغرب أمام الجزائر بخماسية في الدار البيضاء سنة 1979.
1990-1995 : البحث عن التوازن
في 1990-1991 ،أنهى النادي الموسم تاسعا
،و في كأس العرش المغربي أقصي الرجاء من الدور الربع النهائي أمام النادي القنيطري. وفي الموسم الموالي، حل الرجاء وصيفا على بعد 8 نقاط من فريق الكوكب المراكشي. كما حل النسور الخضر في الوصافة في كأس العرش ضد نادي الأولمبيك البيضاوي . ومرة أخرى الرجاء من جديد وصيفا في موسم 1992-1993 أمام الوداد البيضاوي، منافسه الرئيسي من أجل زعامة كرة القدم البيضاوية. أما في كأس العرش، أقصي الرجاء من قبل الكوكب المراكشي.
في 1993-1994 حل الرجاء رابعا في البطولة، وفي الموسم التالي حل في المرتبة الثامنة.
1995-2006 : الحقبة الذهبية
فريق الرجاء المتوج بإزدواجية الدوري والكأس في موسم 1996.
في سنة 1995،استحود الرجاء على الأولمبيك البيضاوي .حيث كان الأولمبيك آنذاك من أقوى الأندية المغربية، حيث حصل على بطولة المغرب سنة 1994، وفاز بكأس العرش سنة 1992 (الذي لعبه في عام 1994 ضد الرجاء البيضاوي في النهائي). كما فاز ثلاث مرات بالكأس العربية، لكن الأولمبيك البيضاوي كان يفتقد لقاعدة جماهيرية (التي ستسوق بها شركة الحليب منتوجاتها)، رغم تأسيسه الذي يعود إلى سنة 1904م، ورغم توفره على خيرة اللاعبين أنذاك في البطولة الوطنية المغربية. وهو ما جعل شركة الحليب المالكة لنادي الاتحاد البيضاوي تقترح أن تقوم بدعم نادي له قاعدة جماهيرية كبيرة لتستفيد من شعبيته ويستفيد الطرفان، وبالفعل وضع كل من نادي الجيش الملكي، نادي الوداد الرياضي ونادي الرجاء الرياضي ملفه، وتم قبول ملف الرجاء لامتيازه عن باقي الأندية بشعبيته الكبيرة آنذاك. فتم تفكيك الأولمبيك البيضاوي وإنتقل ما يناهز نصف لاعبيه (الذين يربطون مع بعقد) إلى الرجاء، فيما فضل البعض الانتقال لأندية أخرى في المغرب وخارجه. والنتيجة كانت منح أداء الرجاء دفعة جديدة، في نزال البطولة الوطنية المغربية لكرة القدم، إلى بداية سنوات ال2000م.
تشكيلة الرجاء الرياضي الفائزة بدوري أبطال إفريقيا موسم 1997
على عكس المنافسين الأكثر هيمنة على البطولة والتي شهدت التتويج بالألقاب في سنوات 1950-1970 ثم بداية 1990 للوداد البيضاوي وسنوات 1960 و1980 للجيش الملكي، انتظر عشاق النسور الخضر 32 سنة لرؤية فريقهم بطلا، حيث انطلق الدوري المغربي سنة 1956 و استطاع الرجاء أن يتوج بأول لقب في تاريخه في موسم 1987-1988 وفي هذه السنة تفوق الرجاء على وصيفه الكوكب المراكشي في آخر الجولات دون أن ينتظر نتيجة ملاحقه وذلك بعد فوزه بهدف واحد أهداه للرجاء اللاعب عبد الرحيم الحمراوي.
كان لهذا التتويج الأفريقي والوطني تأثير على إستراتيجية النادي بالإضافة إلى الاستحاود عى ى الألمبيك إذ أصبح الرجاء البيضاوي كالموج الجارف فمن 1996 إلى 2004 حصد النسر الرجاوي الأخضر واليابس حيث أصبح الرجاء الفريق الذي لا يهزم خصوصا بعد ستة ألقاب متتالية. كما أن هذه المرحلة التاريخية بلغت أقصى نقطة في 1999 حين صنف الرجاء كأفضل فريق أفريقي بعد انتصاراته في دوري أبطال أفريقيا، وكأس السوبر الأفريقية وكأس الأفرو-آسيوية.
تأهل النادي إلى كأس العالم للأندية لكرة القدم 2000 ،في البرازيل. وأقصي الرجاء من الدور الأول بعد ثلاث خسارات ضد كل من نادي كورينثيانز (0-2) ،النصر السعودي (3-4) وريال مدريد (2-3)
و في كأس العرش حقق الرجاء ألقاب 1996 و2000 و2005 ،أما على على المستوى الدولي، فالحصيلة غنية فمن بين هذه الألقاب:دوري أبطال أفريقيا في 1997 و1999 ، وكأس الكاف في 2003 وكأس السوبر الأفريقية في 1999 وكأس الأفرو-آسيوية في 1999 ودوري أبطال العرب في 2006.
تشكيلة الرجاء الرياضي الفائزة بدوري أبطال إفريقيا موسم 1999
2006-2007 : تراجع المستوى
في سبتمبر 2006 ،رحل عن الرجاء كثير من اللاعبين المميزين نتج عنه موسما كارثيا ترتب عنه احتلال الفريق المرتبة 11 في ترتيب البطولة الوطنية.و قد عاش النادي وضعية صعبة لكن لاعبي الفريق في الموسم القادم نجحو في ضمان المرتبة الثالثة، بعيدا عن توقعات الجميع.
2012-2008 : تباين في المستوى وهيمنة محلية
فريق الرجاء المتوج بطلا للمغرب في موسم 2008-2009.
بعد تدعيم صفوفه بعدة لاعبين جدد وقدماء، عانق الرجاء التتويج بعد فوزه بلقب البطولة الوطنية 2008-2009 بعد أن قام بموسم ممتاز وتزامن هذا اللقب مع الذكر 60 لتأسيس النادي. وفي الموسم التالي، بعد كان النسر الأخضر قريبا من الحفاظ على لقبه خسر نادي الرجاء اللقب في آخر جولة ولكن تأهل إلى دوري أبطال أفريقيا 2011.
و قد وجهت الأصابع إلى سياسة الرئيس غلام وقدم الاستقالة.
في صيف 2010 ،عاد الرئيس حنات وقدمت إليه التحية من قبل المناصرين، و، بعد جلب النادي لاعبين جدد، حقق النادي البطولة للمرة العاشرة وبالتالي علق النجمة الأولى وفي هذا الموسم دائما تأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا لكن أقصي من دور المجموعتين.
في صيف 2011 ،استقال المدرب محمد فاخر. وإذا تم اعتبار أنه قام بموسم سيء، فإنه رأى البعض الآخر أنه على الأقل كافح للقب قبل أن يتراخ حيث أنهى النادي الموسم في المرتبة الرابعة.
فريق الرجاء المتوج بطلا للمغرب في موسم 2010-2011.
2016-2012 : عودة النسر الرجاوي للتحليق
بعد موجة عريضة من الاحتجاجات، استقال عبد السلام حنات من منصبه وتم عقد اجتماع عام في يونيو 2012 . وخلالها أصبح محمد بودريقة رئيسا جديدا للنادي وأعطى نفسا جديد للإدارة الرياضية للنادي مع جلب عدد كبير من اللاعبين والتعاقد المدرب الرجاوي محمد فاخر الذي عاد إلى تدريب النادي من جديد.
باشر النادي إعداده قبل الموسم في تونس وعاد بعد ذلك إلى المغرب لمواجهة أتلتيك بيلباو الإسباني أمام 60000 مناصر متشوقين لرؤية الوجه الجديد لفريقهم. واستطاع الرجاء الفوز على وصيف الدوري الأوروبي وكأس ملك إسبانيا بنتيجة 3-1 ،لكن بعد ذلك خسر الرجاء أمام إف سي برشلونة بنتيجة 0-8.
و في 18 نونبر 2012 ،توج الرجاء بلقب كأس العرش المغربي لكرة القدم بعد فوزه على الجيش الملكي.
في 25 ماي 2013 ،حصل الرجاء على لقب البطولة المغربية للمرة 11 في تاريخه بعد تصدره للبطولة طيلة الموسم.
في 18 نوفمبر 2013, لعب النسور الخضر نهائي كأس العرش المغربي للمرة الثانية على التوالي لكن خسر أمام الدفاع الحسني الجديدي رغم أنه كانت الأفضلية للرجاء طيلة المبارة.
من 11 إلى 21 ديسمبر 2013, شارك الرجاء للمرة الثانية في تاريخه في كأس العالم للأندية لكرة القدم[21]. حقق الفريق الأهم وأقصى على التوالي أبطال اتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم (أوكلاند سيتي : 2/1), والكونككاف (نادي مونتيري : 2/1), ثم CONMEBOL (نادي أتلتيكو مينيرو : 3/1).ليحقق تأهل تاريخي إلى نهائي المنافسة، وهي مرحلة لم يسبق لأي فريق عربي أن وصل إليها. وفي النهائي الذي لعب في ملعب مراكش خسر النسر الرجاوي أمام العملاق البفاري بايرن ميونخ بنتيجة 0-2 لكن خرج مرفوع الرأس تحت تصفيق الجميع.بعد ذلك استقبل الرجاء بحفاوة عند وصوله إلى الدار البيضاء.وبإنجاز النادي في هذه المنافسة أصبح من بين الأندية الكبرى في تاريخ كرة القدم المغربية والعربية.
تشكيلة الرجاء الرياضي التي خاضت سنة 2013 نهائي كأس العالم للأندية أمام نادي بايرن ميونيخ الألماني.
2018-2016 : الرجاء في أزمة...
بعد مجموعة من النجاحات والألقاب، دخل نادي الرجاء بشكل مفاجئ في أزمة خانقة على جميع المستويات وذلك كان راجعا إلى أربعة عوامل أساسية والأولى هي أزمة نتائج خلال السنتين الأخيرتين للرئيس محمد بودريقة بسبب إخفاق العديد من المدربين واللاعبين الجدد، وثانيا أزمة مالية بعد تفاقم الديون نتيجة تكاليف الانتذابات الكبيرة التي فشلت، أما ثالث العوامل فكان هو أزمة إدارية في بيت فريق الرجاء الرياضي بين فرع كرة القدم وباقي فروع النادي، والعامل الرابع هو أزمة جماهيرية تمثلت في تجدد خلافات وصراعات بين مختلف الألتراس والمجموعات المساندة للنادي الشيء الذي حرم الفريق من دعم مشجعيه المالي والمعنوي.
ففي سنة 2016 تم عقد جمعا عاما استثنائيا لانتخاب رئيس جديد خلفا لرجل الأعمال محمد بودريقة الذي فضل الرحيل من الأجواء المشحونة في النادي؛ فكان اختيار السياسي المغربي سعيد حسبان بعد أن كان هو المرشح الوحيد، هذا الأخير كانت له دراية كبيرة بالقانون بحكم المناصب العليا التي تقلدها لكنه كان يفتقد للشعبية الكافية لينال ثقة الجماهير الرجاوية التي بدأت بانتقاده منذ أسابيعه الأولى. الرئيس الجديد وفي مجموعة من الخرجات الإعلامية فاجأ الرأي العام المغربي بندوة صحفية يأكد فيها أن الرجاء يعيش أزمة مالية مقدرا قيمة الديون المتراكمة على النادي بأرقام كبيرة لم يسبق أن عرفها تاريخ النادي ومحملا المسؤولية للرئيس السابق فنتج عن ذلك خلاف بين حسبان وبودريقة. سعيد حسبان الذي عبر عن عدم مقدرته على حل المشاكل المالية من ماله الخاص وأنه جاهز لمغادرة الفريق في حالة تقدم رئيس قادر على إنقاذ الفريق[22]
،سينال فيما بعد وابلا من الانتقادات وصلت إلى عقد ما يقارب ثمانية مسيرات ووقفات احتجاجية للمشجعين أمام كل من مقر النادي والجامعة، انتقادات كانت تصل إلى الملعب حيث أن كل مباراة كانت فرصة للجماهير للتعبير على غضبها ضد الرئيس خصوصا بعد عشرات من القرارات الإدارية والأفعال المشبوهة لمكتبه المسير.
الأزمة المالية للرجاء لم تؤثر نهائيا على نتائج الفريق واللاعبين أبانوا على تماسكهم وتضامنهم مع الجماهير بحيث أن أداء الفريق تحسن مقارنة بالسنتين الأخيرتين حيث أنهت كتيبة المدرب محمد فاخر الموسم محتلة المركز الثالث في البطولة الوطنية المغربية والذي يؤهل الفريق للعودة إلى المنافسات الإفريقية، لكن في نهاية المطاف ستتم إقالة المدرب فاخر بشكل مفاجئ وذلك كان راجعا إلى إدلائه بتصريحات تفضع التسيير العشوائي في ملعب النادي بالوازيز.
وفي 2017، رغم بعض إصلاحات سعيد حسبان ظلت الأزمة في تزايد مستمر ألقت بظلالها على الانتذابات ومشاكل الموظفين واللاعبين الذين امتنعوا على التدريبات لكن ذلك لم يمنع الفريق والمدرب الإسباني الجديد خوان كارلوس غاريدو من الفوز بلقب كأس العرش بعد الانتصار بالضربات الترجيحية على الدفاع الحسني الجديدي في الرباط أمام انتقال تاريخي ل 50000 مشجع للرجاء.
وفي بداية سنة 2018، حصل بعض أبناء الجالية الرجاوية بأوروبا على تصريح للقيام بمسيرة احتجاجية أمام مقر الفيفا بسويسرا لكن تم التراجع عن ذلك بعد تحرك الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وإجبارها للمكتب المسير للقيام بجمع عام.
يوم 13 أبريل 2018، قدم حسبان استقالته وتم تأسيس لجنة للإشراف على النادي برئاسة الرئيس السابق في التسعينيات محمد أوزال بعد اجتماع المنخرطين ومجموعة من الإداريين السابقين في والذين نسوا خلافاتهم من أجل المصلحة العليا للرجاء واحتراما للقاعدة الجماهيرية للفريق الذين أكدوا على جاهزيتهم للرفع من ثمن التذكرة والذين قاموا بتجاوز جميع الخلافات فيما بين الألتراس وبذلك أصبح حضورهم في المدرجات قياسيا بهدف التضامن مع لاعبي الفريق في هذه الأزمة ليتم وضع نقطة النهاية لمعاناة الرجاء البيضاوي إبان عهد سعيد حسبان من سوء تسيير وتردي أوضاع اللاعبين ماديا[23] ومعنويا[24][25] لكن ما أثار حفيظة وغضب الجماهير هو عودة سعيد حسبان من بوابة هذه اللجنة باعتباره رئيسا سابقا مما لم يتقبله الجمهور الذين لم يتقبلوا أي مشاركة له في تسيير شؤون الإدارة.
وقد عرف هذا الجمع تنصيب السيد محمد أوزال رئيسا للجنة مؤقتة المكونة من الرؤساء السابقين إلى غاية نهاية الموسم الكروي 2017/2018 والذي سيتم بعده القيام بجمع عام استثنائي لانتخاب لائحة رئيس ومكتب جديدين إذ سيتحول إداريا النادي في الموسم الموالي من جمعية رياضية متعددة الفروع إلى شركة رياضية تمتلك أسهمها الجمعية الرياضية نفسها لنادي الرجاء.
المراجع
areq.net
التصانيف
أندية كرة قدم تأسست في 1949 أندية كرة قدم في المغرب|رجاء أندية متعددة الرياضات الدار البيضاء تأسيسات سنة 1949 تأسيسات سنة 1949 في المغرب رياضة في الدار البيضاء الفنون