تسعونَ قرناً ، في هواك غريقُ 
من بعد هذا العُمر كيف أفيقُ 
يا أيها الوجهُ الذي أحببتُهُ 
من أين يبتدىءُ الحديث مَشوقُ 
تسعون قرناً ، كان حبُّك رايتي 
ولمثل عينيك العذاب يروقُ 
تسعون عاماً ، والقصائدُ شُرَّعٌ 
والليل نزفٌ ، والفؤاد حريقُ 
ما قلت : يا أمي الحبيبة ، خانني 
قلبي ، فقلبُ المستهام صدوقُ 
ما قلت .. أعلم أن حُبَّك واجبٌ 
وعليَّ في هذا الجهاد حقوقُ 
كانت تضيقُ بي البسيطةُ كلّها 
ونفوسُ مَنْ حفِظَ الوداد تضيقُ 
ويظل هذا الوجه غايةَ رحلتي 
والحرفُ حُرٌّ ، والنّشيدُ سبوقُ 
والشّعر منكوس البيارقِ ، لم يزلْ 
والبيت فيه عناكبٌ وشُقوقُ 
يتسابقون إلى القصيد جحافلاً 
تترى ، وكُلٌّ خَانَهُ التّوفيق 
وأَتيتِ فوق مطالعي شَمْسَ الضُّحى 
وعليَّ من حُلَلِ الضّياء بُروقُ 
وقصيدتي من طُهْرِ وَجْهِك تَزْدَهي 
في كُلّ حرفٍ نضرةُ .. ورحيقُ
وأتيتِ يا وجْهَ الحياةِ ، على فمي 
شجرُ له في الخافقين عروقُ 
وأتيتُ ما ضيّعت عهد أميرتي
فالعهدُ في لغةِ القلوبِ وثيقُ 
يا عُنفوانَ الشِّعرِ حين أهزُّهُ 
والخطبُ هوْلُ ، والمدارُ نعيقُ 
تتخشَّبُ الكلماتُ ، يصبح عَذْبُها 
شَجناً ، فيا لِلْمُرِّ حين أذوقُ 
أمي الحبيبة ، يزدهون ببِّرهم
والبرّ في هذا الزمان عقوقُ 
أسرجتُ ظهر الشّعر قلتُ لك اركبي
وركبت والمُهْر الحرون عتيقُ 
تسعون قرناً ، ما تراخى عزمُهُ 
فكأنَّه من حُرقتي مخلوقُ 
واليوم يا نهرَ الجلال وسيفُنا 
خشبٌ وفارسُنا العظيم مَعوقُ 

اسم القصيدة: قصيدة عن حب قديم.

اسم الشاعر: صالح بن سعيد الزهراني.


المراجع

adab.com

التصانيف

شعراء   الآداب