أم قيس، بلدة أردنية تقع في لواء بني كنانة التابع لمحافظة إربد شمال المملكة، تعتبر منطقة ذات أهمية تاريخية وثقافية. تقع على بعد 28 كم شمال مدينة إربد، على ارتفاع 364 مترًا، حيث تتمتع بإطلالة خلابة على نهر اليرموك وهضبة الجولان وبحيرة طبريا. يعود تاريخها إلى العصور القديمة، وقديماً كان اسمها جادارا، معناه "التحصينات" أو "المدينة المحصنة".
تاريخ أم قيس يمتد إلى العصور القديمة حيث كانت جادارا إحدى المدن اليونانية-الرومانية العشر. في العام 218 ق.م، سيطر أنطيوخوس الثالث السلوقي على المدينة، ومن ثم استمرت تحت الحكم اليوناني. في عام 63 قبل الميلاد، احتلها القائد الروماني مومباي وضمها إلى حلف الديكابولس.
تأثرت المدينة بالحضارة اليونانية، حيث اجتذبت الكتاب والفنانين والفلاسفة والشعراء في عصر اليونانيين. خلال الحكم الروماني، تغلبت المدينة على النبطيين، ولكن مع تقدم العصور، تأثرت بالتغيرات السياسية والعسكرية.
في القرن الثاني بعد الميلاد، ازدهرت أم قيس وشهدت بناء مسارح وهياكل رائعة، وشبهها الشاعر ميلاغروس بأثينا. انتشرت المسيحية ببطء في المدينة، وأصبح أسقفها يحضر المجامع الكنسية المهمة.
تعرضت أم قيس للهجوم الفارسي في العام 614 وتدمير كنائسها. وفي العام 635، حُررت من قبل الجيوش الإسلامية بقيادة شرحبيل بن حسنة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
تحمل المدينة اليوم آثارًا غنية ومحفوظة تعكس تطورها عبر العصور. تشمل هذه الآثار المسرح الجنوبي، الكنيسة البيزنطية، المدرج الشرقي، الأسواق والمخازن، مجمع الحمامات الرومانية، كنيسة البازيليكا، الدكاكين المقنطرة، ونيمغايوم.
جهود البحث الأثري في أم قيس بدأت منذ العام 930 م، حيث قامت الدائرة الآثارية الأردنية بأعمال الحفر والترميم. شهدت المدينة العديد من الحفريات والدراسات في العقود اللاحقة، مما أسهم في كشف الكثير من الأسرار التاريخية والثقافية المتعلقة بها.
المراجع
mawdoo3.com
التصانيف
محافظة إربد مواقع أثرية في الأردن آثار عربية مستعمرات رومانية المعالم الأثرية الجغرافيا