تيبريوس قيصر (طِيباريوس قيصر) تيبريوس يوليوس قيصر اوغسطس ، ولد تيبريوس كلاوديوس نيرو (16 نوفمبر 42 ق.م - 16 مارس 37م)

هو الامبرطور الروماني الثاني (14م - 37م) . ولد السنة الـ 42 ق.م. وكان ابناً لاوغسطس بالتبني وصهراً. وفي ملكه حكم اليهودية كواليين فاليريوس كراتوس وبيلاطس البنطي. وقد أبعد اليهود وقتاً ما عن رومية ولكنه ألغى أمره فيما بعد وعوَض عليهم بسبب قساوة حكام الأقاليم. وقد بنى هيرودس انتيباس طبرية على بحر الجليل إجلالاً له وقد عجل بموته (37 ب. م) كاليغولا الذي خلفه. وفي أيام طيباروس صلب المسيح. .

ظروف نشأته

قبل مولد تيبيريوس Tiberius بخمسمائة عام كانت روما تقع تحت الحكم الجمهوري، حيث كانت معظم طبقات الشعب حرة وعدد السكان بلغ ما يزيد عن النصف مليون نسمة. وكان جايوس يوليوس قيصر (100 ق.م – 44 ق.م) يسعى نحو أن يكون ملكاً، ولكنه استطاع أن يكون إمبراطور فكان أول صاحب لهذا اللقب. ولكنه قُتل بخناجر أنصار الجمهورية، مما أشعل أكبر حرب أهلية في تاريخ روما استمرت ثلاثة عشر عاماً.وفي خضم تلك الأحداث وبعد انتصار جيوش المنتصرين على الجمهوريين في معركة فيليبي،أو بالأحرى بعد مرور شهرين وفي 16 نوفمبر 42 ق.م ولد تيبيريوس Tiberius في عالم مليء بالأحداث الكثيرة حيث سُرقت الكثير من المدن وبيعت شعوب كاملة في سوق العبيد.

صفاته

كان تيبيريوس Tiberius طويل القامة شديد البأس، حلو الملامح، ولكن حب الشباب ضاعف من حيائه، وسماجة طباعه، وإحجامه وحبه للعزلة. ويمثل رأسه الجميل المحفوظ في متحف بوسطن في صورة قس شاب عريض الجبهة، واسع العينين غائرهما، ذو وجه يدل على الحزن وعميق التفكير، وقد بلغ من جده ووقاره في شبابه أن أطلق عليه بعض المجان اسم "الرجل العجوز". يستطيع أن يكون شرساً إذا غضب، وكان أقرب إلى العزلة والانطواء دائماً منذ صغره، كما كان يفتقر إلى الحب، وكان صبوراً قليل الكلام حريصاً فيه وهو ما زاد من كره البعض له،حيث أنه كان يتوقف وسط الجملة لكي يبحث عن اللفظ المناسب لما يقصده.وفي عام 27 ق.م كان تيبيريوس Tiberius في الخامسة عشر من عمره، وكان فتى طويلاً قوياً عريض الأكتاف، وكانت الطراوة تبدو على ملامحه، ولقد تنبأ واحد من معلميه وهو تيودروروس الجادراني بمستقبله حين قال عنه أنه "طين معجون بالدماء".

أجدر حاكم للإمبراطورية الرومانية

وقد قطع تيبيريوس Tiberius شوطاً في التعلم أولاً على يد أساتذة روما ثم في قصر أوجستس Augustus، ولقد كان لديه قدرة مبكرة على الخطابة ذوت بسبب ميله للعزلة والبعد عن الناس.تعلم تيبيريوس Tiberius من أوجستس Augustus كيف أن المصلحة وحدها هي المقياس الصحيح للعلاقات. وكان تيبيريوس Tiberius يجيد الإغريقية ويحب الأدب الإغريقي،كما درس الكثير من علوم عصره مثل علم تفسير الأحلام وعلم الفلك. وكان ينظم بعض الشعر ويجيد الكتابة والخطب والرسائل. كما أنه تمرس أيضاً بطقوس الديانة وأساليب الحكم. وكان عالماً ضالعاً في الأدب اليوناني واللاتيني وعلم الطب وعلم قراءة الطوالع.وكان شغوفاً بالرسم والنحت واتخذ بطانة من الشعراء وعلماء الرياضة، وأهديت إليه المؤلفات والأشعار. وقد تدرب على القتال وهو ما يزال صبياً، إلا أنه كان يطمع في أن يكون رجلاً عظيماً وكان يرغب في أن يتبع الطريق التقليدي لذلك وهو الجندية – في ذلك الوقت – ومن بعدها ينتقل إلى المناصب القيادية في حكومة روما. كان تيبيريوس Tiberius يعيش بين جنوده عيشة متواضعة، فكان يشاركهم متاعبهم ولا يميز نفسه عنهم بمظاهر الرخاء والرفاهية التي كان يتمسك بها القواد الآخرون،فكان ضباطه يألفونه ويمازحونه. وكان ينتقل على ظهور الخيل ويأبى أن يستخدم المحفة التي يحملها العبيد، وكان يأكل كالجنود وهو جالس، حيث أن النبلاء الرومان كانوا يأكلون وهم مستلقون على بطونهم فإذا فرغوا من الطعام تحولوا إلى أحد الجانبين. وقد أخذ من التربية كل ما يستطيع أن يأخذه عن الرومان واليونان والبيئة والتبعة، وأتقن اللغتين اليونانية والرومانية وآدابهما، وكتب الأغاني الشعرية، ودرس التنجيم و "غفل عن الآلهة". وكان يحب أخاه الأصغر دروسوس رغم أنه كان أحب منه إلى الشعب؛ وكان زوجاً مخلصاً وفياً لـ فيبسانيا Vipsania ،مكرماً لأصدقائه إكراماً لم يكن يترددون معه في أن يهدوا إليه الهدايا وينتظروا منه أن يهدي إليهم أربعة أمثالها. وكان أقسى قواد زمانه وأقدرهم، فنال بذلك إعجاب جنوده وتعلقهم به، لأنه كان يعني بكل شؤونهم مهما صغرت، ولأنه كان يكسب المعارك بفنه أكثر مما يكسبها من دماء جنده. وكان لدى تيبيريوس Tiberius جواريه المخصصات لتعليمه فنون الجنس وتدريبه عليها، وأيضاً العبيد المخصصون لتدريبه على فنون القتال. ويعتقد أن؛ هذه الخبرة السابقة لتيبيريوس Tiberius وميله للعزلة والانطواء ما جعله متهكم وكثير المجون، فقد كان يهوى هتك الأطفال ويطارد سيدات روما بعروض قذرة وكان يتمتع بتعذيب الآخرين فيكونون وقود لمزاجه الدموي. وكان يؤمن ببعض الحكم الخاطئة الواضح أنها كانت نتيجة خبراته وظروف حياته،ومن هذه الحكم "ومن بعدي فلتأكل النيران الأرض". و "كان منطوياً على نفسه، صبوراً". على حد قول ستونيوس "إذا ما وجهت إليه وإلى أسرته الشتائم والافتراءات والمطاعن". وكان يقول في ذلك " إن البلد الحر يجب أن تطلق فيه حرية القول والفكر". وقد عاش تيبيريوس Tiberius حتى سن الثامنة والسبعين، ولكنه لم يحصل على السعادة في تلك السنين الطويلة إلا لمدة أثنى عشر عاماً فقط، وهي المدة التي قضاها مع فيبسانيا Vipsania زوجته.ومع ذلك؛ فإن طبيعته الانطوائية لم تتغير وظل يعيش وتحدث بنفس ذلك البطء الذي كان يثقل على الناس،وكان تعليق أوجستس Augustus على ذلك هو "يا لروما المسكينة التي سوف يحكمها هذا الإنسان الكئيب".

المراجع

ويكيبيديا, الموسوعة الحرة

التصانيف

أباطرة الروم