اضطرابات الدورة الشهرية عند السيدات .

تمثل بداية نزول الطمث عند النساء علامة فارقة لدخولهن مرحلة أخرى من العمر وتعتبر الدورة الشهرية سلسلة مترابطة ومتصلة من التفاعلات الهرمونية والعصبية التى تتم فى تسلسل دقيق بين مراكز المخ العليا والغدد الصماء مثل الغدة النخامية والدرقية والمبايض وحدوث أى خلل فى أى من هذه الغدد يؤدى إلى اضطراب الدورة الشهرية.

وتعد اضطرابات الدورة الشهرية مشكلة تواجه العديد من النساء وخاصة فى مرحلة الخصوبة ونراها كثيراً فى عيادات أمراض النساء يجب أن نعلم أن اضطراب الدورة الشهرية هو عرض يخفى وراءه مشكلة أكبر وهى علاقة هذه الاضطرابات بوظائف المبيض وقدرته على إنتاج البويضات أو كفاءتها ومن ثم حدوث الحمل والإنجاب. ويجب أن تدرك السيدات أن مجرد علاج إضطراب الدورة الشهرية عن طريق الأدوية والهرمونات ليس هو الحل ولكن تشخيص السبب بالاستعانة بالفحص الإكلينيكى وفحص الهرمونات وكذلك منظار الرحم ومن ثم وصف العلاج المناسب.

تتفاوت أسباب اضطرابات الدورة الشهرية حسب سن السيدة أو حسب السبب الذى يمكن وراء هذا الاضطراب. فمن حيث السن يوجد هذا الاضطراب عادة فى الفتيات أثناء السنوات الأولى من الدورة ويكون ذلك لعدم نضج المحور الهرمونى الممتد من الغدد النخامية ومراكز المخ وبين المبايض ولذلك يكثر أن تجد هذه الشكوى. كما يحدث ذلك الاضطراب مرة أخرى بعد سن الأربعين وقبل أن تبدأ السيدة مرحلة إنقطاع الطمث وهو ما يسمى بسن اليأس (كثير من الأطباء والعلماء لا يحبذون هذه التسمية لما تحمله من معان تثير الإحباط والاكتئاب ويفضلون أن يطلقوا عليها سن النضج) ويبدأ هذا الاضطراب بعام أو عامين قبل سن النضج وهذه شكوى شائعة فى هذه المرحلة العمرية، ويؤدى ذلك الى غزارة الطمث وطول فترة النزف .

ومن الأسباب الاساسية لاضطرابات الدورة الشهرية هى الأورام الليفية وهى أورام حميدة تتكون فى الرحم وتستغرق وقتاً طويلاً حتى تصل إلى حجم كبير ويختلف مكانها فأحياناً تكون داخل تجويف الرحم وأحياناً أخرى خارج بطانة الرحم وهى شائعة الحدوث فى السيدات اللاتى لم ينجبن أو أنجبن مرات قليلة. هناك أيضأ أسباب متعلقة بالصحة العامة للسيدة مثل فقر الدم (الأنيميا) وكذلك أمراض الدم التى تؤدى إلى زيادة السيولة والأمراض التى تؤثر على الصحة مثل الدرن وكل هذه الأمراض تقترن باضطراب الدورة الشهرية بمختلف أشكالها.

أن تشخيص الدورة الشهرية يتطلب من الطبيب المعالج مراجعة تاريخ المرض بكل دقة من حيث السن والوزن والأمراض العضوية وعدد مرات الحمل والولادة ونوعها حتى يتسنى له تقييم الحالة وبعد ذلك يبدأ الطبيب فى الفحص الأكلينيكى لمحاولة تشخيص السبب الرئيسى. وأول أسباب اضطرابات الدورة الشهرية هو اضطراب إفراز الهرمونات من الغدة النخامية وخاصة نقص افراز هرمون L.H. F.S.H مما يؤدى إلى تفاوت الفترة ما بين الدورات (أكثر من 35 يوماً) وكذلك قلة كمية الدورة ومدتها (يوم واحد أو يومان) وكذلك نقص أو زيادة إفراز الغدة الدرقية (هرمون الثيروكسين) يؤدى إلى نفس الظاهرة. ومن الأسباب الأخرى أيضاً زيادة سمك البطانة الداخلية للرحم ( Endometrium ) وهذا يكون ناتجا عن زيادة هرمون الأستروجين فى حالات مثل تكيس المبيض أو تناول أدوية تحتوى على الهرمون .

ومن أهم أدوات التشخيص هو استخدام الموجات فوق الصوتية وذلك لاكتشاف وجود أى أورام ليفية وقياس سمك بطانة الرحم أو وجود زوائد لحمية فى الرحم وكذلك تشخيص تكيس المبايض أو وجود أى أورام بالمبيض والرحم. أيضاً هناك وسيلة أخرى للتشخيص وهى قياس مستوى الهرمونات ( F.S.H L.H. PROGOTERONEـESTRADIOL T.S.H. ) بالدم وكذلك صورة الدم لتشخيص أى نقص فى معاملات الدم أو وظائف الكلى أو الكبد. من وسائل التشخيص الرئيسية أن يلجأ الطبيب لعمل المنظار الرحمى وهى عملية يتم بها اكتشاف تجويف الرحم من الداخل وتتم تحت مخدر كلى حيث يجرى إدخال منظار رفيع إلى داخل الرحم ليتمكن الطبيب من تشخيص أى زوائد لحمية أو أورام ليفية داخل الرحم وكذلك تشخيص الالتصاقات داخل الرحم وتؤدى إلى اضطراب ونقص فى كمية الدورة الشهرية أيضاً يلجأ بعض الأطباء إلى عمل كحت لبطانة الرحم وأخذ عينة وارسالها إلى المختبر لفحصها وتشخيص السبب الكامن خلف هذه الشكوى. ا

ن علاج اضطرابات الدورة الشهرية يتطلب تنسيقاً بين الطبيب المعالج والمريض ومتابعة مستمرة وكذلك التزاماً من المريض بالاستمرار فى العلاج للمدة المطلوبة حتى ولو توقف النزف. ويتراوح العلاج بين العلاج بالأدوية الموقفة للنزف والتى تقوى الشرايين والشعيرات الدموية وبين هرمون البروجسترون الذى يؤدى إلى انتظام الدورة والتحكم فى كميتها كذلك هناك بعض الأدوية التى تجمع بين هرمون الاستروجين والبروجسترون وتؤدى نفس الوظيفة.

ومن الأساليب العلاجية المتبعة عمل عملية كحت وتنظيف لبطانة الرحم أو استئصال الأورام الليفية إذا كانت هى السبب الرئيسى. ولا تنسى أيضاً الاهتمام بالصحة العامة من حيث التغذية والرياضة وعلاج أى أمراض عامة مصاحبة أو مسببة. لا تقلقى يا سيدتى فأكثر من 50بالمائة من السيدات خلال مرحلة الخصوبة (15-50 عاماً) يتعرضن خلال حياتهن لفترات من اضطراب الدورة الشهرية نتيجة للضغوط العصبية والنفسية والتغيرات الجسمية ولكن يمكن حل هذه المشكلة بالمراجعة الطبية والألتزام بالعلاج.


المراجع

alyaum.com

التصانيف

حياة  مرأة  صحة   العلوم الاجتماعية   قضايا المرأة