علاقة الأم بابنتها المراهقة بين التشدد والتسيب
انه لم تشغل قضية تربوية خبراء التربية والعلاقات الإنسانية، مثلما شغلت وسيلة تعامل الآباء والأمهات والمربين عامة بالفتى أو الفتاة في سن المراهقة، وتعددت الآراء والاتجاهات اتجاه كيفية وطبيعة ولغة "خطاب الأم لابنتها المراهقة" ما بين التشدد والتسيب.
يتحدث الخبراء إنه من المؤسف أن عدداً هائلا من الأمهات لا يبدين اعتناء بإسداء النصح والإرشاد إلى بناتهن، إما حياء أو تقصيراً أو إهمالاً، ولا يفهمن أنهن بذلك يمكن أن يحكمن على بناتهن بالشقاء طول الحياة، فمن المفترض على الابوين أن يعطوا أبناءهم العديد من الاهتمام، بالذات في المراحل الحساسة من أعمارهم، وعلى الأم أن تصادق ابنتها في سن المراهقة، وأن ترفع الكلفة معها في حدود الاحترام الواجب، وأن تقوم بدورها لتبصيرها دون خدش لحيائها، وتعلمها كيفية الحفاظ على نفسها وتزرع فيها الثقة بنفسها، وتجعلها تدرك أنها هي وحدها المسؤولة عن صيانة نفسها، وعليها مراقبتها وإرشادها إلى الطريق السوي وتقوية الجوانب الدينية لديها، وتربيتها على مراقبة الله في السر والعلن، والارتباط بالرفقة الصالحة لتجنب مواطن الفساد، وأن تدعوها إلى الاتجاه إلى العفة والتسامي.
وعندما تبلغ الفتاة إلى سن الفهم والإدراك يلزم الوالدة إلى أن ُتعّرف لها هويتها الجنسية، وأنها أنثى، وأنها لا بد أن تحافظ على هذه الهوية، فمعظم المشاكل التي تحدث نتيجة الجهل وقلة الرقابة وسوء التربية، فلو تعرضت الفتاة لمواقف التحرش الجنسي من قبل المحيطين بها، فكيف يمكنها أن تتعامل معها وهي لا تدرك خطورة هذا الأمر؟ لذا من المهم أنه منذ الصغر على الأم أن توضح لها هويتها الجنسية وتبين لها ضرورة المحافظة على تصرفاتها وسلوكياتها، ويجب على الأم تهيئة ابنتها لمواجهة مظاهر النمو الفسيولوجي الطبيعي لجسمها حتى لا تشعر بالحرج أو الارتباك أو القلق. وعلى الأم توجيه الفتاة منذ صغرها إلى ألا تقوم بأية ممارسات خاطئة كلمس أعضائها التناسلية بشكل متكرر أو ملحوظ.
وقضية الثقافة الجنسية ليست مسؤولية الوالدة فقط، لأنها قد تكون غير مؤهلة لذلك، لكن المسؤولية تقع على العائلة بأكملها ويمكن أن تقوم بذلك الأخت الكبرى، أو الخالة أو العمة، أو من يوثق بهم وبخبرتهم وبعقليتهم التربوية من الأقارب، وعلى الأم تعليم ابنتها كيفية تنظيف المناطق التناسلية منذ الصغر، لأن هذه المناطق لها خصوصيتها وحرمتها ويجب معرفة كيفية التعامل معها بعناية.
وينبغي التعامل مع تساؤلات الأطفال بشكل جدي وعدم التهاون بها، فكثير من الكثير من الأمهات يتبعن سياسة القمع إذا ما سألتها ابنتها أي سؤال محرج لا تستطيع الرد عليه بسبب الخجل أو الحياء الزائد لديهن، فلا تحصل الطفلة على الجواب المناسب، وتتوالى عليها عبارات التعنيف والتوبيخ، فتضطر الفتاة إلى البحث عن الإجابة من مصادر أخرى، فتقع فيما لا يحمد عقباه، لذا على كل أم أن تراعي هذه النقطة وتحاول أن تجيب ابنتها على تساؤلاتها مهما كانت، ولكن في حدود الأدب والمعقول، وعليها أن تبسط لها الإجابة وتجعلها وافية كافية حسب عمرها لكي لا تضطر للبحث عن الجواب بطريقة غير مناسبة، لكن المشكلة أننا نلاحظ أن بعض الأمهات يقعن في حرج كبير عندما يردن أن يخبرن أبناءهن بأبسط المعلومات الجنسية، وعلى كل أم أن تدرك أن الصعوبة ستكمن لديها في البداية فقط، ولكن حينما تبدأ الأم مع ابنتها في تناول هذا الموضوع بشيء من الخصوصية بعيداً عن بقية الأهل، وبعد أن تشرح لها الأساسيات الضرورية التي يجب عليها أن تعرفها دون أن تتخطى الحدود، سيسهل عليها فيما بعد أن تتفاعل مع تساؤلات ابنتها وترد عليها كما يجب بطريقة سهلة وبسيطة، ويفترض أن يكون لدى الأم الوعي والمعرفة ال
كافية بالمعلومات والثقافة الجنسية الصحيحة التي يجب أن تنقل للأطفال دون إفراط أو تفريط.
ومن المهم أن تعرف كل أم أن الجهل الجنسي المطلق لدى ابنتها قد يحفزها على الحصول على معرفة هذا الجانب من مصادر خفية، أو عن طريق الأفلام الإباحية أو غيرها، وقد تكون النتيجة الحصول على معلومات خاطئة أو الوقوع في تجارب غير مشروعة، أو الانحراف أو الاضطراب النفسي، أو الاستغراق في أحلام اليقظة.
المراجع
alittihad.ae
التصانيف
إنسانيات مرأة تربية أنثوية العلوم الاجتماعية