قـــالَت مَـــعـــاشِـــرُ كُــلٌّ عــاجِــزٌ ضَــرِعُ
مـــا لِلخَـــلائِقِ لا بُـــطـــءٌ وَلا سُــرُعُ
مُـــدَبَّرونَ فَـــلا عَـــتـــبٌ إِذا خَــطِــئوا
عَـلى المُـسـيـءِ وَلا حَـمـدٌ إِذا بَـرَعـوا
وَلَقَــد وَجَـدتُ لِهَـذا القَـولِ فـي زَمَـنـي
شَــــواهِــــداً وَنَهــــانــــي دونَهُ الوَرَعُ
وَالنــاسُ ضَــأنٌ تَــسـاوَت فـي غَـرائِزِهـا
يَـلقـونَ بِـالأَرضِ كَـفّـاً كُـلَّما اِفتَرَعوا
وَالعَــيــشُ وِردٌ سَــيُــسـقـى الحَـيُّ آخِـرَهُ
عِــنـدَ الحِـمـامِ وَأَنـفـاسُ الفَـتـى جُـرَعُ
شـامـوا بُـروقَ المَـنـايـا غَيرَ مانِعِهِم
مِـنَ الحَـوادِثَ مـا شـاموا وَما اِدَّرَعوا
وَيَــدَّعــي الرُتــبَــةَ العُــليــا أَخَـسُّهـُم
فَــمــا يُــجــابُ لَهُــم داعٍ إِذا ضَـرَعـوا
وَأَدرَكـــوا بِـــدعــاويــهــم مَــدى زُحَــلٍ
مِـنَ الرُغـامِ بِـمـا قـاسـوهُ أَو ذَرَعوا
يَسعَونَ في المَنهَجِ المَسلوكِ قَد سُبِقوا
إِلى الَّذي هُــوَ عِــنــدَ الغُــرِّ مُــخـتَـرَعُ
أَبـكـارُ هَـذي المَـعـانـي ثَـيِّبـاتُ حِـجـىً
فــي كُــلِّ عَــصــرٍ لَهــا جــانٍ وَمُــفـتَـرِعُ
وَخـالَفـوا الشَـرَعَ لَمّـا جـاءَهُـم بِـتُـقىً
وَاِستَحسَنوا مِن قَبيحِ الفِعلِ ما شَرَعوا
وَجَــدتُ مــا اِزدَرَعــوهُ كــانَ عَــن قَــدَرٍ
وَالحَـقُّ أَنَّ بَـنـيـهِـم شَـرُّ مـا اِزدَرَعـوا
لَو يُـــكَـــشَّفـــُ عَّنـــ أَبــصــارِهِــم لَرَأَت
آمــالَهُــم وَالمَــنــايـا كَـيـفَ تَـصـتَـرِعُ
عــادَت لَيــاليــهِــمُ دُهــمــاً بِـلا وَضَـحٍ
وَقَــــد يَـــكـــونُ بِهِـــنَّ الغُـــرُّ وَالدُرَعُ
وَالمَــرءُ مــا عــاشَ مَــبــسـوطٌ إِسـاءَتُهُ
يَشقى بِهِ القَومُ إِن هانوا وَإِن فَرَعوا
وَالطَـيـرُ وَالوَحـشُ غـاديـهـا وَصـالِحُهـا
وَاللَيــثُ وَالشِــبــلُ وَالذَيّــالُ وَالذَرَعُ
لا فَــضــلَ يُــحـبـاهُ مَـخـلوقٌ عَـلى جِهَـةٍ
مِــن حــالِهِ وَتُــسـاوى النِـسـرُ وَالمُـرَعُ
وَالهَـذرُ يُـعـطـيـكَ عَـن فَقدِ الهُدى نَبَأً
وَيــكَـثِـرُ القَـولَ طَـيـرٌ شَـأنُهـا الضَـرَعُ