شاعر ومسرحي وكاتب مصري عريق. ولد في حي المغربلين أحد أشهر الأحياء الشعبية بالقاهرة، ودخل الكُتَّاب وحفظ القرآن. كتب أول شعر له في سن 13 سنة وكان منذ صغره يرتاد المسارح باستمرار ويقرأ كثيرًا، فأصبح قويًا للغاية في اللغة العربية. صنع ثورة في عالم الزجل حين أصبح يكتب في القصيدة الواحدة عدة بحور شعرية بدلًا من النظام التقليدي الذي كان سائدًا وهو نظم الرجل على بحر شعري واحد. عمل أول في حياته في هيئة التليفونات المصرية بعد تخرجه من (مدرسة المعلمين العليا) نظرًا لقوة لغته الإنكليزية.
حيث كانت تريدها الهيئة لترجمة الرسائل الإنكليزية القادمة من إنكلترا إبان فترة الاحتلال البريطاني لمصر، وتم فصله من العمل لأنه تسبب بتعطيل هاتف (واطسن باشا)، أحد مديري الهيئة وعمل بعدها كمدرس للغة الإنكليزية.
كان يريد أن يكون ممثلًا وقابل زكي طليمات وجورج أبيض ولم ينجح في اختبارات الأداء، فصدم ولكن أسس فرقة إسمها (العصري للتمثيل العصري) وكان يكتب لهم اقتباسات عن مسرحيات أجنبية، وكانوا يمثلون في مسرح (L'Egyptien) وكان نجيب الريحاني يسكن فوق المسرح وبالصدفة بعدما سمع ضجة في المسرح شاهد للفرقة مسرحية بعنوان (أَمّا حِتِّة ورطة) وكان يعتقد أنه سيشاهدها لمدة قصيرة ثم يرحل ولكنه أعجب بالمسرحية وفوجئت الفرقة أنه أكملها لآخرها ثم سأل عمن كتب هذه المسرحية وكان نجيب الريحاني وقتئذٍ على خلاف مع (أمين صدقي) الذي كان يكتب له الأعمال وكانت فرقته بدون كاتب يرضى عنه.
وكتب بديع لنجيب الريحاني مسرحيتين بإسم مستعار هو (جورج شفتشي) نجحتا للغاية، وقابله (نجيب الريحاني) للمرة الأولى بعدها، وكانت هذه بداية لتعاون طويل وصداقة عمر امتدت حتى نهاية حياتيهما قدمها فيها معًا أعمالًا من أهم ما قدم للمسرح والسينما المصريين، وآخر أعمالهما معًا كانت (غزل البنات) التي توفي بعدها (نجيب الريحاني) ورثاه (بديع خيري) بقصيدة حزينة.
أيضًا تعرف على الموسيقار الرائد (سيد درويش) وفورًا كون مع (سيد درويش) و(نجيب الريحاني) ثلاثي قدموا معًا عدة مسرحياتمثل (رِن) و(إش) واستعراضات مثل (ولو) وهي أعمال فقد الكثير منها، ومن الأعمال التي قدموها معًا أوبريت (العشرة الطيبة)، التي أخرجها (عزيز عيد) للمرة الأولى والتي كان فيها سخرية ضمن أحداثها من الأتراك وترتب عليها غلق مسرح (نجيب الريحاني) وسفر (نجيب الريحاني) للبنان لفترة.
وإغلاق مجلة (ألف صنف) التي كان (خيري) هو مؤسسها ولكن (خيري) لم ييأس وأصدر مجلة آخرى بعنوان (الغول)و أغلقت أيضًا فأصدر مجلة ثالثة هي (النهاردة) استمرت لثمانية عشر يومًا فقط، لأنه هاجم فيها إلغاء دستور 1923.
مع (سيد درويش) كوّنا معادلًا غنائيًا وموسيقيًا لثورة 1919 يفور بالوطنية والحماسة، فكانت أغانيهما معًا أحدى جذوات الثورة. كتب للسينما الصامتة فيلمه الأول بعنوان (المانجبان) ثم الفيلم الناطق (العزيمة) من بعده وهو أحد أهم الأفلام المصرية، قبل فيلم (العزيمة) كان قد كوّن علاقة مع (طلعت باشا حرب) عن طريق مسابقة لقصة باللغة العربية قام بها (طلعت حرب) وفاز فيها (بديع خيري) بالجائزة الأولى من لجنة كان من ضمنها عمالقة الأدب العربي (طه حسين) و(عباس العقاد). تزوج من سيدة من خارج الوسط الفني توفيت قبله وأنجب منها ابنائه الثلاثة الأكبر (مبدع) وهو محام، (نبيل) الأصغر تخرج في معهد السينما، وابنه الثالث (عادل خيري) الذي أصبح ممثلًا مميزًا يمكن رؤيته في المسرحية الشهيرة (إلا خمسة) التي كتبها والده (بديع) قبلها بسنوات، توفي (بديع خيري) عام 1966 عن عمر يناهز الثالثة والسبعين.
المراجع
elcinema.com
التصانيف
مواليد 1893 وفيات 1966 مسرحيون مصريون العلوم الاجتماعية