هل فعلا الحاجة أم الاختراع؟ يبدو أن هذا المثل ينطبق هنا على العشرينية لبنى عطية، الحاصلة على دبلوم تربية طفل/ معلمة صف، لكنها وجدت نفسها وبمحض الصدفة تسير باتجاه تسجيل اختراع طبي بسيط في صناعته، لكنه ذو جدوى وقيمة طبية عالية.
فقد شغل بال لبنى، ابنة الثلاثة وعشرين ربيعا، الطفل حديث الولادة لجيرانهم والذي كان يعاني من «خلع ولادة»، كما يطلق عليه، ففكرت في وسيلة ما لمساعدة الطفل وأهله، تقول لبنى: كنت أسمع دائما أن الطفل حديث الولادة إذا ما كان يعاني من خلع ولادة بأنه من الضروري وضع وسادة بين رجليه لتساعده في العودة إلى شكل الحوض الاعتيادي، وهو المكان الذي يحدث فيه الخلع.
وتضيف لبنى: «ولما كان الطفل حديث الولادة لا يستفيد كثيرا من الوسادة التي توضع بين فخذيه إلا بعد فترة طويلة، لأنه يكون في الغالب نائما في البيت، فإنني فكرت بعمل وسادة تسهل معها الحركة، لذا جاءت هذه الفكرة البسيطة جدا المتمثلة بوسادة صغيرة يلبسها الطفل فوق (الحفاظ) الاعتيادي، وتربط على فخذيه، حتى لا تقع منه أثناء المشي والحركة في البيت أو خارجه».
وقالت لبنى عطية: «إن كل أجهزة خلع الولادة الطبية المتوفرة في الصيدليات تصنع من البلاستيك والحديد وفيها براغي، كما أنها تحتاج إلى مدد طويلة لاستكمال العلاج، في حين إن الوسادة التي ابتكرتها مكونة من قماش عادي يوضع بشكل وسادة يرتديها الطفل ويتحرك معه، مما يساهم في سرعة العلاج دون أي عناء للطفل، بل تصبح الوسادة جزءا من حياة الطفل اليومية، إلى جانب (الحفاظ) خلال فترة العلاج».
وحول ما إذا سجلت لبنى عطية هذا الابتكار كبراءة اختراع، قالت إنها ذهبت إلى عدة أماكن، لكنها لم تستفد شيئا، ففي وزارة الصحة قالوا لها إنهم غير معنيين بذلك، وفي «المواصفات والمقاييس» سمعت نفس الكلام، وحتى في «الصناعة والتجارة»، ولا زالت تبحث عمن يأخذ بابتكارها لتسجله وتوثقه، علما وحسب ما تؤكد لبنى بأنها جربت هذه الوسادة على أكثر من طفل وبإشراف طبي من طبيب وتخصص في الجراحة وخلع الولادة عند الأطفال الذي أثنى كثيرا على هذا الاختراع المفيد للأطفال، بل إنه استخدمه بنفسه على أحد مرضاه من الأطفال وشوفي الطفل بعون الله تعالى، وبواسطة هذه الوسادة.
أما عن ابتكارها البسيط، فتقول إنها كانت متخوفة من مدى نجاح الفكرة، لكن بعد أن صممت عليه وجربته ونجحت فيه، حتى الآن، تؤكد أن الطفل إذا لم يستفد من هذه الوسادة، فإنها بالتأكيد لن تضره، فهي مصنوعة من مواد بسيطة جدا من حياتنا اليومية كقطعة قماش وبعض البولسترين أو القطن مع رابط من القماش الخفيف يلتف حول فخذ الطفل، وهو الذي تفكر بتطويره ليصبح مطاط يتم لبسه بيسر وسهولة.
كما أن لبنى عطية اتفقت مع أحد المصانع على تصنيع هذا المنتج وتسويقه بعد أن تحصل على براءة الاختراع والتراخيص اللازمة، وقالت لبنى إنها عرضت الفكرة على مستشفى التوتنجي الذين أبدوا استعدادهم لاعتماده فور حصولها على التراخيص المطلوبة.
وتناشد لبنى عطية الجهات المعنية إلى تبني ابتكارها العلمي الطبي من أجل الأطفال الذين يعانون من خلع الولادة للمساعدة في سرعة شفائهم بإذن الله تعالى. <--
-->

المراجع

alwatanvoice.com

التصانيف

التقنيات  إختراعات   العلوم التطبيقية