يا صاحِ حبُّ الوطنْ |
حليةُ كل فَطِنْ
|
محبةُ الأوطانِ |
من شُعب الإيمانِ
|
في أفخر الأديان |
آية كل مؤمن
|
يا صاح حبُّ الوطن |
حلية كل فطن
|
مساقطُ الرُءوسِ |
تَلَذُّ للنفوسِ
|
تُذهبُ كل بُوسِ |
عنّا وكلَّ حرنَ
|
ومصرُ ابهى مولدِ |
لنا وأزهى محتدِ
|
ومربعٍ ومعهدِ |
للروح أو للبدنْ
|
شُدتْ لها العزائمُ |
نِيطتْ بها التمائمُ
|
لطبعنا تُلائمُ |
في السر أو في العَلنْ
|
مصرُ لها أيادِي |
عُليا على البلادِ
|
وفخرهُا يُنادي |
ما المجدُ إلا ديْدني
|
الكونُ من مصرَ اقتبسْ |
نوراً وما عنه احتبسْ
|
وما فخارها التبس |
إلا على وغدٍ دَنيِ
|
فخرٌ قديم يُؤْثَرُ |
عن سادةٍ ويُنْشَر
|
زهورُ مجد تنثر |
منها العقول تَجْتنِي
|
دارُ نعيم زاهيَهْ |
ومعدان الرفاهيَهْ
|
آمرةٌ وناهيهْ |
قِدماً لكل المدنْ
|
تحنو على القريبِ |
تحلو لدى الغريبِ
|
ترنو إلى الرقيبِ |
شرراً بسهم الأعينْ
|
طُول المدا وَلودُ |
وللهُدى ودودُ
|
ما أمَّها جَحودُ |
إلا انثنى بالوهنْ
|
قوةُ مصرَ القاهره |
على سِواها ظاهره
|
وبالعمارِ زاهِره |
خُصّتْ بذكرٍ حَسنْ
|
منازلٌ رَحيبه |
وبالمنى خَصِيبه
|
وللهَنا مُجيبه |
وهي أعزُّ موطن
|
علومها حقائقُ |
فهومها رقائقُ
|
رموزها دقائق |
تحلو لأهل الفِطن
|
أما ترى الأهالي |
ترقَى ذُرى المعالي
|
هم سادةٌ موالي |
جمال وجه الزمن
|
أبناؤها رجالُ |
لم يثنهم مجالُ
|
ولا بهم أوجال |
في ليل وقعٍ دَجُن
|
وذوقهم مطبوعُ |
وقدرهم مرفوعُ
|
وصيتهم مسموع |
بشرف التمدن
|
وجندهم صنديدُ |
وقلبه حديدُ
|
وخصمه طريد |
بل مُدرجٌ في كفن
|
كل فتىً جليلْ |
يعشق وادي النيلْ
|
كم فيه من نزيلْ |
يقول مصر وطني
|
فإن تَرُمْ إسعادا |
يا سعدُ دعْ سعادا
|
ولذْ بمنْ أعادا |
لمصرَ فخرها السَّني
|
صادقُ وعدٍ محسنُ |
وذكرُهُ يُسحتسنُ
|
ولا تزال الألسنُ |
تشدو بذكرِ المحسن
|
ربُّ عُلاً وحسبِ |
عن جده وعن أبِ
|
فقلْ لمصر انتسبي |
إلى جريلِ المننْ
|
أدامُه ربُّ العلا |
أميرَ عِزٍ وولا
|
بجاه طه مَن علا |
بالعدلِ جورَ الفتنْ |
عنوان القصيدة: يا صاحِ حبُّ الوطنْ
بقلم رفاعة الطهطاوي
المراجع
aldiwan.net
التصانيف
شعراء الآداب