أسرار القبندي

اعتبرت بطلة من بطلات دولة الكويت ورمز عظيم لانتصارات المرأة الكويتية واسطورة من اساطير اليامال والاسوار الثلاثة بكل عزهم وشموخهم، سطرت سيرتها بحروف من ذهب، بطلة مهما كتبنا عنها وعن امجادها وبطولاتها في الدفاع عن وطنها وشعبها لن نوفيها حقها، بطلة اثبتت ان المرأة في الكويت عند الشدائد والمحن هي اخت الرجل، هي المقاتلة والمحاربة والمناضلة، دافعت عن ارضها ووطنها وشعبها بكل بسالة وشجاعة قلما تتواجد في شخص ما، هذه البطلة العظيمة هي الشهيدة اسرار القبندي.

ولدت الشهيدة اسرار محمد مبارك القبندي في منطقة شرق في مدينة الكويت بتاريخ 23/11/1959 ودخلت روضة الملهب في شرق ثم المدرسة الشرقية الابتدائية فمدرسة الخنساء المتوسطة وبعدها ثانوية الجزائر ثم انتقلت الى ثانوية جمانة حيث لم تكمل الثانوية العامة في الكويت والتحقت بدورة للغة الانكليزية في مدينة توروكي بانكلترا من يوليو حتى سبتمبر عام 1977 وفي يناير من عام 1980 ذهبت الى الولايات المتحدة الاميركية.

حيث نالت الثانوية العامة ثم درست الكمبيوتر في مدينة كيرلي بولاية كولورادو، وعادت للكويت عام 1986 وعملت في وزارة الخارجية ثم انتقلت للعمل الخاص وافتتحت حضانة خاصة لرعاية الاطفال وفي عام 1987 اسست اول مدرسة من نوعها في الكويت خاصة برعاية المعوقين الذين يعانون من الشلل الدماغي، ومن اول يوم الغزو الغاشم 3 اغسطس 1990نذرت حياتها من اجل تحرير الكويت من دنس المعتدين.

وقامت باعمال بطولية سجلت في تاريخ دولة الكويت فقد ساعدت الاجانب المحاصرين وساعدتهم على الخروج وامدت الحكومة في الطائف بالمعلومات عن الكويت واحوالها وابرز اعمالها البطولية، رحمها الله الذي تم في السابع من شهر سبتمبر عام 1990 فقد اخترقت الحصار الاعلامي الذي فرضته القوات العراقية المحتلة وتحدثت مع المذيعة الاميركية الشهيرة باربرا والتزر من محطة ايه بي سي الاميركية، وقد قبض عليها يوم 4 نوفمبر 1990 وظلت معتقلة حتى اعدمها الغزاة فجر يوم 14 يناير 1991.

وبعد مرور سبع سنوات على استشهادها نشرت صحيفة «القبس» الكويتية في يوم الاربعاء الموافق 12/8/1998 تحقيقا مطولا عن الشهيدة النمرة اسرار القبندي تم نشره في صحيفة الصنداي تايمز البريطانية وأعده اندرو الدرسون وترجمه محمد امين، وقد اشتمل التحقيق على سيرتها الذاتية ونضالها واعتقالها وتعذيبها ثم اعدامها على ايدي المخابرات العراقية واحتوى التحقيق ايضا على مقابلات مع اقاربها وأسرتها وشهادات عديدة لصديقاتها ورفاقها في المقاومة الكويتية الباسلة واضع هنا بعضا من شهادات رفقاء الشهيدة في رحلة النضال والكفاح، العميد محمود الدوسري الذي كان محتجزا في المعتقل نفسه الذي احتجزت فيه الشهيدة يقول: رأيت حراس السجن اكثر من مرة يحملونها بعد انتهاء التحقيق ويلقون بها في غرفة مجاورة وكانت منهكة جدا من اثار التعذيب وحينما تفيق منه كانت تروي لنا كيف خططت للقيام بعمل تطويع لمصلحة فقراء الهند وانها سوف تطبقه بعد تحرير الكويت وكنت اقول لها انك «الام تيريزا» ونصحتها بالهدوء عند التحقيق معها واستجوابها لكنها لم تكن تسمع النصيحة وتصرخ في وجه ازلام المخابرات «ايها السكيرون الجبناء» وتهددهم بمصيرهم الاسود حين تحرر الكويت. 

ويقول السيد نزيه خاجة عنها: انها تساوي 95% من رجال البلد، ويذكر موقفا من المواقف التي جمعته مع الشهيدة: ذهبت معها الى البصرة اكثر من مرة وفي احدى المرات شاهدنا مصفاتين للنفط في طريقنا من الكويت للبصرة فتراهنت معها بان مجموعتي ستفجرها في الغد وقالت ان مجموعتها هي التي ستفجرهما في الغد، وفعلا تم التفجير ولا ادري من الذي فجر المصافتين مجموعتي ام مجموعة اسرار، ووصلنا البصرة وشاهدنا سوق الحراج الذي تباع فيه السيارات الكويتية المسروقة فقررنا ان نفجر السوق كله وعدنا للكويت ووضعنا خطة للتفجير وهي بوضع سيارة ملغمة يتم تفجيرها عن طريق الريموت كنترول وتمت العملية بنجاح.

نعم هذه اسرار ابنة الكويت البارة التي ضحت بحياتها من اجل ان نحيا احرارا بلا قيود كما ضحى الكثير من الشهداء الابرار، نعم هذه اسرار التي قالت: نموت نموت وتحيا الكويت، وعندما القى الغزاة بجثتها الطاهرة عند عتبة باب منزلها انتشر نبأ استشهادها بسرعة البرق في كل ارجاء الكويت كانتشار رائحة البخور والطيب والمسك ودهن العود في الثوب الكويتي العتيق.

 


المراجع

alqabas.com

التصانيف

مواليد 1959  وفيات 1991  شهيدات كويتيات   العلوم الاجتماعية