لا تأسفنّ على شيءٍ تُفاتُ بهِ، 
فقد تَساوى لديكَ الجَونُ والكرِكُ 
والعزُّ يُنقَلُ عن ناسٍ لغيرِهمُ، 
والأُسْدُ تَعدو وفي آذانِها فرَكُ 
نَفسي أُخاطبُ، والدّنيا لها غِيَرٌ، 
وفي الحِمامِ، إذا طالَ المدى، دَرَكُ 
وطّنتُها للذي تَلقاهُ من غَرَقٍ، 
لمّا أحَسّ، بهُلكِ المركبِ، العَرَكُ 
يا طائراً من سجونِ الدّهرِ في قفصٍ، 
لتُذْبَحَنّ، فلا سِجْنٌ ولا شَرَكُ 
ما بالُ حَظّيَ عنّي قاعداً أبداً، 
إن كان من نَبتِ أرضٍ، فاسمه البُركُ 
تُكسى الوُجوهُ جَمالاً، ثمّ تُسلَبُهُ، 
ويُجمَعُ المالُ، حِرْصاً، ثمّ يُتّرَكُ 
والعيشُ أينٌ، وفي مثوى امرىءٍ دَعةٌ، 
واللَّهُ فردٌ، وشِرْبُ الموتِ مُشترَكُ 

اسم القصيدة: لا تأسفنّ على شيءٍ تُفاتُ بهِ،

اسم الشاعر: أبو العلاء المعري. 


المراجع

klmat.com

التصانيف

قصص   روايات   فنون   شعر   شعراء   روايات وكتب ادبية   الآداب