خلِّ برلينَ ولندنْ
(رفاعة الطهطاوي)
جندُها براً وبحراً لا يُبارَى في التمرُّن
فهُمو أسدُ عرينٍ سيفُهم للفتكِ برثن
كم جَوارٍ منشآتٍ بلغاتِ البحر تَرطن
سفنُ إسماعيل قالت افترضْ ما شئتَ واسْنُن
حَوَّلَ البرزخَ بحراً ونسيمُ السعدِ يَسفن
ومنيعاتُ بروجٍ محكماتٍ في التحصّن
كم طريقٍ من حديدٍ تسبقُ الطَّير فيمكن
وبريدٌ كهربائي وحْيه لمحةُ أعين
ووبوراتُ مياه كجبالٍ النار تُدْخِن
ومبانيها العوالي كمعالي الملكِ تَرصُن
كم بها من سلسبيل كوثريً ليس يَأسن
عينه العذبةُ منها عينُ أهل الحقدِ تَسْخن
وشموسُ الغازِ يجلو نورَها ما كان يَدجن
منظرُ الألعاب يسمو بأعاجيبِ التلوُّن
وجيادُ الخيل قالت قد رَبحنا السبقَ فامنن
مصرُ إسماعيل نالت صِفوَ عيشٍ ليس يأجن
سل قُراها كي تراها ألفتْ وصفَ التحسن
وبَوادي كل وادي أنفتْ طبعَ التَّخشُّنْ
فلنهنئْهُ بعامٍ ذي سُعودٍ عن تَيقُّنُّ
كسنينٍ تتوالى بدلالاتِ التضمن
فاحظَ بالبُشرى وأرِّخْ دَوْرَ تقديمِ التمدُن

المراجع

adab.com

التصانيف

شعراء   الآداب