ولكن بما طرحه من المشاكل التى تواجه المدمنات واقترابه بصورة كبيرة من عالم الإدمان والمدمنين، والأسباب التى دفعتهم إلى هذا الطريق ووسائل علاجهم وأسلوب التعافى من هذاالسلوك اللعين... فعالم الإدمان قد لا يعرفه أحد إلا إذا سقط فيه عزيز له ليبدأ رحلة البحث عن علاج سواء بالجبر كما فعلت «أم هانيا» بالمسلسل أو المدمن بنفسه كما فعلت «مريم» لتتعافى وتندمج فى المجتمع. وللفتيات والبنات حكايات مع الإدمان قد لا يتصور البعض أن تلك الفتاة يمكن أن تسلك هذا الطريق وحكايات المدمنات قد تبدأ تحت أى ظرف ومستوى اجتماعى واقتصادى، فأسعار المخدرات أصبحت تناسب جميع المستويات الاقتصادية لتلبى رغبة جميع المدمنات.
يرى د.عمرو عثمان رئيس صندوق مكافحة الإدمان أن مسلسل »تحت السيطرة«كشف ظاهرة إدمان البنات بصورة أقرب إلي الواقع، وتبلغ نسبتهم فى مصر إلى الذكور من 1إلى 3 ولكن تكمن المشكلة فيمن تتقدم للعلاج، فهن نسبة قليلة جدا حيث تبلغ 2,5% من عدد المدمنات وتشمل المدمنات كل فئات المجتمع والشرائح الاجتماعية المختلفة.
ومظاهر الإدمان تتمثل فى الكذب والمراوغة والميل للعزلة والعصبية وتدهور التحصيل العلمى والدراسى، وعدم المواجهة والإنكار، والأرق والقلق وأحيانا كثيرة عدم النظافة الشخصية. وللمخدرات أنواع منها النباتية أو الطبيعية كالأفيون، والمصنعة مثل المورفين والكوكايين والهروين، والكيماوية مثل حبوب الهلوسة.. وتم تقسيم مراحل الإدمان إلى ثلاثة مراحل: التعرف على المخدر بأخذ جرعات قليلة منه، ومرحلة التكيف: وهى تناول المخدر بدون مشاكل، ومرحلة الإدمان ويصبح فيها المدمن غير قادر على الاستغناء عنه.
ويؤكد د. عمرو أنه قد بلغ من تقدم للعلاج من خلال الصندوق العام الماضى عام 2014 حوالى 55ألف مدمن فقط، فالإدمان مرض قابل للشفاء بشرط رغبة المدمن، لذا يبدأ علاج المدمن فى اللحظة التى يقرر فيها التوقف عن التعاطى، واتخاذ قرار العلاج ولا يفرض عليه وإلا فإنه لن يلبث أن يعود إلى التعاطى فى أول فرصة تسنح له، مؤكدا أن التواصل مع الطبيب النفسى مهما للغاية أثناء وبعد العلاج.
وعن مراحل العلاج يقول أن مرحلة سحب المخدر من الجسم هى أهم مرحلة (العلاج الطبى) لكنها لا تستغرق وقتا طويلا، وبعدها تبدأ مرحلة التأهيل النفسى والاجتماعى وبهذا يمكن محاصرة الإدمان وعلاجه شأنه شأن كثير من الأمراض التى تتطلب الدمج المجتمعى وهذا يعد العلاج العالمى الحديث. ويختلف العلاج من شخص إلى آخر، ويشتمل على جهود عديدة طبية ونفسية واجتماعية بينها درجة عالية من التشابك بالإضافة إلى علم وخبرة وإيمان المختصين وتعاونهم مع المدمن وأسرته، ويفضل علاج الإدمان داخل مصحات متخصصة فى علاج الإدمان والتأهيل النفسى والاجتماعى وعلى يد نخبة متخصصة فى طرق العلاج.
أما عن إسباب إدمان البنات فهى كثيرة وليس هناك فرق فتى أو شاب أو بنت ومن أهم تلك الأسباب الشعور بالوحدة وعدم تقدير الفرد لذاته، وتراجع دور الأسرة، فقد بلغت نسبة من يعشن فى مصر بدون أب أو أم 58%، بالإضافة إلى تراجع دور الأسرة فيمن يعشن بين والديهم، وأيضا ضعف المهارات الحياتية بالإضافة إلى المفاهيم المغلوطة فى المجتمع وانعدام لغة الحوار بين أفراد العائلة، والخروج فى أوقات غير معتادة (ليلا) وخلافات ومشاكل غير طبيعية وسهر طوال الليل.
للإدمان أسباب وحكايات
وعن أهم أسباب الحالات التى أدت إلى الإدمان ويقوم بعلاجها الخط الساخن تقول هوانم مهدى أخصائية علاج وتأهيل الإدمان بالخط الساخن للإدمان: إن التفكك الأسرى يعد من أهم أسباب الإدمان ويبلغ 40% من أسبابه، أما عن باقى الأسباب فيعد أبرزها كيفية التعامل مع الابن أو الابنة المراهقة، وكيفية التواصل بين الأب والأم الذى قد يعتقد البعض أنه يقتصر فقط على الطبقات الدنيا، ولكننا للأسف أصبحنا نجده فى مستوى المثقفين وأساتذة الجامعة بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالأبناء، وأيضا عدم مصاحبة الأم لابنتها وعدم الاستماع إليها، وبالتالى لا تعرف مشاكلها وما تمر به ولا تنصحها فهذه حالة واجهتنا أكثر من مرة رغم أن أسرتها تعد أسرة مثالية إلا أنها تعاطت عن طريق أصدقاء السوء، والإدمان منتشر فى كل المستويات والشرائح الاجتماعية فهناك حالة صادفتنا فى المناطق البدوية تم إدمانها عن طريق زوجها، وأيضا هناك من أدمنت بعد أن تم نصحها بأن له مفعول السحر فى الرجيم، وهناك من اتجهت للإدمان بعد طلاقها وفشلها فى الإنجاب، أو فى الحب،.
وعن المظاهر التى تبدو على المدمنات كما تقول هى عدم انتظام النوم، والخروج كثيرا وفقدان الوزن وشحوب الوجه وكثرة المشاجرات مع الأخوات والأهل وتغير نمط سلوكها من حالة الهدوء التى كانت تتسم به إلى حالة »الغضب« لأتفة الأسباب، وقد يصل الأمر إلى فقدان أشياء ثمينة من المنزل كالمجوهرات مثلا.
ونتلقى حوالى 100 حالة من الأولاد الذكور يوميا ويتراوح أعمارهم ما بين 9سنوات إلى 60 سنة، أما البنات يبلغ عددهن حوالى من 5 إلى 10 بنات فى اليوم تقريبا ويتراوح عمرهن ما بين 18 عاما إلى 35 عاما، ، ويستغرق العلاج من 6شهور إلى سنة تقريبا،
ويعمل الخط الساخن بسرية تامة ولمدة 24ساعة يوميا، ويتكفل صندوق مكافحة الإدمان بالعلاج المجانى بالكامل لكل المدمنات فى 18 مركزا على مستوى الجمهورية، أما رقم الخط الساخن لعلاج الإدمان هو 16023 ويعالج الخط الساخن جميع المدمنات حتى إذا كانت المدمنة مصابة بفيروس »س« أو »الكبدى الوبائى«، وأما إذا كانت مصابة بالإيدز فيتم حجزها بمستشفى الحميات قبل البدء فى العلاج.