تعريف إعادة تدوير الورق
تعرف عملية إعادة تدوير الورق (بالإنجليزية: Paper recycling) بأنّها: عمليّة إنتاج أوراق جديدة يُمكن استعمالها من أوراق قديمة تم استهلاكها، وتُساعد هذه العمليّة على مَنع تراكُم الورق في مَكابّ النفايات، وتقليل التلوث وانبعاث غازات الدفيئة،[١] ممّا يجعلها عمليّة صديقة للبيئة تسمح بتوفير الطاقة والموارد على الرغم من كونها تستغرق وقتاً طويلاً.[٢]
تاريخ البدء بإعادة تدوير الورق
أسّس وليام ريتينهاوس (بالإنجليزية: William Rittenhouse) أوّل مطحنة للورق في الولايات المُتَّحِدة بعد تعلُّمه طريقة صناعة الورق في دولة ألمانيا، وبدأت الولايات المُتَّحدة بإعادة تدوير الورق عام 1690م، إذ استخدم ريتينهاوس بقايا الملابس القطنيّة والكتّانية القديمة في صناعة الورق، وذلك إلى أن انتقل الناس إلى استخدام الأشجار والألياف الخشبية في صناعته في العقد الأول من القرن التاسع عشر، وبعدها أسّس ماتياس كوبس (بالإنجليزية: Matthias Koops) أوّل مطحنة للورق في إنجلترا عام 1801م، والتي كانت الأولى من نوعها في العالم لإنتاج الورق من موادّ غير القطن، والكتّان، إذ استخرج الحبر من الورق، وحوّل الورق إلى لبّ تُصنَع منه أوراق جديدة للكتابة، والطباعة، وذلك بعد أن حصل على أوّل براءة اختراع تتعلّق بتدوير الورق عام 1800م، وعلى الرغم من أنّ شركة كوبس أعلنت إفلاسها بعد عامَين من افتتاحها، إلّا أنّ طريقته استُخدِمت في مصانع الورق جميعها في العالم، ثمّ توالى افتتاح مراكز تدوير الورق في كلٍّ من بالتيمور الواقعة في ماريلاند وذلك عام 1874م، ثمّ في مدينة نيويورك عام 1896م، وتُعدّ عملية تدوير الورق عمليّةً ضخمةً يصل فيها وزن الورق المُعاد تدويره إلى أكثر من وزن الزجاج، والبلاستيك، والألومنيوم معاً.[٣]
أهمّية إعادة تدوير الورق
تعود أهميّة إعادة التدوير إلى قدرتها على إنقاذ 19 شجرة تُخلّص الغلاف الجوّي كلّ عام من 127كغم من ثاني أكسيد الكربون، وبما أنّ عملية صناعة الورق تستهلك الكثير من الموارد، فالتدوير يُساهم في توفير 1,500 لتر من النفط، و2.68م2 من مساحة مَكبّ النفايات، و4,400 كيلو واط من الطاقة، و29,000 لتر من الماء،[٤] كما أنّها تقلّل تلوُّث الهواء بنسبة 73% مقارنة بعمليّة صناعة ورق جديد، إضافةً إلى أنّ انتاج طنٍّ واحد من الصُّحف يحتاج إلى 24 شجرة،[٥] ناهيك عن كون تكلفة شراء الورق المُعاد تدويره أقلّ من تكلفة شراء ورق جديد، إلى جانب أنّ مصانع تدوير الورق، والعمليّة المتعلّقة توفّر وظائف للكثير من الناس.
عملية إعادة تدوير الورق
أنواع الورق التي يمكن إعادة تدويرها
تُستخدم أنواع محدَّدة من الورق في عمليّة إعادة التدوير، ويمكن تلخيص أبرز الأنواع المقبولة للاستخدام في هذه العمليّة، والأخرى غير المقبولة في الجدول الآتي:[٦]
الأنواع المقبولة |
الأنواع غير المقبولة
|
الصُّحف، وملحقاتها |
الورق المُلطَّخ بالموادّ الغذائية، أو
الشحوم، أو الطلاء، أو الأوساخ
|
المجلّات، والكُتيِّبات، والكتالوجات |
المُنتجات المُتعلّقة بالنظافة، والصحة، مثل: الحِفاضات،
والمناديل، والمناشف المُستخدَمة
|
الورق الأبيض |
الورق البنّي
|
أدلّة الهاتف |
قطع القطن الخاصّة باستخدام مساحيق التجميل
|
النشرات |
الأوراق اللاصقة، أو الشريط اللاصق
|
مغلّفات الرسائل |
أغلفة أو أكياس الهدايا غير الورقية
|
ورق الجدران والديكور |
أغلفة الحلوى وقطع السكاكر
|
خطوات عملية إعادة تدوير الورق
تتمّ عمليّة إعادة تدوير الورق من خلال عدّة خطوات، وهي:[٤]
- جمع الورق: يتمّ جمع الورق من قِبل الأفراد في المنازل، والشركات، والجامعات، والمصانع، وغيرها، وتخزينه في صناديق مخصّصة، ثمّ جَمعه من قِبل المسؤولين عن تدويره في حاوية كبيرة لتتمّ إعادة تدويره فيما بعد.
- فرز الورق ونَقله: يتمّ تصنيف الورق حسب جودته بعد قياسه، ووضع الورق ذي الصفات المتشابهة معاً، ثمّ نَقله بعدها إلى مصانع إعادة التدوير ليتمّ هناك فحصه حسب نظافته، ونوعه، وكميّته، ثمّ فَرزه حسب تركيبه، ونوع المعالجة السطحيّة التي يحتاجها؛ إذ يُفرَز الورق خفيف الوزن كما هو الحال في ورق الصُّحف عن الورق السميك المُستخدم في تجليد الكتب ليتمّ استخدامه في إنتاج أنواع مختلفة من المُنتجات الورقية فيما بعد.
- التقطيع والعجن: يتمّ تمزيق الورق إلى قطع صغيرة، ثمّ تحليل ألياف الورق، وفَصلها من خلال إضافة كمية كبيرة من الماء المخلوط مع موادّ كيميائية أخرى، مثل: بيروكسيد الهيدروجين، وهيدروكسيد الصوديوم، وسيليكات الصوديوم؛ لإنتاج عجين ذي قوام يُشبه قوام خليط الشوفان، ويُسمّى اللبّ (بالإنجليزيّة: Pulp)، ثمّ تمريره بعدها على أجهزة لإجراء عمليّة شبيهة بالطرد المركزي؛ لإزالة المشابك الورقية، والدبابيس، والشرائط، وغيرها.
- الغسل وإزالة الحبر: يتمّ وضع اللبّ في خزّان تعويم يحتوي موادّ كيميائية، وفقاعات هوائية من شأنها إزالة الحبر، والأصباغ منه، ليُصبح المزيج مُكوّناً من 99% من الماء، و1% من الألياف، وقد تتمّ إضافة موادّ أخرى؛ لتبييض اللبّ، مثل بيروكسيد الهيدروجين، أو قد تتمّ إضافة كمية صغيرة من الصبغة الزرقاء، والسوداء؛ لإنتاج ورق طباعة ناصع البياض، أو إضافة أصباغ ملوّنة في بعض الأحيان؛ لإنتاج أوراق مُلوّنة، كما يُمكن دمج اللبّ مع موادّ أخرى؛ لتحسين خصائصه.
- التجفيف: يتمّ تمرير اللبّ فوق آلة للاهتزاز، أو بكرات؛ لإخراج الماء الزائد منه، وقد تتمّ إضافة ألياف أخرى؛ لتحسين خصائص الورق الناتج، وبعدها يتمّ تمرير الورق على بكرات ساخنة تصل درجة حرارتها إلى 55 درجة مئوية تقريباً؛ لتشكيل لفّات طويلة من الأوراق، والتي قد يصل عرض اللفّة الواحدة منها إلى 9.14م تقريباً، كما يمكن إضافة طبقات إضافيّة؛ لتحسين جودة الورق، مثل طبقة من نشا البطاطا الذي من شأنه مَنع انتشار الحبر على الورق، ثمّ تقطيع لفّة الورق إلى أجزاء أصغر، وإرسالها إلى الشركات المختلفة التي تستعمل الورق في مُنتجاتها، وتتمّ إعادة تدوير نهاية اللفّة مرّة أخرى، واستخدامها في صُنع لبّ آخر، وتجدُر الإشارة إلى أنّ الورق يفقد صلاحية إعادة تدويره بعد 7 مرّات؛ وذلك لأنّ العمليّة تُسبّب تقصير ألياف الورق، ممّا يحدّ من استمرار إعادة التدوير.
طريقة إعادة تدوير الورق في المنزل
يُمكن إعادة تدوير الورق في المنزل بطريقة سهلة وبسيطة تتلخّص في الخطوات الآتية:[٧]
- صُنع عجينة الورق: يتمّ جمع الورق المطلوب إعادة تدويره، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّه على الرغم من أنّ كلّ 4 أو 5 أوراق من الصُّحف تُنتِج ورقتَين صغيرتَين تقريباً، إلّا أنّ هذه النسبة قد تختلف تِبعاً لنوع الورق، ومدى سماكته، ثمّ يُمزَّق الورق الذي تمّ جَمعه إلى قِطع صغيرة متقاربة الحجم، ويُنقَع في الماء عدّة ساعات، ومن الممكن إضافة بضع ملاعق من مسحوق نشا الذرة بعد عدّة ساعات للوصول إلى القوام المناسب، وفي هذه الحالة يتمّ تحريكه جيداً، ويُضاف الماء الساخن للمساعدة في عمليّة النقع، وبعدها بعدّة ساعات يتمّ خَلط المزيج في الخلّاط الكهربائي مع الحرص على مَلئه إلى نصفه بالماء؛ لصُنع خليط متماسك كثيف يُسمّى اللبّ، أو عجينة الورق.
- فرد عجينة الورق وتصفيتها: تُوضَع قطعة من الشاش، أو القماش المُنفِّذ للماء في وعاء غير عميق، ثمّ تُصَبّ عجينة الورق والماء فوقها، ثمّ يُرفَع الشاش أو القماش برِفق؛ لتصفية الماء من عجينة الورق، وبعدها تُوضع فوق منشفة، وتُترك مدّة ساعة ليجفّ الماء المُتبقِّي في عجينة الورق.
- ضغط عجينة الورق: تُوضَع قطعة أُخرى من القماش فوق عجينة الورق، ويُضغَط عليها باستخدام إسفنجة جافة؛ لإخراج الماء الزائد كلّه، ثمّ يُقلَب الشاش الذي يحمل عجينة الورق، ويُترك في مكان جافّ، ودافئ طوال الليل، وبعدها تُزال قطعة القماش؛ للحصول على الورق المطلوب.
مُنتجات عملية إعادة تدوير الورق
تنتج عن عمليّة إعادة تدوير الورق مُنتجات عديدة، ومنها ما يأتي:[٨]
- مُنتجات ورق المجلّات المُدوّر: ينتُج عن تدوير ورق المجلّات ورق الصُّحف، وورق أدلّة الهاتف، والورق المُقوّى.
- مُنتجات ورق الصُّحف المُدوّر: ينتُج عن تدوير ورق الصُّحف ورق أدلّة الهاتف، وكرتون البيض والفواكه المُقوّى، وورق عَزل الأبنية، والورق المُقوّى، والألواح الصخرية، والصحون الورقيّة، وسطوح المناضد، وغيرها.
- مُنتجات الورق المُقوّى المُدوّر: تنتُج عن تدوير الورق المُقوّى لفّات المناشف الورقيّة، وألواح دَعم السقف، والورق المُقوّى.
- مُنتجات ورق المكتب المُدوّر: تنتُج عن تدوير ورق المكاتب المناديل الورقيّة بأشكالها، وورق الدفاتر، وورق الطباعة.
رموز إعادة تدوير الورق
يُمكن الاستدلال على أنواع الموادّ التي يُمكن إعادة تدويرها من خلال رموز إعادة التدوير، وأبرزها ما يأتي:[٩]
- رمز حلقة موبيوس (بالإنجليزية: Mobius Loop)، والذي يظهر على شكل ثلاثة أسهم مُتلاحقة في حلقة مغلقة، وهو يُشير إلى أنّ المُنتج الذي يحمله قابل لإعادة التدوير، دون ضمان أنّه مصنوع من موادّ أُعِيد تدويرها، أو ضمان قبول مصانع التدوير المحليّة للمُنتج، ويُعتبَر هذا الرمز من أشهر رموز إعادة التدوير المُتداولة.
- الرقم (20) داخل رمز إعادة التدوير مع الأحرف الإنجليزية (PAP) أسفله، والذي يُشير إلى أنّ المُنتج مصنوع من الورق المُقوّى، وتجدُر الإشارة إلى أنّ الورق المُقوّى المُغطّى بالبلاستيك لا يُمكن إعادة تدويره، مثل المُستخدَم في علب العصير.
- الرقم (21) داخل رمز إعادة التدوير مع الأحرف الإنجليزية (PAP) أسفله، والذي يُشير إلى أنّ المُنتج مصنوع من خليط من ورق المجلّات، والبريد، والمنشورات، وغيرها.
- الرقم (22) داخل رمز إعادة التدوير مع الأحرف الإنجليزية (PAP) أسفله، والذي يُشير إلى أنّ المُنتج مصنوع من الورق الأبيض سهل التدوير والمُستخدَم في المكاتب والشركات.
- الرقم (23) داخل رمز إعادة التدوير مع الأحرف الإنجليزية (PPB) أسفله، والذي يُشير إلى أنّ المُنتج مصنوع من الورق المُقوّى المُستخدَم في صناديق الطعام المُجمَّد، وأغلفة الكُتب، والبطاقات، وغيرها.
- الرقم (81) داخل رمز إعادة التدوير مع الأحرف الإنجليزية (PapPet) أسفله، والذي يُشير إلى أنّ المُنتج مصنوع من الورق والبلاستيك، وهو نوع لا تقبله مصانع إعادة التدوير، ومن الصعب إعادة تدويره، ويُوجد في عدّة مُنتجات، مثل: أغلفة المُنتجات المختلفة، والأكياس الخاصّة بأطعمة الحيوانات، وعلب المُثلَّجات، وعلب الكرتون، والأطباق التي يمكن التخلُّص منها، وغيرها.
فيديو البطاطس ووقود السيارات
هل تعلم أنه يمكنك إعادة تدوير العديد من الأشياء قبل أن تلقيها في سلة المهملات
مثل ماذا؟ شاهد الفيديو لتعرف ذلك:
المراجع
mawdoo3.com
التصانيف
إعادة تصنيع ورق العلوم الاجتماعية
|