نَقضي المآربَ، والسّاعاتُ ساعيَةٌ، 
كأنّهنَ صِعابٌ، تحتَنا، ذُلُلُ 
وقتٌ يَمُرُّ، وأقدارٌ مُسبَّبةٌ، 
منها الصّغيرُ، ومنها الفادحُ الجَلَل 
واللَّهُ يَقدِرُ أن يُفني برِيّتَهُ، 
من غَيرِ سُقمٍ، ولكنْ جُندُه العِلَل 
وفي اللّيالي مَضاءٌ مُوجبٌ، أبَداً، 
كُلولَ طرفِكَ عمّا حازَتِ الكِلَل 
سُقيا الغَمائم بعضَ الإنسِ تُفسدُه، 
كالطّرْسِ يَهلِكُ إمّا مَسّهُ البَلَل 
ودِدْتُ أنّيَ مثلُ السّيفِ، ليسَ له 
حِسٌّ، إذا فُلّ، أوْ رثّتْ له خِلل 
ظَلّتْ غرائزُ منّا باعثاتِ أسًى، 
إذا الضّنى حلّ، أو لم يؤهَلِ الطّلَل 
في النّاس مَن فَقرُهُ عزٌّ لجارَتِهِ، 
وجارُهُ وغناهُ كلُّهُ ذِلَل 
ضلّ امرؤ قال: خِلّي أستَعينُ به؛ 
وأيُّ خِلٍّ نأى، عن وُدّهِ، خلَل 
وما فتئتُ، وأيّامي تُجَدّدُ لي، 
حتى مَلَلتُ، ولم يَظهَرْ بها مَلَل 
إنّ الأكفّ، إذا كانتْ على سَرَقٍ 
مجبولةً، فجَديرٌ ما بها الشّلَل 
والحائمونَ كثيرٌ ثمّ بَعدَهمُ 
قومٌ نِهالٌ، وقومٌ كظَّهمْ عَلل 

 

اسم القصيدة: نَقضي المآربَ، والسّاعاتُ ساعيَةٌ، 

اسم الشاعر: ابو العلاء المعري. 



المراجع

diwandb.com

التصانيف

شعراء   الآداب