وَلَمّا رَأوْا بَعضَ الحَياةِ مَذَلّةً عَلَيهِمْ، وَعِزَّ المَوْتِ غَيرَ مُحرَّمِ أبَوْا أن يَذوقوا العَيشَ، وَالذّمُّ وَاقعٌ عَلَيْهِ، وَمَاتُوا ميتَةً لَمْ تُذَمَّمِ وَكُلُّهُمُ أفْضَى إلَيْهِ حِمَامُهُ أمِيراً عَلى تَدبيرِ جَيشٍ عَرَمْرَمِ تَوَلّى الرّدَى مِنْهمُ بهَبّةِ صَارِمٍ، وَمَجّةِ ثُعْبَانٍ، وَعَدْوَةِ ضَيغَمِ حُتُوفٌ أصَابَتْهَا الحُتوفُ، وَأسهُمٌ من المَوْتِ، كَرَّ المَوْتُ فيها بأسهُمِ ترَى البِيضَ لم تَعرِفهُمُ، حينَ وَاجهتْ وُجوهَهُمُ في المأزِقِ المُتَجَهِّمِ وَلمْ تَتَذَكّرْ رَيّهَا بأكُفّهِمْ، إذا أوْرَدُوها تحتَ أغْبَرَ أقْتَمِ بَلى، غَيرَ أنّ السّيفَ أغدَرُ صَاحبٍ، وَأكْفَرُ مَنْ نَالَتْهُ نِعْمَةُ مُنعِمِ بنَفسِي نُفوسٌ لم تكُنْ جُملةُ العِدى أشَدّ عَلَيهمْ مِن وُقُوفِ التّكَرّمِ وَلَوْ أنصَفَتْ نَبهَانُ ما طَلَبَتْ بهمْ سوَى المَجدِ، إنّ المجدَ خُطّةُ مَغرَمِ دَعاها الرّدى بَعدَ الرّدى، فتَتابَعَتْ تَتَابُعَ مُنْبَتّ الفَرِيدِ المُنَظَّمِ سَلامٌ على تِلْكَ الخَلائقِ، إنّها مُسَلَّمَةٌ مِنْ كُلّ عَارٍ وَمَأثَمِ مَسَاعٍ عِظامٌ لَيسَ يَبلَى جَديدُها، وَإنْ بَلِيَتْ مِنْهُمْ رَمَائِمُ أعظُمِ وَلا عَجَبٌ للأُسْدِ، إنْ ظَفِرَتْ بها كِلابُ الأعادي مِنْ فَصِيحٍ وَأعجمِ فحَرْبَةُ وَحشِيٍّ سَقَتْ حَمزَةَ الرّدى، وحَتْفُ عَليٍّ عَن حُسامِ ابنِ مُلجِمِ أبا مُسلِمٍ، لا زِلْتَ بيِْنَ مُودَعٍ لنا مِنَ المُزْنِ مَسكوبِ الحَيا وَمُسَلِّمِ مَدامعُ بَاكٍ مِنْ بَني الغَيثِ، وَالِهٍ، أُعارِكُها، أوْ ضَاحكٍ مُتَبَسّمِ لَئِنْ لمْ تَمُتْ نَهبَ السّيوفِ وَلم تُقِمْ بَوَاكيكَ أطرَافَ الوَشيجِ المُقَوَّمِ لَبالرّكضِ في آلِ المَنِيّةِ، مُعلَماً، إلى كلّ قَرْمٍ، بالمَنيّةِ، مُعْلَمِ وَحَملِكَ ثِقلَ الدّرْعِ يحمى حديدُها على ضَعْفِ جِسْمٍ، بالحَديدِ، مُهَدَّمِ وَما جَدَثٌ فيهِ ابتسامُكَ للنّدَى، إذا أظلَمَتْ أجداثُ قَوْمٍ، بمُظْلِمِ
اسم القصيدة: أقصر حميد لا عزاء لمغرم.
اسم الشاعر: البحتري.
المراجع
konouz.com
التصانيف
شعر الآداب