وقد
ورد هذا الوصف في مواضع متعددة من القرآن، قال تعالى عن إبليس بعد رفض السجود لآدم: قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ { الحجر:
34}. وقال: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ { النحل:
98}. وقال: وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ { التكوير:
25}.
قال
ابن منظور:(الرجم: الرمي بالحجارة)، وقال: (والرجم: اللعن، ومنه الشيطان الرجيم،
أي المرجوم بالكواكب، وقيل رجيم: ملعون، مرجوم باللعنة، مبعد مطرود، وهو قول أهل
التفسير، قال: ويكون الرجيم بمعنى المشؤم المسبوب من قوله تعالى: لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا{ مريم: 46}.: أي لأسبنك.
وقد
ورد الرجم بمعنى الهجران, والطرد, والظن.
والرجوم:
النجوم التي يرمى بها، قال تعالى في الشهب: وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ {الملك:
5}. أي جعلناها مرامي لهم).
و على
هذا فإن إطلاق صفة الرجيم على الشيطان لأنه مطرود عن رحمة الله, مبعد عنها بسبب
عصيانه وتمرده وإغوائه لآدم وذريته، ولأن الشياطين مرجومة بالشهب حيث يرمون بها
عندما يحاول أحدهم استراق أخبار السماء.
وقد
ورد في القرآن اللعن الذي يفيد الطرد، وذلك في قوله تعالى حكاية عن إبليس: لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا{ النساء: 118}. وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ { الحجر:
35}.
واللعن
هو الطرد، وسمي إبليس ملعوناً لأن الله طرده وأبعده من رحمته, وأخرجه من جواره ،
جزاء عصيانه أمر ربه عندما توجه إليه الخطاب مع الملائكة بالسجود لآدم.
المراجع
موسوعة الدرر السنية
التصانيف
عقيدة