يتم تعريف الإجهاض بأنه  عبارة عن عملية التخلص من الحمل، سواء أكان ذلك من خلال  طرد أو نزع الجنين من الرحم أو وفاته، أو في حالة حدوثه تلقائيا بسبب وجود مضاعفات أثناء الحمل.

ويدل مصطلح الإجهاض غالبا إلى الإجهاض المتعمد للمرأة الحامل، في حين يطلق على التلقائي منه اسم الإخفاق، إلا أن الدارج أو المشهور في الاستعمال الطبي والعامي هو مصطلح الإجهاض، بمعنى إسقاط الجنين بصرف النظر عن كيفية سقوطه. أسباب الإجهاض حول ظاهرة الإجهاض المتكرر لدى النساء الحوامل، تتحدث أخصائية أمراض النسائية والولادة في عن الأسباب مشيرة إلى أنها ترجع إلى عدة عوامل منها ما هو وراثي،ومنها ما يحدث بسبب خلل في الرحم، ومنها ما هو متعلق بجهاز المناعة.

وتضيف أن أسباب الإجهاض غالبا ما تعتمد على الفترة التي يحدث فيها، ففي بداية الحمل تحدث معظم الحالات نتيجة تشوه في الكروموسومات لدى أحد الزوجين أو كليهما، ما يؤدي إلى توقف نبض ونمو الجنين عند فترة محدودة، وتشكل هذه الحالة ما نسبته 3 – 5% من أسباب الإسقاط المتكرر، وتتسبب في 70% من إسقاطات الثلث الأول، و30% من إسقاطات الثلث الثاني من الحمل، و3% من وفيات الأجنة داخل الرحم، في هذه الحالة تجرى تحاليل وراثية للزوجين ولأنسجة الجنين المجهض في محاولة لإيجاد الخلل الكروموسومي. الخلل التشريحي قد يحدث الإجهاض في مراحل متقدمة من الحمل، كما توضح عبيد، نتيجة خلل تشريحي في الرحم، والتي تشكل ما نسبته 10 – 15% من أسباب الإسقاط المتكرر، ومن أسباب هذا الخلل وجود عيب خلقي كالحاجز الرحمي. ويشكل 70% من أسباب الخلل التشريحي، ويتم تشخيصه عن طريق جهاز الموجات فوق الصوتية المهبلي، وتكمن مشكلة الحاجز الرحمي في أنه يغير من الشكل التشريحي للرحم إضافة إلى احتوائه على شعيرات دموية أقل لا تكون كافية لتغذية الحمل ويتم العلاج غالبا بالتدخل الجراحي بواسطة المنظار الرحمي. ومن أسباب الخلل التشريحي التي تؤدي إلى الإجهاض وجود التصاقات داخل الرحم، والتي قد تحدث نتيجة التهابات رحمية شديدة، أو بعد عمليات التنظيفات أو بعد العمليات الجراحية الرحمية بشكل عام، وكذلك الألياف الرحمية والتي تعتمد في تأثيرها على موقعها من الرحم وتتداخل مع انغراس الجنين في بطانة الرحم فوق الليف فتعمل على إسقاط الجنين، فضلا عن ارتخاء أو اتساع عنق الرحم الذي يتسبب في إسقاطات الجزء الثاني من الحمل، ويمكن أن يفيد ربط عنق الرحم أو غرزه في الرحم في حماية الجنين والاحتفاظ به.

ويوجد مجموعة أسباب أخرى تؤدي إلى سقوط الحمل، منها تشوهات خلقية في الرحم نفسه تجعله لا يستوعب الحمل، مثل الرحم ذي القرن، وذي القرنين، وهو عبارة عن انقسام داخلي لوجود فاصل داخل تجويف الرحم، فلا يسمح للطفل بالنمو إلى مراحل متقدمة. كما من الممكن أن يحدث الإجهاض نتيجة ضعف شديد في بطانة الرحم ناتج إما عن التهاب شديد أو نتيجة عمل تنظيف للرحم زائد عن المعدّل المطلوب. علاج الإجهاض يكمن علاج الإجهاض، بحسب الدكتورة عبيد، في اتباع الخطوات التالية، والتي تتمثل أولا في التشخيص ومعرفة السبب الحقيقي وراء الإجهاض، بالنسبة للحالات التي يتكرر لديها ذلك، وذلك عن طريق فحوصات الدم، وعمل تصوير تلفزيوني أو تصوير بالصبغة الملونة للرحم وعنق الرحم والأنابيب للتأكد من عدم وجود تشوهات، وكذلك عمل فحص للكروموسومات للزوج والزوجة لمعرفة إذا ما كان هنالك خلل فيها.

أما بالنسبة لعلاجات الإجهاض فهي متوفرة ولا شك أن معظم الحالات تستجيب لها، ففي حالة وجود تخثر في الدم تستخدم مسيلات الدم للعلاج مثل الأسبرين، ولكنها تستخدم بحذر وبجرعات محددة حسب وزن السيدة.أما بالنسبة لحالات ارتخاء عضلة عنق الرحم، فتتم عن طريق عمل جراحة عن طريق ربط عنق الرحم، أو غرزه في عنق الرحم. وتنصح المرأة التي تعرضت لحالات الإجهاض بأن ترتاح من الحمل لمدة شهرين أو ثلاثة، حتى تستعيد صحتها، وأن تتناول حبوب “الفوليك أسيد” الذي يقوي الجسم، وهو مهم لنمو الجهاز العصبي للجنين بصورة سليمة، ولا بد من التغذية الجيدة لأن كثرة الإسقاطات التي يرافقها نزيف قد تؤدي لحدوث أنيميا، كما أن إجراء عمليات التنظيف، لدى من يلزمهن ذلك، والتعرض للتخدير والجراحة قد تؤثر على جسد المرأة وتضعفه لذا يجب العناية بالصحة والتغذية جيدا.

أسباب أخرى للإجهاض تتحدث أخصائية أمراض النسائية والولادة عن أسباب أخرى للإجهاض،وهي تتعلق بجهاز المناعة، والتي تشكل ما نسبته 3 – 40 % من الحالات، وحيث إن الجنين نصفه يأتي من الرجل فعلى جسم الأم أن يتقبله بشكل طبيعي، لكن في حالة وجود خلل في جهاز المناعة فإن جسم المرأة يرفض الجنين بل ويهاجمه باعتباره شيئا غريبا، وتكون النتيجة هي الإجهاض المتكرر. وتقول إن هنالك أسبابا أخرى تؤدي إلى الإجهاض المتكرر، تصفها بالهرمونية، كنقص في هرمون البروجسترون، والتي تستخدم لعلاجها أدوية التثبيت، واضطرابات السكري الخارجة عن السيطرة، فالسكر بحدّ ذاته لا يعد من أسباب الإجهاض، ولكن في حالة عدم انتظام السكر وعدم أخذ الحبوب اللازمة يؤدي ذلك إلى عملية الإجهاض، كذلك قد تكون تكيسات المبايض سببا في حدوث الإجهاض في مراحل الحمل المبكرة، فضلا عن أنها تؤدي أيضآ لمنع الحمل .


المراجع

c-plas.net

التصانيف

حياة  صحة  صحة إنجابية   العلوم الاجتماعية   العلوم البحتة