أحمد قطيش الازايدة مهندس وسياسي من الأردن كان رئيس بلدية مادبا عدة مرات قبل أن يراس كتلة الحركة الإسلامية إلى البرلمان عام 1989 بنتيجة 5953 صوتا، لكنه مات بعد عامين من دورة مجلس الامة حيث دقت اجراس كنائس مادبا حزنا على شخصية إسلامية، إذ كان شخصية اجماعية على امتداد الأردن، توفي مديونا وحضر تشيع جنازته نحوا من نصف مليون نفر اغلقوا طرق مادبا باكملها. ولد أحمد قطيش الأزايدة عام 1948م في مدينة "مادبا" بالأردن، ودرس الابتدائية فيها ثم تابع دراسته في كلية الحسين، وتخرج فيها عام 1968م ثم درس المرحلة الجامعية في القاهرة في جامعة "عين شمس" بكلية الهندسة، حيث حصل على البكالوريوس في الهندسة المدنية سنة 1973م، وعمل في وزارة الأشغال العامة من سنة 1973م إلى سنة 1975م.

عمله

وعمل في القطاع الخاص قرابة ثماني سنوات، ثم انتخب رئيساً لبلدية "مادبا" لدورتين متتاليتين من عام 1981م، ثم انتخب نائباً عن لواء "مادبا" سنة 1989م، وحصل على أعلى الأصوات، وكان عضواً فاعلاً في مجلس النواب الأردني، حيث انتخب رئيساً للجنة الحريات العامة، وناطقاً رسمياً باسم نواب الحركة الإسلامية في المجلس، وكان عددهم اثنين وعشرين نائباً، ثم اختير عضواً في لجنة الميثاق الوطني، كما كان عضواً في جمعية الدراسات والبحوث الإسلامية، وهو أيضاً عضو في اللجنة التحضيرية لحزب جبهة العمل الإسلامي، وأمين سرها من عام 1989م، وحتى وفاته عام 1992م.

كانت الحياة المعيشية في ريعان صباه صعبة، وكان الناس يعملون في زراعة الأرض وفلاحتها ورعي الأغنام، لتأمين مستوى من العيش يحفظ العائلة ويسد رمقها، وكان واحداً من هؤلاء الذين يساعدون اهليهم في حياتهم وكسب معاشهم.

تعرّف على الإخوان المسلمين أثناء دراسته الثانوية، ثم بعد تخرجه في "جامعة عين شمس" بالقاهرة، رجع إلى الأردن ليعمل مهندساً في وزارة الأشغال.. ثم رئيساً للإشراف الهندسي في شركة خاصة، ثم رئيساً لبلدية "مادبا" سنة 1981م، ثم نائباً في البرلمان سنة 1989م.

وكان من قادة جماعة الإخوان المسلمين، عرفه الناس جميعاً، متواضعاً كريماً ذكياً حسن الخطاب، يحترم الناس، ويسعى في حاجاتهم، لا يرد سائلاً مهما كانت حاجته، وكان محاوراً بارعاً تشهد له بذلك الندوات والمناظرات العامة، حيث يخطف تأييد الناس لجانبه.

وكان يسعى للإصلاح بين الناس، وفض الخصومات فيما بينهم، ويشاركهم في المناسبات الاجتماعية، فهو السبّاق للتعزية بالوفاة، وعيادة المرضى، والتهنئة بالزواج والقدوم من الحج أو السفر، فضلاً عن زياراته إلى الخارج، حيث الطلبة الدارسون في البلاد الغربية.

حين ابتلاه الله بالمرض العضال، كان من الصابرين على البلاء، والمحتسين ذوي النفوس الكبيرة، والقلوب المؤمنة بقضاء الله وقدره، والصابرة على امتحانه في السراء والضراء.

لقد كان صورة مشرقة للمسلم الملتزم بالإسلام قولا ًوعملاً وسمتاً وسلوكاً، وكان يتحرك بهذا الإسلام، يدعو الناس إلى الخير، ويجمعهم على الحب في الله، والعمل لمرضاته، وخدمة المجتمع بكل فئاته وأصنافه، والتعاون مع الجميع في سبيل إحياء الأمة، وترشيد مسيرتها، لتنطلق في قافلة الحياة، سائرة على الدرب الصحيح، والمنهج الحق، لأن الإسلام عقيدة ونظام ومنهج حياة.

وفاته

لقد كان يوم 20/6/1992م يوم وفاته، يوماً مشهوداً، حيث كانت مدينة "مادبا" على غير عادتها، فقد أغلقت المحلات أبوابها، وبدأت المساجد بتلاوة القرآن الكريم، والكنائس تدق أجراسها، وكانت مئات الآلاف المؤلفة من البشر تملأ المساجد والساحات العامة، وأكثر من عشرون الف سيارة ترافق الجثمان إلى المقبرة.ويقال ان عزائه استمر 40 يوماً.

فكان أحمد قطيش الأزايدة الداعية ا لمسلم حاضراً في قلوب الناس في حياته وبعد مماته.

رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.


المراجع

areq.net

التصانيف

نواب أردنيون  مواليد 1948  وفيات 1992  خريجو جامعة عين شمس   العلوم الاجتماعية