هل يمكن توظيف تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لخدمة المرأة المصرية والنهوض بها؟‏..‏ وكيف ؟ ‏..‏ هذا التساؤل كان مثار بحث واهتمام جلسات المنتدي الإقليمي الأول عن المرأة وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الذي يختتم أعماله اليوم‏,‏ والذي يواكب القمة العالمية لمجتمع المعلومات الذي عقد بجنيف الأسبوع الماضي‏,‏ وطرح من خلاله السيد الرئيس حسني مبارك رؤية مصر لاستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في تطوير ورفاهية المجتمع‏.‏ وناقش المنتدي دراسة أعدها الدكتور أحمد الشربيني مدير المعهد القومي للاتصالات تناولت تحليل وضع المرأة المصرية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات‏,‏ بمعاونة فريق بحثي ضم كلا من د‏.‏ أماني صبري عبدالمجيد‏,‏ ود‏.‏ أميمة عبدالمحسن ود‏.‏ هناء عبدالعزيز‏,‏ وتم التوصل إلي الآتي‏:‏ أولا‏:‏ التغلب علي الأمية‏:‏ باستخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة في القضاء علي أمية المرأة‏,‏التي لاتدري شيئا عن الحروف الهجائية بالاستعانة بخبراء تربويين لوضع برامج تستخدم أيقونات ذات رسوم واضحة تغنيها عن استخدام لوحة المفاتيح بجهاز الكمبيوتر المزودة بالحروف الهجائية‏.‏ ثانيا تعليم الكبار‏:‏ يمكن للمرأة التي علي دراية بالقراءة والكتابة نصف المتعلمة أن تستفيد من التقنيات الحديثة التعليمية‏,‏ وبرامج التدريب المستمر في الوقت المناسب لظروفها دون الحاجة إلي مشقة الانتقال إلي مراكز تعليمية وتدريبية وذلك باستخدام البرامج التعليمية المتوفرة علي ‏Cd-ROOM‏ وكذلك برامج التعليم عن بعد‏.‏ ثالثا‏:‏ التدريب‏:‏ تتيح تكنولوجيا المعلومات للمرأة المتعلمة والعاملة في مختلف القطاعات وعلي جميع المستويات الاجتماعية فرصة تدريب وتنمية مهاراتها المهنية‏,‏ كما تقدم أيضا التدريب والتأهيل للفتيات حديثي التخرج لإتاحة الفرصة لهن لاقتحام سوق العمل‏,‏ ويمكن توعية المرأة كذلك بأحدث التقنيات العالمية في مختلف المجالات عن طريق استخدام شبكة الإنترنت‏.‏ رابعا‏:‏ النهوض بصحة المرأة‏:‏ من خلال تكنولوجيا الاتصالات يمكن القضاء علي الأمراض المتوطنة وتخفيف معدلات الوفيات خاصة بين الأطفال‏,‏ وتوعية المرأة بكيفية العناية بصحتها خاصة في المناطق النائية المحرومة من الخدمة الطبية المتميزة بربط المراكز الصحية في مصر بشبكة معلومات طبية‏.‏ خامسا‏:‏ تحسين مستوي مشاركة المرأة السياسية‏:‏ استخدام التكنولوجيا الحديثة يسهل للمرأة المشاركة دون عناء في التصويت والانتخابات إذ يمكنها من الإدلاء بصوتها دون الحاجة إلي الانتقال إلي اللجان الانتخابية‏.‏ سادسا‏:‏ تمكين المرأة اقتصاديا‏:‏ تسهم هذه التكنولوجيا المتطورة في زيادة دخل المرأة بإتاحة مجالات عمل جديدة لها علي جميع المستويات منها‏:‏ ـ تملك مشروعات صغيرة في مجال الاتصالات والمعلومات مثل توفير الحاسب الشخصي‏,‏ أو خدمات الاتصالات في المناطق المحرومة‏.‏ ـ يتاح للمتدربات علي تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات خاصة علي استخدام الحاسبات والإنترنت‏,‏ إمكانية الحصول علي فرص عمل بمرتبات مجزية‏.‏ ـ تستطيع المرأة التي تتملك مشروعات في مجالات مختلفة استخدام شبكة الإنترنت للإعلان عن منتجها وتسويقه محليا وعالميا‏,‏ كما يمكنها أيضا تحديثه باستمرار بالدخول علي قواعد البيانات‏.‏ وأشار المنتدي إلي حقيقة مهمة وهي أنه بالرغم من أن عالم تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات هو أكثر المجالات ملاءمة لطبيعة المرأة‏,‏ وبرغم مشاركتها أيضا الفعالة في مجال العمل في قطاعات الاتصالات والمعلومات المختلفة في مصر وارتقائها مناصب قيادية كبري إلا أن المرأة المصرية مازالت حتي الآن تحتاج بشدة إلي إزالة كل المعوقات التي تمنعها من الاستفادة بهذا المجال المتطور دائما‏.‏ ومن أهم هذه العقبات التي أشار إليها الدكتور أحمد الشربيني هي الأمية‏,‏ وانخفاض دخل المرأة‏,‏ ونقص التعليم والتدريب أو انعدامه تماما لأسباب عديدة‏.‏ الأمية‏:‏ هي من أهم معوقات استفادة المرأة من عصر الاتصالات والمعلومات حيث ترتفع نسبة الأمية للفتيات فوق الخمسة عشر عاما‏,‏ مما يحد من تأهيلهن وتعليمهن استخدام التكنولوجيا الحديثة لمواكبة التطور واتاحة فرص عمل جديدة لهن‏.‏ الدخل‏:‏ انخفاض دخل المرأة يترتب عليه صعوبة توفير تكلفة الحصول علي مستلزمات استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة وعلي سبيل المثال فإن استخدام الإنترنت يحتاج منها توفير خط تليفون‏,‏ واقتناء حاسب شخصي وطبقا للإحصائيات الدولية فإن‏60%‏ من المليار فقير في العالم من النساء‏,‏ وأن نسبة دخل الإناث إلي الذكور في مصر تمثل‏37%.‏ التعليم والتدريب‏:‏ تعتبر اللغة عائقا مهما لاستخدام المرأة للتكنولوجيا حيث إن معظم برامج الحاسب والبرامج التدريبية وبرامج الدخول علي الإنترنت باللغة الانجليزية التي تتطلب قدرا من التعليم لا يتوافر في الطبقة الفقيرة من المجتمع‏,‏ وحتي المتعلمات من الفتيات لايتوافر لهن التدريب الفني والخبرة في كيفية التعامل مع الحاسب الشخصي وشبكاته‏.‏ ‏
  • ‏وهكذا نري أن الارتقاء بالمرأة المصرية صحيا وتعليميا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا لم يعد حلما بعيد المنال‏,‏ وذلك بعد إمكانية توظيف تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات للنهوض بها في جميع جوانب حياتها لتصبح شريكا كاملا في عملية التنمية‏..‏ ولكن بشرط إزالة جميع المعوقات التي تعوق طريقها نحو التكنولوجيا المتطورة‏..‏ والتي نتمني أن تأخذ اهتماما كافيا من المسئولين خاصة ونحن علي أبواب عام‏2004‏ الذي سيتم الاحتفال فيه بمرور‏150‏ عاما علي الاتصالات في مصر‏,‏ خاصة أن المرأة المصرية أثبتت مكانتها في هذا العالم المتطور دائما حيث برزت أسماء عديدة منهن علي سبيل المثال لا الحصر‏:‏ المهندسة عزة ترك‏,‏ والمهندسة فكرية علام‏,‏ المهندسة عفت الشوكي‏,‏ والمهندسة دولت البدري‏,‏ الدكتورة نادية حجازي وغيرهن ممن تقلدن أعلي المناصب في الشركة المصرية للاتصالات‏,‏ أو مراكز المعلومات‏,‏ وبالمعهد القومي للاتصالات إلي جانب شركات المحمول والقطاع الخاص والجامعات والمعاهد‏.‏

المراجع

www.swmsa.net/articles.php?action=show&id=143موسوعة الأبحاث العلمية

التصانيف

الأبحاث