من تداعيات الملف الذي قمنا بإعداده وان كان شديد الإختصار، فقد تركنا بقية المعلومات لكتاب سننشره في أوانه، وبغض النظر عن الهجوم علينا سواء من طرف القراء والمتشيعين أو حتى ممن ذكرناهم بين سطورنا، وقد قاد هذه الحملة خاصة أبناء منطقة الشريعة (ولاية تبسة) ممن تشيعوا وصاروا عرابين لهذا المد القادم من بلاد فارس، لا أريد أن أرد على تلك الشطحات الفاسدة والتي ان دلت على شيء فإنما تدل على المقاصد القذرة لهذا التدين، فما نعرفه أنه من يؤمن بفكرة أو يعتنق دينا او يتمذهب بمذهب أو ينتصر لتيار فلا يهم ان ذكر وكشفت حقيقته، أما أن يعلن الحرب على الآخرين ونتهم بالعمالة والجهل ومنبت السوء فهذا ما زادنا إلا إرادة في المضي قدما حتى الوصول إلى كل الحقائق التي تنام تحت الظل أو تبعثرت بين ملفات أمنية، لا يراد منها سواء ملء أرشيفات الأجهزة العقيمة بلا شك...
لقد علمنا من مصادر جد مطلعة من أن مصالح الأمن والمخابرات قد فتحت تحقيقات سرية بعيدا عن ما يسمونه بـ "التهويل الإعلامي" لنشاطات المتشيعين وخاصة أولئك الذين قدموا من سورية، والذين على جوازاتهم أختام الدخول والخروج من إيران، هذا فضلا عما يدار في كواليس وزارة التربية من أن الوزير بن بوزيد أمر المقربين منه وخاصة الأمين العام لوزارته من ضرورة إتخاذ إجراءات صارمة لحماية المؤسسات التربوية من هذه الظاهرة الخطيرة على حد تعليماته طبعا، أيضا وزارة الشؤون الدينية تحركت ووجهت تعليمات شفهية لمديرياتها لأجل تنبيه الناس عبر خطب الجمعة والدروس لخطر الظاهرة، وهو ما سجلنا حدوثه خلال الجمعات الماضية عبر بعض ولايات الوطن، ولقد تحدثنا في ملفنا عن مدينة الشريعة (تبسة) التي غزاها المتشيعون من كل مكان، نظرا لأهميتها الحدودية وأنها منطقة تقع في أهم بؤر التهريب في الجزائر، حيث تقوم مجموعات بتهريب الكتب الشيعية الممنوعة مستغلين عصابات تهريب السيارات المزورة والمواشي وحتى المخدرات، فقد منعت هذه الكتب من طرف الوزارات الوصية وفي معارض الجزائر الدولية، إلا أنها إستطاعت أن تصل مرات عن طريق البريد حيث تتواطا جهات فيه، وأخرى كما اشرنا سابقا عن طريق التهريب والتسلل عبر الحدود، وهذا ما أكده إنتشار هؤلاء في المناطق الحدودية خاصة...
بعد نشر الحلقات الماضية تفطن الكثيرون وخاصة من أولياء التلاميذ والطلبة لخطر هؤلاء، ونسجل مثلا أن الأستاذ هميلة عثمان وهو إمام خطيب بمسجد الإصلاح الذي يعتبر من المساجد الرئيسية بالشريعة، افرد خطبة يوم الجمعة 27/09/2007 للموضوع، وقد تحدث فيه بإسهاب وأشار إلى ملفنا المنشور، داعيا أولياء التلاميذ والطلبة إلى حماية ابنائهم وأولادهم من هذا المد الذي يغزو المنطقة، وأكد على وجودهم وإنتشارهم بالمؤسسات التربوية، وهم يمارسون دعوتهم بشراسة، وايضا ما قام به مدير التربية لولاية تبسة وأثناء زيارته لثانوية النعمان بن بشير من تحذير رسمي للأساتذة من التحدث في امور العقيدة الشيعية، وانه سوف يتخذ إجراءات صارمة تجاه كل من تسول له نفسه أن يتجاوز هذه الحدود الحمراء التي وضعتها الوزارة الوصية... مصالح الأمن بدورها إستدعت بعض الأسماء وأخذت عليهم تعهدات بعد المحاضر الرسمية التي حررت لهم، وإن أنكروا كل ما نسب إليهم، وأن ما يشاع هو مجرد أوهام يراد منها توسيخهم، وطبعا كانت التقية سيدة الموقف، بل أن القائمة التي بين أيدي المصالح المعنية كانت أكبر مما ذكرنا، فقد تفاجآنا من وجود أسماء أخرى تتابع تحركاتهم أعتبرت نشيطة للغاية، ونذكرها كما وردت إلينا من المصادر التي تأكدت بعد تحقيقات دقيقة من تشيعهم، وإتصالات يجرونها مع جهات دينية في الخارج، فنجد مناصرية الحاج وهو استاذ فلسفة، ورحمون بلقاسم المدعو مكاناكي وهو أستاذ ثانوي ويحضر لشهادة الماجستير، وكذلك عون الله رابح وبريك بشير و هما أستاذان لمادة الفيزياء وكذلك المعلم أبو النجا زرفاوي وهو مدرس بمدرسة العربي التبسي... ونجد حتى من سجلوا في قوائم أخرى كمن وقعوا ضحية هذه الدعوة وهم في طريقهم للتشيع أو ما يسمونه بـ "الإستبصار" كالأستاذ زرفاوي نوفل – أستاذ بثانوية النعمان بن بشير لمادة الرياضيات – وفضيل عبدالقادر – أستاذ ثانوي لمادة العلوم - وقد سجلت مصالح الأمن من أن الدعوة ينشط فيها الأستاذ بوطورة يونس وبدعم من طرف جهات إيرانية عن طريق وسيط، وهو بوعلاق عبدالستار المدعو عبدو وهو يتحدر من ولاية بجاية، عاش صباه في بريكة (ولاية باتنة)، يدعي حسب مصادرنا من أنه دكتور في الإقتصاد إلا أن جهات وصية سجلت إحتياله، اشتغل برفقة مجموعة ليبية في الإستيراد والتصدير، وهم ممن ينشطون في هذه الحملة وتحت رعاية جهات رسمية ليبية والزعيم الليبي معمر القذافي، يحضر من حين لآخر للمدينة حاملا لهم بيانات ومطبوعات توزع بينهم وتتبادلها الأيادي ويقومون بنسخها في مكتبة تعتبر من بين الأماكن التي يترددون عليها، وهي "مكتبة الفرقان" وهي للأستاذ عثماني عبدالمجيد الذي يعتبر من أبرز نشطاء حركة النهضة في تبسة، ويعمل أيضا إماما لمسجد الفرقان، بالرغم من أنه سني إلا أن مكتبته يديرها أحد المتشيعين ويتعلق الأمر بالمسمى دمان الهوام ميلود المدعو طارق، والذي تحولت عائلته إلى الشيعة وعلى رأسهم شقيقه وأيضا شقيقته التي تشتغل بالمستشفى وروي لنا تماديها في سب الصحابة علنا وعلى مرأى زملائهما وحتى المرضى... وأيضا إنتشرت بعض الكتب مثل "مفاتيح الجنان" لعباس القمي، الذي نجد في الصفحة 66 في باب "أعمال نهار الجمعة" من طبعة مؤسسة الأعليمي للمطبوعات (بيروت – لبنان) وفي الهامش مايلي: (قال العلامة المجلسي: آية الكرسي على التنزيل على رواية علي بن ابراهيم والكليني هي كمايلي: الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي... هم فيها خالدون)، وقد أشاد الناشر حسين الأعليمي بالكتاب والمؤلف وأعده الأوسع إنتشارا بعد القرآن ومؤلفه يعتبر في عقيدته "المحدث الكبير والعلامة الثقة"، وسجلت مصاردنا وجود عدة نسخ منه بين أبناء المنطقة وحتى بين الطلبة... هؤلاء المتشيعين برفقة بوعلاق ويعتبر نفسه "داعية شيعي" زار إيران وسورية مرات متعددة، يجتمعون في بيت صهره وهو شيعي أيضا وصاحب صيدلية وإسمه عبدالعالي زهاني – ذكرناه سابقا في الحلقة الثانية من الملف – بل وصل الحال أن سموا مقهى تتوسط المدينة بـ "مقهى قم" وهي مقهى رجل الأعمال بريك صالح الذي تحدثنا عنه ايضا في مقاربات الفساد المتعلقة بالوزير بوقرة سلطاني، بعدما كان مقهى الحاج العيد هو برلمانهم ولكن صاحب المقهى تفطن لهم وقام بطردهم ومنعهم من دخوله... نعم لقد هوجمنا من طرف الأسماء التي ذكرناها وقد إجتمعوا في ما بينهم وقرروا الحملة علينا، يقودهم في ذلك بوطورة يونس الذي قاد من قبل مؤامرة تحدثنا عنها سابقا، ومما خرج به مجلسهم من قرارات رواها لنا أحد الحاضرين الذي نتفادى ذكره حتى لا نعرضه للإيذاء هو عودتهم إلى الصلاة الجماعية بالمساجد، حتى تبتعد عنهم الشبهات، وقد لاحظ الناس ظهورهم مجددا في مسجد الإصلاح خاصة، وحجتهم طبعا شرعية على مذهبهم وهو إستعمال التقية التي هي صمام الأمان لديهم...
نحن ما أردنا من هذا الملف إيذائهم أو اننا دعونا النظام للتعرض لهم، غير أننا فقط أردنا كشف هذا المد بأدلة ملموسة بعيدا عن الحديث العام والجاهز الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، فنحن نؤمن بحرية المعتقد بعيدا عن المخططات السياسية الخبيثة التي تحاك في الخفاء ويستهدف بها وطننا العزيز، فضلا من كل ذلك أنني كنت اعتقد أن الحوار بيننا سيكون علميا بعيدا عن المهاترات ولغة القذف، فقد سجل الدكتور أسامة فوزي في مقال له على "عرب تايمز" نشره بتاريخ 04/10/2007 قائلا: (تلقيت رسالة من قارئ جزائري يشكو فيها من حجب مقالاته وتعليقاته التي يبعث بها إلى عرب تايمز ويعتبر هذا حجرا على الرأي والرأي الأخر ويتهم عرب تايمز بالتحيز والمحاباة ... وبسبب جدية اتهاماته طلبت من الزميل المشرف على التحرير اطلاعي على مراسلات ومقالات ومكاتبات المذكور فإذا بها كلها تنصب على نقد صلعة احد الكتاب الجزائريين وكيف أن صلعة الكاتب تؤكد انه كاتب مزيف وكيف ان على الكاتب وبدلا من الكتابة في الشأن الجزائري الاهتمام بصلعته.... إلى آخر هذه النصائح التي دفعتني إلى الاعتقاد بأن موضوعات الكاتب الجزائري التي أثارت ردود فعل القارئ تتعلق بالصلع أسبابه وأعراضه قبل ان اكتشف ان الكاتب ينشر دراسات ذات طابع أكاديمي عن التيارات الشيعية في المغرب العربي ... فما علاقة هذا بالصلع وأمراضه ولماذا يغضب القارئ - المشتكي - من حجب تعليقاته السمجة عن الصلع وفروة الرأس و التي لا تمت للموضوع بصلة والتي - إن نشرناها - ستؤدي إلى تسخيف وتسطيح مستوى الحوار الذي يدور بين القراء حول موضوعات الكاتب المذكور .... والأعجب أن صديقا اخبرني أن كاتب التعليقات السمجة قريب لصاحب المقالات... أي انه من " صلة رحمه ". هذه عينة فقط من عقلية بعض الكتاب والقراء العرب التي تحتاج إلى طبيب نفسي لفهمها...)، ووصل حد الإبتذال بهم إلى إنتحال صلة القرابة بي من أجل التشويه، ولست أذكر ذلك من باب تأثيرهم علي لكن فقط أردت الإشارة إلى تدهور مستوى هؤلاء في الرد على الحقائق المثيرة التي سقناها ولم يسبقنا إليها أحد، وليس غريبا طبعا عن هؤلاء الذين تجرأوا على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعلى الخلفاء الراشدين –وتعليقات القراء خير دليل - فما يضيرهم أبدا أن يقولوا فينا ما يشاءون... هذا البعض من تداعيات الدراسة التي قمنا بها وبغض النظر عن تناولها وإنتشارها في الأنترنيت، لكن نحن نعرف أن النتيجة تكشف طبيعة الإنطلاق
المراجع
موسوعة الفلسفة والفلاسفة
التصانيف
فلسفة