في رحلة تحقيقنا استطعنا أن نصل إلى معلومات خطيرة للغاية والتي تتعلق بممارسة "طقوس التشيع" في بعض ولايات الوطن،قبل ذلك فقد اشارت جريدة الخبر اليومية في عددها الصادر بتاريخ: 11/04/2007 وتحت عنوان ملفت للإنتباه: (السلطات متخوفة من تعاظم شأنهم وتتحرى في نشاطهم: متشيعون جزائريون يمارسون اللطم ويقيمون الحسينيات)، وقد نسبت لمصدر وصفته بـ "الحكومي" من ان السلطات تأخذ على محمل الجد تلك التقارير الواردة تفيد بتنامي ظاهرة التشيع في بعض المناطق، وأكد المصدر الحكومي بان هذه السلطات (بصدد التأكد من هوية المشرفين على الدعاية له والكشف عن الأماكن التي يمارس فيها التشيع وتقام الحسينيات)، لتضيف الصحيفة من أن المصدر قد تحفظ عن ذكر الأسماء التي تلاحقها شبهة التشيع والدعاية له... وقد علمنا من مصادر مختلفة من أن المتشيعين ينشطون في المدارس والثانويات كما ذكرنا وايضا تحت غطاء جمعيات ثقافية، وقد صرح النائب البرلماني عبدالرحمن سعيدي والذي وصفته صحيفة "الخبر" من أنه مهتما بالملف الشيعي ووصف في مواقع اعلامية أخرى بانه خبير في ذلك حيث قال: "مصادر عليمة تؤكد أنهم يقيمون الحسينيات ويمارسون طقوس الشيعة في إحتفالات عاشوراء كاللجوء إلى اللطم، وسمعنا عن تواجد متشيعين في حي النخيل ببئر خادم"، وعلمنا نحن من مصادر مطلعة من أن المتشيعين بالفعل يمارسون طقوسهم في شقق تم إختيارها بعناية وبعيدة عن أعين الناس ومصالح الأمن، وغالبا ما تكون شقة مستأجرة لتفادي المتابعات التي قد تلاحقهم...

في مدينة الشريعة التي تحدثنا عنها كثيرا يلتقي المتشيعون في مكان يعرف في المنطقة بإسم "قارة علي بن حميدة" وهي منطقة بعيدة عن المدينة وبها وديان وبعض الأشجار، يتردد عليها أناس يمارسون الرذائل من خمر وزنا وقمار ولواط، حيث يمارسون طقوسهم فيها وخاصة في فصل الصيف، اما في الفصول الأخرى فيتخذون من البيت الفاخر الذي يملكه الصيدلي عبدالعالي زهاني – ذكرناه من قبل – وهو شيعي وله نشاط دؤوب في الدعوة لذلك، وفي بيته الذي لا تحيط به سوى محلات وسوقا يعرف بالسوق الأبيض وقبالته مركزا للبريد، وهذا الذي يعني ابتعاده عن الشبهات، وفي البيت يصلون جماعة ويمارسون اللطم وكل طقوس الشيعة المعروفة، وبعدما ينتهون منها يوفر لهم الصيدلي الأدوية والضمادات، ويعتبر البيت الذي يقع كطابق أول فوق صيدليته المعروفة ملاذهم الآمن، وبالرغم من ان مصالح الأمن تعرف ذلك وتسرب اليهم عن طريق مخبرين، الا أنهم لم يتدخلوا لما يتمتع به زهاني من نفوذ، فهو صار من الأثرياء وقبلها كان شريكا لفوزي جارش، وهو نجل رجل الأعمال الثري الطاهر جارش والصديق الشخصي للرئيس الأسبق اليمين زروال، وعرف عن الصيدلي بانه يشكل حلقة ربط بين الناشط بوعلاق عبدالستار الذي تحدثنا عنه سابقا وبين المتشيعين في الشريعة، بل أكثر من ذلك أنه يوفر لهم المساعدات المالية التي يجهل مصدرها، وإن كانت بعض الشكوك تحوم حول تموين أجنبي له، إلا أنه لا توجد أدلة ملموسة في ذلك، وطالما إستغل فرضة وجود الطلبة الذين يدرسون الصيدلة ويتمرنون عنده في دورات تدريبية، من أجل تشييعهم...

أما في ولاية باتنة التي تعتبر أيضا من أبرز المناطق التي تشهد مدا شيعيا بارزا، فالأمر نفسه ويتمثل في اتخاذ بيت مهجور يقع في منطقة بوزوران كان يملكه من قبل بريك صالح المدعو صلوح، والذي اشتغل اماما لمسجد أول نوفمبر في نهاية الثمانينات غير أنه في عام 1991 التحق بالعمل المسلح وصار أميرا لسرية بمنطقة الأوراس، وبقيت زوجته "سعيدة" في البيت حتى هجرته لتلتحق باسرتها، أما صالح بريك فقد قضت عليه مصالح الأمن عام 1995، شقيق زوجته المدعو جمال تشيع لأنه صار يمارس التجارة وتربطه علاقات واسعة ببعض التجار في المنطقة، اصبح البيت ملاذا لهم لفترة لا يستهان بها، غير أن الشكوك راودتهم من أن جهات ما تتابع نشاطهم لذلك غيروا المكان في منطقة بارك أفوراج في شقة غير بعيدة من حي عسكري كأنهم يتفادون الشك، والتحاقهم بالسكن يتم بطرق مدروسة، أما مصادر أخرى فأكدت لنا من انه توجد لهم شقة ايضا في منطقة كشيدة يترددون عليها أيضا متشيعين آخرين، مع العلم أنه توجد مجموعات لم يحدث التواصل بينهم لأسباب أمنية في غالبها...

بمعسكر و بعين تموشنت وبوهران يستعملون الطرق نفسها، وتتمثل في إستئجار شقق وغالبا ما تكون سكنات أرضية لتفادي الشبهات، وحتى لا يتسرب أمرهم لمصالح الأمن وخاصة في الآونة الأخيرة حيث كثفت الجهات الأمنية من متابعة الموضوع، وتذكر لنا بعض المصادر من أنه في وهران لديهم شقة في حي شعبي غير بعيد من جامعة السانية...

أيضا سجلنا ممارستهم لطقوسهم في بعض الأحياء الجامعية، فتجدهم يجتمعون في غرفة كما حدث بالحي الجامعي محمود منتوري بقسنطينة، وأيضا بالحي الجامعي طالب عبدالرحمن ببن عكنون (الجزائر) ويمارسون طقوسهم بعدما يطلقون شريطا غنائيا بصوت مرتفع يغطي على الجلبة والأصوات والصراخ الذي يطلقونه، والقريب في نبرته ووقعه من الرقص والغناء وتوجع المخمورين، هذا حتى يتفادون الشبهات وحسب بعض المصادر الطلابية بأن المتشيعين الذين يمارسون الطقوس غالبا ما يتحدرون من منطقة واحدة...

في تقرير لمصالح الأمن الجزائرية أكد من ان ما يسمى بـ "الحسينيات" تمارس في مختلف ربوع الجزائر، غير أنهم لم يتمكنوا من حصر القضية في مكان محدود، حتى تتم مداهمته والقبض عليهم متلبسين، فالشيعة لا يفعلون ذلك في مكان واحد بل تجدهم يتنقلون من منطقة إلى أخرى هذا فضلا من أن التعامل في ما بينهم يحدث بحذر شديد ولا يستطيع أي كان أن يلتحق بهم الا بشروط وحرص شديد، وخاصة اثناء ممارستهم للشعائر، هذا في مناطق كثيرة وتوجد مناطق أخرى مثل الشريعة فهو يمارس بلا خوف ولا حذر نظرا لطبيعة المنطقة التي تحكمها الجهوية ويقودها اصحاب النفوذ...

أما آخرون ممن يملكون قدرات مالية وخاصة التجار المترددين على سورية فهم يتنقلون في هذه المناسبات إلى لبنان أو دمشق أو ايران أو العراق حتى يمارسون شعائرهم بطلاقة وعلنية، وبينهم من بقي هناك كما حدث مع عبدالباقي قرنة الذي التحق بالحوزات العلمية بعدما كان سفره يقتصر على "الحسينيات" والزيارات التي هي مقدسة لدى الشيعة، والآن هو يقوم بتقديم برنامج "معا على الهواء" في قناة الكوثر التلفزيونية الشيعية، وله أيضا كتاب تحت عنوان "الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب"، نشر فيه الكثير مما سماها "فضائح التاريخ الإسلامي"...

اذن الأمر في البداية كان مجرد تشيع ولكن تجد المتشيع منهم يصلي بالمسجد ولا يظهر ذلك، حيث يتعبد بما يسميها التقية، وبعدها وصل إلى حيث هجرت المساجد من طرف هؤلاء، وتجد كل واحد منهم يصلي بطريقته في بيته، لكن مع الأيام وصلت الأمور إلى أن البعض ممن ظروفهم ميسورة يسافر الى الخارج "حاجا" ليمارس شعائره، أما الآن فالطقوس تمارس في شقق وبيوت من مختلف ربوع الجزائر، حتى أن الشيعي الذي يسمي نفسه "أورانيوم" وهو من المشرفين على منتدى الشيعة الجزائريين، والذي أغلب المشرفين عليه ايرانيين أو سوريين أو لبنانيين، والجزائريون وجدوا متسعا فقط للكتابة والبوح بمكنوناتهم العقدية، فقد أخبرنا بأنهم سيحصلون مع مرور الأيام على مسجد لهم تمنحهم اياه الدولة، ولم يتم إختيار المكان لحد الساعة بسبب تشتت شملهم وتوزعهم عبر الجزائر الشاسعة، حيث عاتب أن النصارى يمارسون شعائرهم بحرية وفي كنائسهم، أما الشيعة فيحرمون من ذلك... بل علمنا من مصادر سياسية أن الموضوع طرح على مستويات عالية بين الجزائر وايران، التي تسعى اليوم من أجل انشاء مركز ثقافي ايراني في الجزائر والذي سيكون داخله مسجدا وحوزة علمية على الطريقة الجعفرية الإثني عشرية طبعا، تقول بعض المصادر أنه محل خلاف ومناقشات سياسية على أعلى مستوى في شقه المتعلق بالمعبد والحوزة وطبيعة الكتب التي ستملأ رفوف مكتبته، جاء ذلك في ظل العلاقات الدبلوماسية الوثيقة والتي تتطور أكثر فأكثر بين طهران والجزائر، وبالأحرى بين الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ونظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، التي تسارعت وتيرتها في صورة طرحت الكثير من التساؤلات ونقاط الظل، في ظل ما يعرف بـ "الأزمة النووية" بين طهران وواشنطن...



المراجع

موسوعة الفلسفة والفلاسفة

التصانيف

فلسفة