إذا طَرَقَ المسكينُ دارَكَ فاحْبُهُ 
قليلاً، ولو مِقدارَ حَبّةِ خَرْدَلِ 
ولا تحتَقِرْ شَيئاً تُساعِفُهُ بِهِ، 
فكم من حَصاةٍ أيّدتْ ظهرَ مِجْدَل 
وما كَبِدُ العُصفورِ، وهيَ ضَئيلَةٌ،
بعاجزَةٍ عن ضَبطِها نفْسَ أجدلَ 
لَطالَ عليّ الوَقتُ، والنّفسُ عمرُها 
كأقصرِ ظِلٍّ، في الزّمانِ الشمرْدل 
مدَى حَيَوانٍ، في هَواءٍ ولُجّةٍ، 
وأرضٍ وتُربٍ، مستَكنٍّ وجَندل 
فبيّنْ، إذا حاوَلتَ إفهامَ سامِعٍ،
فإنّ بَياناً من قَضاءٍ مُعَدَّل 
تقولُ: حُمَيدٌ قال، والمرءُ ما دَرَى 
حُمَيدَ بنَ ثورٍ أم حُمَيدَ بنَ بَحدلِ 
إذا ما دَعيُّ القومِ ضاهى صريحَهمْ، 
فلا تنكرَنْ، واعدُدهُ آخرَ عبدل 
أليسَ، كباقي أحرفِ الوزنِ، لامُه، 
وما فُصِلَتْ من لامِ سَهلٍ وأهدَلِ 

اسم القصيدة: إذا طَرَقَ المسكينُ دارَكَ فاحْبُهُ.

اسم الشاعر: أبوالعلاء المعري.


المراجع

klmat.com

التصانيف

شعراء   الآداب