هذه صفحة مشرقة من حياة وجيه الحجاز نصير السنة

الشيخ السلفي الجليل المحسن محمد نصيف

مولد الشيخ ونسبه ونشأته

مولده ونسبه

هو الشيخ محمد بن حسين بن عمر بن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن نصيف ولد الشيخ محمد نصيف في الثامن عشر رمضان سنة 1302هـ . والده حسين بن عمر بن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن نصيف توفي في ريعان شبابه.

جده الشيخ عمر نصيف

تقلد جده عمر بن عبدالله نصيف تربية وقد حلى جدة بحسن الخلق وطيب النفس كريم اليد محبا للخير وأهلة مبغضاً للمنكرات لقب بالأفندي ( لقب يطلق على الأعيان والفقهاء أبان أيام حكم الترك على الحجاز ) ، كان جده رحمة الله علية كبير أعيان جدة على الأصح ثاني أثنين هما أكبر أعيان جدة في ذلك الزمان وهما الأفندي عمر نصيف جد محمد نصيف والأفندي موسى البغدادي.

أما نسبة من جهة أمه فوالدته السيدة الفاضلة فاطمة بنت أشرف أفندي بن يوسف بن عثمان ، أحسنة تربيتها لولدها محمد نصيف بعد وفاة أبية وزرعت فيه حب العلم وبذل النفيس والنفس في تحصيله.

ومن ناحية أصولة وفروعه فينتمي الشيخ محمد نصيف إلى قبيلة حرب المنتشرة من غرب الحجاز إلى أعالي نجد في مناطق جدة وينبع والمدينة المنورة وتبوك والقصيم ،و أجداده خرجوا من قرية النصائف بين المدينة وينبع عن طريق القوافل .

شمائله

كان الشيخ محمد نصيف ذا أخلاق عالية وسمات سلفية ، واشتهر بحسن السجايا وسعة الصدر والكرم والتواضع والأمانة والأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ، وتشجيع الدعاة إلى الله مع محبة البذل والنصح والتوجيه لعامة الناس .

نشأته

نشأ الشيخ محمد نصيف في بيت الأفندي عمر نصيف الذي يشبه قصور أمراء زمانه – لا يزال قائماً إلى الآن - وقد مات والده وهو صغير فتولى تربيته ورعايته جدّه عمر، الذي هيأ له الجو العلمي والبيئة الصالحة.

حياته العلمية

منهج الشيخ محمد نصيف

كان الشيخ حريصاً على الدين الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تدخل على الناس الخرافة والبدع ولهذا عرف الشيخ محمد نصيف بأنه من أهل السنة والجماعة ،

وهو في ذلك يعتبر حلقة من حلقات أعلام الدعوة السلفية والحركة الإصلاحية في عصره متأثرا بجهود من سبقه من أعلام دعوة الإصلاح والتجديد السلفية المتمثلة في شيخ الإسلامي ابن تيمية وتلميذة ابن القيم ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله .تلك الحركة القائمة على أساس تحكيم الكتاب والسنة وآثار السلف والدعوة إلى تصحيح العقيدة من شوائب الشرك والبدع والمعاصي والاعتقادات التصوفية التي انتشرت في الحجاز في ذلك الزمان .

شغف مبكر بالعلم والعلماء والكتب والمكتبات

لقد هيأ وجيه جدة "عمر نصيف" رحمه الله جوا علميا وبيئة صالحة للتعلم لحفيده الشيخ محمد نصيف ولهذا فقد بدأ محمد نصيف بالقرآن حتى سن الحادية والعشرين ، حتى حصل الشيخ محمد نصيف على عدد من الإجازات العلمية المختلفة في علوم الدين .

تنظيمه لوقته وسيلة للتعلم والتعليم

ولعل ما يميز الشيخ حرصه على وقته وتنظيمه ليومه ومذاكرته لنفسه مخصصا لقراءة القرآن والإطلاع على أمهات الكتب في التفسير و الحديث فضلاً عن ذلك فقد كان يخص نفسه ببعض الوقت للنظر في المسائل العلمية التي تحتاج تأمل وبحث ، ووقتا لطلاب العلم إضافة لاهتمامه الخاص بنشر الكثير من الكتب السلفية التي كانت توزع بالمجان .

مع العلماء

كان للشيخ يرحمه الله مجالس يحضرها كبار العلماء أمثال الشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد الرحمن السعدي رحمهم الله.

ثناء عاطر من الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني عليه

قال الشيخ العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله في تقدمته لكتابه الأنوار الكاشفة : (( ولفضيلة السلفي الجليل المحسن الشهير نصير السنة الشيخ محمد نصيف اليد الطولى في استحثاثي لإكمال الكتاب، وإمدادي بالمراجع.)) اهـ

مرجع علمي

كان الشيخ محمد نصيف مرجعًا للباحثين وطلاب العلم، وكل من يسأل عن نسب أهل الحجاز ، وقد حكة معاصروه أن الله قد ألقى محبته في قلوب المؤمنين وسيما من عرفه من العلماء وطلبة العلم وأهل الحجاز خاصة لما كان يتحلى به من الصفات الكريمة والأخلاق الفاضلة.

شغفه باقتناء وطباعة وتوزيع الكتب

لقد عكف الشيخ محمد نصيف منذ فتوته على جمع الكتب واقتنائها وتتبع النادر منها حيث وجد ، وكانت صلته بعلماء عصره سواء المقيمين أو القادمين مدعاة لتنمية حبه للقراءة والدرس وكذلك تلقيه طلبة العلم واستضافتهم وإكرامهم وتوزيع الكتب العلمية عليهم ، التي كان يطبعها على نفقته الخاصة في الوقت الذي لم يكن أكثرهم يقدر في ذلك الزمان على تحصيل الكتب العلمية النافعة بالشراء . وبرز ولعه بالكتب الشرعية وخصوصا سلفية المذهب في ظل اهتمامه باقتنائها وطباعتها ، الذي كان له الأثر الكبير على تكوين شخصية الشيخ ، فقد قام الشيخ بطباعة كثير من الكتب على نفقة الخاصة مثل كتاب الأنوار الكاشفة للشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني وكتاب التنكيل له أيضا وكتاب الجواب الباهر في حكم زيارة المقابر لابن تيمية، وكتاب العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي سنة 1325هـ.

مكتبة الشيخ محمد نصيف

لقد أثمر صرف الشيخ محمد نصيف حياته الطويلة في جمع الكتب النافعة في تكوين مكتبة خاصة كبيرة عرفت في ما بعد بمكتبة الشيخ محمد نصيف ، تعد أثمن مكتبة خاصة في مدينة جدة ثم تشرفت المكتبة المركزية جامعة الملك عبد العزيز بضمها إلى مقتنياتها ليتزود منها طلاب العلم ما شاء الله .

دوره في حقن دماء أهل جدة وإقناع وجهائها بتسليم جدة للملك عبد العزيز رحمهما الله دون إراقة دماء

= كتب الأستذا أحمد محمد باديب = :

وعندما تتكلم عن العلماء وحارة اليمن فأول من يأتي على ذاكرتنا "الأفندي" نعم أنه لقب جميل لرجل رائع أجمل هو محمد حسين نصيف ، والحقيقة أن لقب الأفندي كان أصلاً لجده عمر نصيف الذي كان وكيلاً للأتراك كما كان وكيلاً للأشراف في جدة ، وقد كان يحمل نيشاناً لذلك وكان رجلاً صارماً ذو هيبة كما كان يحكي لنا آباءنا ، أما حفيده فقد كان رجلاً سلفياً رقيقاً فيه رقة المسلم وأخلاق العلماء وكرم الضيافة ، والسلفية دعوة قديمة حتى قبل عهد الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي جسدها وعمل على نشرها حتى وصل تأثيرها إلى المغرب العربي في عهد الملك الحسن الأول ، وكان في أمة الإسلام سلفيين في كل زمان وكانوا يعملوا على نبذ ما كان يريد الاستعمار أن يوصم به الإسلام من دعوة لعبادة الموتى وأخرى للرهبة وما يسمونه زهد وصوفية وطرق مختلفة همها قتل الروح الإسلامية الحقيقية في قلوب المسلمين ليستطيع المستعمرين التسلط على خيرات عالمنا الإسلامي .

لقد كنت طفلاً أسمع من جدي لأمي تقديره لهذا العالم وكنت أمر ماشياً من بيت جدي لأمي بكر خميس متجهاً لحارتي المظلوم فأمر بالقرب من دكة الأفندي الذي كان يجلس على كرسي عليها في بعض الأحيان وقد كانت دكة عالية تشبه دكة بيت جدي بكر خميس وهذا كان سمة لبيوت الكبار أمثال بيت الجخدار وباجنيد ونصيف وخميس وغلوم وغيرها من بيوت جدة التي كان لها دكك كبيرة مبنية ، هكذا كنا نراها ونحن صغار أما اليوم فإن مقياس أعيننا لحجم هذه الدكك قد تغير ، فقد أصبحت أرى البيوت التي كنا نراها عظيمة صغيرة للغاية مقارنة بما نتمتع به اليوم من خير ورخاء والحمدلله .

ولقد أمد الله في عمر الشيخ العالم محمد نصيف حتى مات في عين حياته اثنان من أبناءه العم حسين والعم عمر وكلاهما كان رمزاً من رموز العلم والعمل وحسن الخلق ، أما ثالثهم فهو الأستاذ عبدالقادر وكان مدرساً وأديباً وذو قلب طيب ورجلاً من الصالحين رحمهم الله جميعاً ، فقد أحسن الشيخ تربيتهم وكذا هم فعلوا مع أبناءهم ليصبح آل نصيف عائلة محترمة متدينة وعاملة تفخر بها جدة وأهلها ، ولقد كان لي فخر معرفة أخي الدكتور عبدالله نصيف حيث تخرجت من ذات الكلية التي تخرج منها وكان أستاذي في الحركة الكشفية وكنت لا زالت تربطني به علاقة حب في الله واحترام لهذا العالم الجيولوجي المتدين الذي جمع بين العلم والإيمان كجده ، وهو نبات طيب لوالدته السيدة الفاضلة التي يدين لها الوسط النسائي في جدة بالإصلاح ولا شك أن عطاء هذه الأسرة من فضل الله متواصل.

وكما قلت لإخواني في النادي الأدبي أن آل نصيف ثلاثة عوائل عائلة الأفندي في حارة اليمن أما عائلة العم محمد صالح نصيف وعائلة العم يوسف نصيف فهم في حارة المظلوم وكان بيتهم ملتصق ببيت جدي عبدالوهاب حسوبه من الناحية القبلية .

والذين درسوا تاريخ جدة لا شك قد علموا أن الحزب الوطني الذي تشكل عقب انكسار الجيش الهاشمي في تربه برئاسة الشيخ محمد الطويل والشيخ محمد طاهر الدباغ سكرتيراً عاماً للحزب ، كان من أعضاءه الهامين الشيخ محمد نصيف والشيخ محمد صالح نصيف وعبدالله رضا وقاسم زينل وصالح شطا وعبدالرؤوف الصبان والشريف شرف بن راجح والشيخ سليمان أمان قابل والشيخ محمد شلهوب والشيخ ماجد كردي ، وهذا الحزب فرض على الحسين الكبير أن يتنازل بالحكم للملك علي بن الحسين مقيداً بالدستور ويكون للبلاد مجلسان المجلس النيابي الوطني لإدارة الأمور الداخلية والخارجية ومجلس الشورى يمثل فيه ليس فقط أهل الحجاز بل أيضاً مسلمين من البلاد الإسلامية ومهمته الإرشاد والمساعدة على إصلاح الشئون الداخلية والخارجية, وكان ذلك عام 1343هـ وقد أرسل أعيان الحجاز بهذا الوضع الجديد للملك عبدالعزيز وكان أهم الذين وقعوا على هذه الوثيقة مايلي :-

1.السيد طاهر الدباغ.

2.الشيخ عبدالله علي رضا.

3.السيد أحمد بن عبدالرحمن.

4.الشيخ محمد حسين نصيف.

5.الشيخ أمين سمباوه.

6.الشيخ عثمان باعثمان.

7.الشيخ عبدالرحمن باجنيد.

8.الشيخ عابد مقادمي.

9.الشيخ محمد سرور صبان.

10.الشيخ سليمان قابل.

11.الشيخ محمد الطويل.

12.الشيخ مصطفى سلام.

13.الشيخ ناصر بن شكري.

14.الشريف شرف بن راجح.

15.الشيخ محمد صالح باناجه.

16.الشيخ محمد صالح نصيف.

17.الشيخ عبدالصغير.

18.الشيخ إبراهيم زامكه.

19.الشيخ سلمان أبو داوود.

20.الشيخ هاشم أبو سلطان.

21.الشيخ حمزة بابلي.

22.الشيخ حمزة شيت.

23.الشيخ علي محمد سلام.

24.الشيخ أبوبكر باغفار.

25.الشيخ محمد نور جخدار.

26.الشيخ أحمد ناظر.

27.الشيخ سليمان أبو عليه.


وقد كاتب هؤلاء لاحقاً قائد الجيش السعودي الشريف خالد بن منصور بن لؤي حتى أعلن الملك علي المقاومة ضد الحصار وأخذ الجيش السعودي الضرب على جدة

وقام الشريف علي بنفي الشيخ محمد نصيف ومحمد عزابه وسليمان قابل إلى العقبة على أساس أنهم من المعارضين لسياسته

ولكنهم أعيدوا بعد واحد وعشرون يوماً عندما قرر الشريف علي التنازل عن الملك وسلمت جدة للملك عبدالعزيز والحمد لله سلماً

بتدخل من جمعية الخلافة في الهند ورئيسها آنذاك شوكت علي ، كما توسطت دول إسلامية أخرى كإيران ومصر ووقع الملك معاهدة جدة من سبعة عشر بنداً وكان ذلك في السادس من جمادى الثانية عام 1344هـ.

ولقد لعب الشيخ محمد نصيف دوراً هاماً في أن تحقن دماء المسلمين وتسلم جدة سلماً لملك عبد العزيز الموحد الرائع رحمه الله وأثابه عن الإسلام والمسلمين وقد كانت بيعة أهالي جدة لجلالته في قصر لأفندي نصيف الجداوي المحترم .

وإلى لقاء قادم مع حارة اليمن وأهم عوائلها المحترمين )) انتهى المصدر موقع الأستاذ أحمد محمد باديب [[1]]

فروعه

فروع الشيخ محمد نصيف

الشيخ حسين بن محمد نصيف ولد عام 1323هـ ، توفي عام 1372هـ الذي تولى رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجدة

الشيخ عمر بن محمد نصيف ولد عام 1326هـ ، توفي عام 1382هـ الذي كان مديرًا لأوقاف جدة ورئيسًا لبلديتها وهو والد الدكتور عبد الله عمر نصيف مدير جامعة الملك عبد العزيز، ثم الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ثم نائب رئيس مجلس الشورى السعودي

عبد القادر بن محمد نصيف ولد عام 1329هـ

عزة بنت محمد نصيف ولدت عام 1331هـ زوجة الشيخ محمد بن عمر جمجوم

ومن حفيدات الشيخ محمد نصيف الدكتورة فاطمة عمر نصيف ولها ترجمة هنا[2]

وفاته

كانت وفاة الشيخ محمد نصيف في يوم الخميس السادس من شهر جمادى الآخرة عام 1391هـ/1971م بمدينة الطائف، ثم نقل جثمانه إلى جدة في جمع كبير مهيب، وقد خرجت جدة كلها لتشييع جنازته، وصلَّى عليه بعد صلاة العصر في مسجد المعمار، ودفن في مقبرة الأسد في مدينة جدة، وكان عمره يناهز التسعين عامًا.

مدونات

  • مدونة ترجمة لحياة الشيخ محمد نصيف

 

مراجع لبعض من نقلت عنهم

1- أحمد محمد أحمد السيد،العلوي عبده بن أحمد .- ط1.- بيروت:المكتب الإسلامي .1414هـ،1994م.

2- مغربي محمد على.أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر .- ط1.- الرياض:الكتاب العربي السعودي .1401هـ،1981م.

3- الزركلي خير الدين . أعلام .- ط6.- القاهرة:دار العلم للملايين.

4- مجلة الفيصل .علاقة المستشرق كريستيان سنوك هورخرونيه بالملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله .العدد357-ربيع الأول 1427هـ،ابريل2006م.

5 حسين محمد نصيف، (1349هـ)، ماضي الحجاز وحاضره، مكتبة مصطفى البابي، القاهرة.


المراجع

mawsoati.com

التصانيف

مواليد 1302 هـ   وفيات 1391 هـ   وفيات 1971   العلوم الاجتماعية