يا جندَ مصر لكم فخارْ 

بين الورى عَالي المنارْ 

كالشمسِ في وسط النهار 

صيتٌ لكم في الكون سار 

حادي السعودِ به 

حَدا والطيرُ صاح وغرَّدا 

بُشرى لمصر لقد بدا 

فيها الفخارُ مؤيَّدا

بأميرها بحْرِ النَّدى 

أعِني السعيدَ محمدا 

للهُ أيّد نصركم 

 والذِّكْرُ شرَّف مصركم 

والعدلُ أذهبَ إصركم 

والفضلُ حالف عصركم 

والوقتُ طابَ وأسْعدا

والعزُّ عاد كما ابتدا 

ما مجدُكم إلا قديمْ 

والعزُّ فيكم مستديم 

وعدوكم أبداً عديم 

أما الحبيب أو النديم 

فبعَهْدِكم قهرَ العِدا 

وسقاهمُ كأس الرَّدى 

أسلافكم حازوا الشرفْ 

سلفٌ مضى نعم السلفْ 

كونوا لهم أسمى خَلف 

كلٌ بفضلهم اعترفْ 

من في مكارمه اقتدى 

بأبيهِ لا شك اهتدى 

من حين عهد سنرتستريسْ 

كان الحرب لها مسيسْ

ألقى المهابة والرَّسيس 

في كل جيش أو خميس 

صيدا وصور اتحدا 

ولمصر قد مدّا يدا 

ضُبَّاطكم غرٌ كرامْ 

ولهم لدى الهيجا غَرام 

الجبنُ عندهم حرام 

وهم إذا سلوا الحسام 

تَجدْ الرءوس من العدا 

خَرَّتْ رُكوعاً سُجَّدا 

حركاتهم طبقَ الأصولْ 

قرأوا البنودَ مع الفصول 

حازوا الإطاعة بالوصول 

وشجاعةً عظمى تصول 

تَدع العدوَّ منكّدا 

فَزِعاً إذا سمع الندا 

فلتحفظوا عِلم النزالْ وتثبتوا بين الرجالْ وتجلَّدوا في كل حال 

فمجالكم أعلى مجال 

والعمرُ مقدور المدى 

أجلٌ له قد حُدِّدا 

فالعزُّ في فنِ السلاحْ 

يحلو السلاحُ مع الصَّلاحْ 

للدين والدنيا نجاح 

وختامُ مِسْكِ القول فاح 

خبرٌ يصحُّ بالابتدا 

فتبصّروا في المبتدا 

اسم القصيدة: يا جندَ مصر لكم فخارْ.

اسم الشاعر: رفاعة الطهطاوي.


المراجع

adab.com

التصانيف

شعراء   الآداب