بهِ نلتُ من حَظّي الذي نلْتُ أوّلاً،
وأدرَكتُ ما قد كنتُ أدركتُ منْ خصْمي
تَصُدُّ بَنَاتُ الدَّهْرِ عَنْ بَغَتاتِ ما
يُنِيلُ صُدُودَ الدَّهْمِ فُوجِىءَ بالدَّهْمِ
وَيَعْرِفُني مَعرُوفُهُ، حينَ مَعشَرٌ
يَرَوْنَ عُقُوقَ المَالِ أنْ يَعلَمُوا علمي
مَوَاهبُ لا تَبغي ابنَ أرْضٍ يَدُلُّهَا
عَليّ، وَلا طَبّاً يُخَبّرُها باسمي
إذا وَعَدَ ارْفَضّتْ عَطَاءً عِداتُهُ،
وأعرِفُ منهُمْ من يَحُزُّ ولا يُدمي
ومَا كَشَفَتْ منهُ الوِزَارَةُ أخرَقَ اليَـ
ـَدَيْنِ على الجُلّى وَلا طائشَ السّهمِ
كَثيرُ جهاتِ الرّأيِ، مُفتَنّةٌ بهِ،
إلى عَدَدٍ لا يَنْتَهِي، صُوَرُ الحَزْمِ
فَرُوعُ الثّنَايَا، ما يَغُبُّ فِجَاجَهَا،
تَطَلُّعُ مَضّاءٍ على أوّلِ العَزْمِ
مَتى يَحْتَملْ ضِغناً على القَوْمِ يجنحوا
إلى السّلمِ إنْ نجّاهُمُ الجَنْحُ للسّلْمِ
وَلَوْ عَلمُوا أنّ المَنايا تُنِيلُهُمْ
رِضَاهُ، إذاً بَاتُوا نَدامَى على السّمّ
أخوُ البِرّ أقصَى ما يَخَافُ مُنَازِلاً،
من السّيفِ، أدْنَى ما يَخافُ من الإثمِ
وَلَمْ يَنتَسِبْ من وَائلٍ في وَشيظَةٍ،
وَلاَ بَاتَ منها ضَارِبَ البيتِ في صُرْمِ
أَبُوك الَّذي غَالَى عَلِيًّا مُسَاوِماً
بِسَامَةَ لما رَدَّ سامَةَ في جرْمِ
ولَوْلا يَدٌ مِنْهُ لَصَاحَ مُثَوِّبٌ
عَلَى عُجُزٍ وُقِّفْنَ فِي مَجْمَعِ القَسْمِ
فَمنْ يَكُ مِنهَا عارِياً فقدِ اكْتَسَى
بها الجَهْمُ بَزًّا ظاهِراً وبَنُو الجَهْمِ
وَما أَنتَ عِنْدَ العَاذِلاَتِ على النَّدَى
بمُنْتَظِرِ العُتْبَى وَلاَ هَيِّنِ الجُرْمِ
كأنّ يَداً لمْ تْحلُ منكَ بطَائِلٍ،
يَدُ الأرْضِ، رَدّتها السّماءُ بلا شَكمِ
كأنكَ من جِذْمٍ من النّاسِ مُفرَدٍ
وَسائرُ مَن يأتي الدّنيّاتِ من جِذْمِ
وَكمْ ذُدْتَ عَنّي من تَحاملِ حادثٍ،
وَسَوْرَةِ أيّامٍ حَزَزْنَ إلى العَظْمِ
كأنا عَدُوّا مُلْتَقًى ما تَقَارَبَتْ
بنا الدّارُ إلاّ زَادَ غُرْمُكَ في غُنمي
أُحَارِبُ قَوْماً، لا أُسَرُّ بسُوئهمْ،
وَلكنّني أرْمي منَ النّاسِ مَنْ ترْمي
يَوَدُّ العِدَى لَوْ كنتَ سالكَ سُبْلهمْ،
وأينَ بناءُ المُعلياتِ منَ الهَدْمِ
وَهَلْ يُمكنُ الأعْداءَ وَضْعُ فضِيلَةٍ
وَقد رُفعَتْ للنّاظِرينَ معَ النّجْمِ -tE-

 

بقلم البحتري


المراجع

adab.com

التصانيف

شعر   الآداب