إِذا اغْتَدَى اغْتَدَتِ الآمَالُ تَقْدُمُهُ
إِلى نُفُوسِ العِدَى بالخَيْلِ والوَجَل
إِذا ارْتَدَى بِنِجادِ السَّيْفِ عاتِقُهُ
قُلْتَ الحَمَائِلُ قَدْ نِيطَتْ عَلَى جَبَلِ
تَنْدَى مَنَاصِلُهُ حَتْفاً ، ورَاحَتُهُ
عُرْفاً يَفِيضُ كَفَيْضِ المُسْبِلِ الوَبِلِ
تَبِيتُ أَعْدَاؤهُ تُطْوَى على وَجَلٍ
مِنْهُ ، وَأَمْوالُهُ تُطْوَى عَلَى وَجَلِ
غَيْثُ العُفَاةِ ،وفَكَّاكُ العُنَاةِ ، وقَتَّالُ
العُداةِ غَدَاةَ الرُّوعِ والوَهَلِ
أَغَرُّ لَيْسَ لَهُ فِي البَأْسِ مِنْ مَثَلٍ
وَلاَ لَهُ في النَّدَى والجُودِ مِنْ مَثَلِ
بِسَيْفِهِ أَصْبَحَ الإِسلامُ وهْوَ حِمىً
رَاضٍ عِنِ المُلْكِ والإِسلامِ والدُّولِ
لَوْلاَ تَدَاهُ ، ولَوْلاَ سَيْفُ نِقْمَتهِ
دَارَتْ رَحَى الدِّينِ والدُّنيَا على ثِكَلِ
وَلاَ تُمْدُّ يَدٌ يوْماً إِلى طَمَعٍ
وَلاَ ثَنَتْهَا أَكُفُّ اليَأْسِ بالشَّلَلِ
إِذا تَصَعَّبَتِ الأَيَّامُ قَلَّدَها
رَأْياً يَرُدُّ شَبَا الأَيَّامِ عن فَلَلِ
تَبِيتُ أَعْيُنُ صَرْفِ الدَّهْرِ قَاذِيَةً
بالعِزِّ مِنْ دُونِهِ تُغْضِيعَلَى قَبَلِ
مَا زالَ يَمْلِكُ وَفْْراً غَيْرَ مُدَّخَرٍ
عَنِ العُفَاةِ وعِرْضاً غَيْرَ مُبْتَذَلِ
يكادُ يَعْلَمُ ما تُخْفِي الصُّدُورُ مِنَ الآمَال
حَتَّى لَقَدْ أَجْدَى ولَمْ يُسلِ
إِذا الخُطُوبُ امْتَرَتْ أَخْلافَ دِرَّتِهِ
دَرَّتْ بِخِلْفَيْنِ مِنْ شَرْيٍ ومِنْ عَسَلِ
حَلَّت رِكَابُ العُلاَ والمَجْدِ أَرْحُلَها
بهِ ، وشالَتْ رِكَابُ البُخْلِ بالبَخَلِ
في كُلِّ يَوْمٍ لهُ وَعْدٌ يُحَقِّقُهُ
حَتَّى يُقَطِّعَ قَبْلَ المَطْلَ والعِلَلِ
لِخَالِدِ بْنِ يْزِيدٍ بِكْرُ مَكْرُمَةٍ
لَوْ رامَ هَادِيَهُ العَيُّوقَ لم يَنَلِ
أَرسَى قَوَاعِدَهُ مَعْنُ بْنُ زَائدَةٍ
في باذِخٍ مِنْ شَوَاةِ النَّجْمِ مُحْتَلَلِ
إِذا سَرَايا عَطَاياهُ سَرَتْ أَسَرَتْ
يَدَ المَكَارِمِ ، واسْتَغْنَتْ عَنِ العُقُلِ
لَمْ يَغْزُ ساحَتَهُ رَاجٍ سَمَاحَتَهُ
يَوْماً فَيَرْجِعُ إِلاَّ غَانِمَ القَفَلِ
كَأَنَّهُ وَبَنُو شَيْبَانَ تَكْنُفُهُ
بَدْرٌ بَدَا فِي نُجُومِ السَّعْدِ بالكَمَلِ
أَحْيا يَزِيدَ بِعُرْفٍ مِنْ مآثِرهِ
أَحْيَتْ مَآثِرَ مِنْ آبَائهِ الأُوَلِ
-tE-
بقلم البحتري
المراجع
adab.com
التصانيف
شعراء الآداب
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | |