فهو نموذج تأقلم مرضي لاستهلاك الكحول يؤدي لأضرار أو اضطرابات طبية هامة تظهر خلال فترة 12 شهراً مع وجود عرض واحد على الأقل مما يلي:
- عجزء المرء عن أداء واجباته في العمل أو المنزل أو المدرسة
- الشرب المتكرر في ظروف خطرة
- مشاكل قانونية تتصل بالكحول
- الاستمرار في استهلاك الكحول رغم المشاكل الشخصية والاجتماعية
وتؤكد الحالة بأنها سوء استهلاك للكحول إذا لم تصل إلى درجة الكحولية المذكورة أعلاه
وتؤكد الإحصاءات الرسمية أن سوء استهلاك الكحول والإدمان الكحولي هي أكثر أنواع الإدمان انتشاراً في الولايات المتحدة حالياً وفق ما نشره المعهد الوطني الأمريكي لسوء استهلاك الكحول والكحولية والبحث المسحي الوطني لإمراضيات الكحول والحالات المشابهة
حيث بلغت نسبة سوء استهلاك الكحول 4.7% وبلغت نسبة الكحولية 3.8% خلال فترة 12 شهراً،
أما الكحولية باعتبار فترة حياة المواطن فقدرت بـ 15%.
ووضع كتاب الكحول والتبغ والمخدرات العلامات التي تؤكد حاجة مستهلك الكحول للتتدخل الطبي
- إنكاره لوجود المشكلة
- غياب متكرر من العمل أو المدرسة بسبب الشرب
- مشاكل عائلية كالمشاكل الزوجية أو الاعتداء بالضرب على الزوجة بسبب الشرب
- مشاكل مالية بسبب شراء المشروبات الكحولية
- قيادة السيارة في حالة السكر
- شربه منفردا بشكل متكرر
- الشرب خلال النهار
النكس بعد العلاج
وبعد علاج إزالة التسمم الكحولي يعود 50% من المعالجين إلى الشرب خلال عام واحد، ويصبح أكبر تحديات الكحولية هو منع حدوث النكسة.
الأساس العضوي للمشكلة
الفيزيولوجيا المرضية للكحول
الكحول يثبط الجملة العصبية المركزية ويؤثر على عدد من النواقل العصبية الدماغية بما فيها دوبامينالدوبامين والغاما أمينو بوتيرك أسيد GABA، ون-ميتيل-د-أسبارتات NMDA، والغلوتامات والسيروتينين والبيبتيدات الأفيونية
كما يؤثر على مستقبلات هذه النواقل العصبية.
النواقل العصبية الدماغية بخلاف النواقل في الأعصاب المحيطية تقوم بوظيفتين (التنبيه والتثبيط) في حين أن النواقل المحيطية تقوم بتنبيه نهايات الأعصاب ووجد أن الكحول يقوي من التأثير المثبط GABA ويثبط من التأثير المنبه NMDA ولكن التعرض الطويل للكحول يؤدي إلى تغيرات للتأقلم فتقل قوة النظام المثبط وتزيد
قوة النظام المنبه كالغلوتامات وتزيد الفعالية المركزية التي تخص نورإيبنفرين وترك شرب الكحول يطلق سراح النظام المنبه المتضخم نتيجة المعاوضة للفعل المثبط للكحول مما يفسر سرعة الغضب عند سحب الكحول وهذه التأقلمات العصبية الكيماوية المعاوضة لتأثير الكحول مسؤولة أيضاً عن المشاكل الطبية في حالات الإدمان الكحولي غير المعالج والمدمن الكحولي يعاني من الحنين الشديد إلى
الكحول بسبب من اضطراب نظم الدوبامين والسيروتينين والأفيونات التي تعطي التأثير الإيجابي واضطراب نظم الغابا والغلوتامات والنورأدرينالين التي تتوسط آلية الانسحاب. وكل مواد الإدمان تزيد من مستويات الدوبامين الدماغي في nucleus accumbens ويسمى هذا مركز الجائزة في الدماغ.
التأثير على الأعضاء
الاختلاطات الطبية للإدمان الكحولي غير المعالج
يؤثر سوء استهلاك الكحول سلباً على كل عضو من أعضاء الجسم بما فيها كبدالكبد فيسبب التهاب كبدي كحولي، وجهاز المناعة، والجهاز القلبي الوعائي، والجهاز المعدي المعوي، والجهاز الهيكلي ومنها تخلخل العظمهشاشة العظام، وكذلك وظيفة غدة صماءالغدد الصم
الأمراض الأولية
- التسمم الكحولي
- اعتلال عضلة القلب
- تشمع الكبد
- مرض العصب الكحولي
الأمراض الثانوية
- زيادة اختطار السرطان
- المرض المعوي المعدي
- ارتفاع الضغط الدموي
- السكتة الدماغية
- التهاب البنكرياس
- التهاب الرئةالانفلونزا
- فقر الدم
ويعد الاستهلاك الشديد والطويل للكحول السبب الأول لمرض الكبد والوفاة بسببه، وتتراوح حالات المرض الكبدي الكحولي من الكبد الدهني القابل للتراجع بعد الامتناع عن الكحول، إلى التهاب الكبد الكحولي الذي يسبق التشمع، ثم التشمع الكبدي في مراحله الأخيرة، والنساء تصاب بهذه الأمراض خلال فترة أقصر وكمية كحول أقل.
العلاج السلوكي للإدمان الكحولي
العلاج السلوكي : نوع من العلاج يركز على تغيير سلوكيات معينة بدل محاولة تحليل المشاكل والاضطرابات الغير واعية
وقد أثبتت كثير من الدراسات أن العلاج السلوكي المرتكز على تغيير الاعتقادات والتوقعات والنماذج التي يقتدى بها من الأصدقاء وأسرةالأسرة وعادات الشرب (السهرات، الحفلات) ودعم المجتمع وتغير العادات أفضل من العلاج الدوائي.
ومن أساليب العلاج السلوكي
- اكتساب عادات جديدة تساعده على تحمل المشاكل والصعوبات الحياتية دون شرب الخمر
- التدرب على ضبط النفس بوضع الأهداف وتسجيل السلوك ومكافأة النفس على التحسن وتغير طريقة الشرب والتنبه للمواقف التي تدفع وتعري بالشرب وتعلم خطط تحمل الضغوط في المواقف المحرضة على الشرب:
- تعاون الزوج أو الزوجة في العلاج.
- ربط شرب الخمر في الذهن بأمور تنفر منها النفس.
- العلاج النفسي.
- تعيير البيئة المحيطة بالمدمن.
العلاج الدوائي للكحولية
قد يكون العلاج الأمثل للكحولية الجمع بين العلاج السلوكي والعلاج الدوائي
وتوجد عدة أمور تتبع العلاج الدوائي
- أدوية تزيد التحسس للكحول كدواء ديسولفيرام
- أدوية تؤثر على سلوك الإدمان بتأثيرها على النواقل العصبية ومستقبلاتها: كنظام السيروتينين الدماغي، ونظام الدوبامين، ونظام المورفينات الدماغية، وكذلك أدوية تحسن العمليات الدماغية، ودواءأدوية تعالج المشاكل النفسية المرتبطة بالكحولية،
الكحولية وتدمير النجومية
تؤثر حالة الإدمان الكحولي على كثير من الناس الناجحين وتدفعهم إلى الوراء وقد كتب المؤلف جان شيريبكو 1996 رواية (قلّد النمر) وجعل البطل وهو شاب من نجوم كرة القدم يتحول بفعل الكحول إلى أحد الأشخاص المهملين في عيادة معالجة الإدمان.
وتدمير الشباب أثر مهم من آثار الخمر ويزيد في شدته ترويج الخمور
علاقة الكحول والإيدز
الكحول والإيدز
الكحول كعامل معقد لمرض متلازمة العوز المناعي المكتسبالإيدز، عامل خطورة قبل الإصابة وبعدها
يتدخل الكحول كعامل معقد لمرض الإيدز وقايةً وعلاجاً فإن الكحوليين هم الأكثر عرضة للإصابة كما أن المصابين عرضة لأن يصبحوا مدمني خمر.
يترافق استهلاك الكحول عادةً مع سلوك جنسي خطر كما قد يترافق مع استخدام المخدرات الوريدية وكلا الأمرين نمط رئيسي للإصابة بالعدوى ويترافق إدمان الكحول عند مرضى الإيدز المعالجين مع تداخلات دوائية ونفسية وعادةً ما يتأخر المدمن للخمر في طلب العلاج وعند المعالجة لا يلتزم بأخذ الأدوية بانتظام مما يثمر نتائج سيئة وقد لوحظ أن مرضى الإيدز الذين أقلعوا عن شرب الكحول قد استجابوا بشكل أفضل للمعالجة.
ويوصي الباحثون بالتقليل من استهلاك الكحول عند مرضى الإيدز أو المعرضين للإصابة بهدف الحد من انتشار الإيدز وكذلك دمج برامج معالجة الإدمان الكحولي في برامج الوقاية من مرض الإيدز.
ويعتبر من السلوك الجنسي الخطر كثرة شركاء الجنس وممارسة الجماع دون احتياطات واتخاذ شركاء خطرين كالمومسات ومدمني المخدرات وارتياد البارات والحفلات الصاخبة وأحد أسباب الخطر أن الكحول يؤثر على الدماغ فيزيل إدراك الخطر والاحساسات الرادعة.
و قد اقترح أحد الباحثين فحص دماء مدمني الخمر ومرتادي الخمارات كإجراء وقائي مفيد.
و نظراً لأن الإيدز يستهدف الشباب باعتباره من أهم أسباب لوفيات في الفئة العمرية بين 15- 24 سنة فهذا يستدعي عناية خاصة بمعالجة الإدمان الكحولي عند الشباب الذي يتحول عند قسم منهم إلى إدمان
المخدرات ثم إلى إدمان المخدرات الوريدية ولهذا السبب أوصى الدارسون بأن تشمل برامج الوقاية من مرض الإيدز تحذيرات من استهلاك الكحول وبالأخص عند الشباب إلى جانب التحذيرات التقليدية من المخدرات الوريدية والسلوكيات الجنسية الخطرة.
ومما يأسف له العلماء أن مراكز معالجة الإدمان لا تقوم بفحص كل من يرتادها للبحث عن وجود الإصابات بالإيدز
أساطير عن الكحولية
- الكبار لا يصابون بالكحولية
- شرب قدح واحد يعطي دفئاً؛ هذا وهم نتيجة توسع الأوعية والذي يحصل حقيقة بسبب توسع الأوعية هو فقد الحرارة ونقص حرارة الجسم ؛ والنتيجة أن الكحول لن يعطي دفئاً حقيقياً بل يحدث نقص حراري خطير وأحياناً مميت في الأجواء الباردة.
- السكران يكشف عن شخصيته الحقيقية؛ رغم أن بعض الصفات الشخصية قد تظهر حال شرب الكحول وتكون مكتومة في حالة الصحو، إلا أن الإسراف في الشرب سيشوش شخصية المرء، والشخصية الحقيقية هي التي تظهر حال الصحو.
- القهوة القوية يمكن أن تفيق صاحبها من حالة السكر؛ لا تؤثر القهوة سلباً ولا إيجاباً فهي لا تزيد ولا تنقص من استقلاب الكحول ومستواه بالدم، وعلى العكس فما تحدثه القهوة من النشاط سيوهم الشارب أنه صاحٍ وهو لا زال سكران حقيقةً.
الكحول والفحولة
يسبب الكحول الإيتيلي المادة المسببة للسكر تناقص هرمون الذكورة تستيستيرون وتزايد هرمون الأنوثة، وكلا الهرمونين يتواجدان عند الذكر والأنثى لكن نسبة هرمون الذكورة أعلى عند الذكر، ولذلك من الطبيعي للمدمن بعد سنوات أن تقل الأشعار التي تدل على مظاهر الذكورة كشعر الذقن وشعر الصدر وتكثر الدهون بتوزع مشابه للأنثى.
تأثيره على الخصية : تصغر الخصيتان وتقل النطاف وصغر حجم الخصية مرتبط بقلة النطاف لأن حجمها مؤلف من 95% من النطاف.والتأثير على خصيةالخصية مضاعف فالكحول يثبط الخلايا المسؤولة عن صنع وتحرر التستيستيرون، ويثبطها عن طريق اضطراب الهرمونات الذي يحدثه.
تأثيره على الانتصاب : يضعف الانتصاب بسبب نقص نسبة التستيستيرون، وبسببتدخل الكحول في النبضات العصبية، يقول ديفيد شوارتز من (جمعية العنانة العالمية) :يؤثر الكحول مباشرة على الجهاز العصبي ويخفض الناقلية العصبية اللازمة للانتصاب وهذه حالة عكوسة تدوم مع بقاء مستوى الكحول مرتفعاً في الدم، ولكن إدمان الكحول لفترة طويلة يؤثر على عصبالأعصاب المحيطية والمركزية ليسبب مشاكل انتصاب وعجز جنسي دائم بالمحصلة.
وسبب متابعة الشرب أو ابتداءه لغايات مقوية هو في الحقيقة إزالة الرادع العقلي عن الممارسة وليس تقويتها.
التأثير على الأنوثة: يصبح جلدالجلد لدى المدمنات أكثر شيخوخة، والصوت أكثر خشونة، تفقد الشكل الأنثوي بفقد نسبة الخصر إلى الأرداف وقد تزداد الشعرانية ويزداد السلوك العدواني، وتتخرب الدورة الطمثية وقد يحدث العقم
وقد كان اليونان قديماً يحرمون الخمر ليلة الزفاف، وقال ويليام شكسبيرشكسبير في روايته مكبث عن الخمر (إنها تلهب الحماس وتحطم الأداء)
الكحول والعنف
في مراجعة لدراسات تأثير الكحول والمخدرات على العنف أجراها الباحث Bushman في 1993 وجد أن مثبطات جهاز عصبي مركزيالجهاز العصبي المركزي تزيد العدوانية، ولم تزدد العدوانية بمجرد وجود الكحول أو اعتقاد وجود الكحول، ولكن عند وجود الكحول حقيقة وإدراك وجوده، والسبب الدقيق لهذه الآلية الغريبة غير معروف، واقترح بعض الباحثين أن الكحول يعطل عمليات إدراك محورية ضرورية للردع الطبيعي عن التصرفات الخطرة والمتطرفة. وأكد أكثر من باحث هذه الآلية المفترضة.ويؤثر الكحول بآلية اجتماعية أخرى وهي أنه غالباً ما يستهلك في بيئة مشجعة على العدوانية، فالناس في دور العبادة مثالاً يقل توجهها للعنف لعدد من الأسباب من الشهود والعادات الاجتماعية والقواعد التي ترفض العنف، أما في البارات أيام العطل فهنالك جملة من مسهلات العنف والعدوانية ومنها الكحول وسلسلة العنف، والأشخاص المؤهبين للعدوانية، والذكور ال متنافسين على الإناث، ومعظم الموجودين يتميزون بالهوية المجهولة نسبياً.
الكحول اجتماعياً
تركز الدراسات الاجتماعية الخاصة بالكحول على مجالين عريضين
1- دراسة السلوك الكحولي
- عوامل اجتماعية وعوامل أخرى مرتبط بالسلوك الكحولي
- درجة انتشار استهلاك الكحول في المجتمع
- الفوارق الفردية والجماعية في الشرب والكحولية
2-والمجال الثاني للدراسات الاجتماعية هو الضبط الاجتماعي للكحول
- القواعد الاجتماعية: القبول أو الرفض الاجتماعي والقانوني
- التنظيمات القانونية والاجتماعية لكحول في المجتمع
- الجهود التي تبذل لتغيير أو تحديد سلوك الشرب المنحرف(المقاطعة غير الرسمية، التنفيذ القانوني، العلاج، المنع)