ألا ترحمُ الأشياخَ لمّا تأوّدوا، |
يقولون: قد كنّا الغَرانقةَ المُرْدا |
ترَدّوْا بخُضرٍ من حديدٍ، وأقبلوا |
على الخيل تَردي، وهي من فوقها تردى |
وجاؤوا بها سَوْمَ الجَرادِ، مُغيرةً، |
يقودونَ، للموتِ، المطهَّمةَ الجُرْدا |
ترى الهِمَّ لا شيءٌ، سوى الأكل، همَّه، |
لهُ جسدٌ ما اسطاعَ حَرّاً ولا بردا |
يُقِلُّ العصا، مستثقلَ الطِّمرِ، بعدما |
علا فرساً، واجتابَ ماذِيّةً سردا |
ولا تترُكُ الأيّامُ مَردًى لظبيةٍ |
من الأُدْم، تختارُ الكِباثَ ولا المَردا |
ولم يُلفِ منها فاردُ القُمْرِ مَخلَصاً، |
وقد بلغتْ أحداثُها القَمرَ الفردا |
وجدْنا دُرَيداً، من هوازنَ، لم يجدْ |
صروفَ اللّيالي، حين تأكُلهُ، دُردا |
رعَتْ قبلُ نبتاً جدَّ عدنانَ، واعترت |
إياداً، فأبلتْ منْ قبائلها بُردا |
يخوَّفُ، بالذئبِ، المسنُّ، وقد مضى |
له زمنٌ، لا يرْهبُ الأسَدَ الوَرْدا |
نزَلنا بدارٍ كالضّيوفِ، ولم نُرِدْ |
بَراحاً لها، حتى أجدّتْ لنا طردا |
اسم القصيدة: ألا ترحمُ الأشياخَ لمّا تأوّدوا.
اسم الشاعر: أبو العلاء المعري.
المراجع
adab.com
التصانيف
شعر الآداب الفنون