كان جماعةٌ من الأصدقاء، يتنزّهون في الحقول.. شاهدوا ناراً تشتعل، قرب شجرة كبيرة. وقفوا جميعاً، ينظرون إليها..
قال إياد:
-يجب أنّ نطفئ هذه النار .
وقال باسم:
-إطفاؤها عملٌ نافع .
وقال ماهر:
-صدقْتَ، فالنار تلوّثُ الهواء .
وقال أحمد:
-ودخانها يؤذي النبات.
وقال سامر:
-ويؤذي الإنسان والحيوان .
وقال عامر:
-إذا لم نطفئها، فستحرق الأشجار .
وقال خالد:
-وقد تصل إلى حقول القمح .
وقال نضال:
-وإذا حرقتِ المحصولَ، ضاع تعبُ الفلاحين. وحينما كان الأصدقاء، يقولون، ويقولون.. مرَّ فلاحٌ شاب، ورأى النار، فهرع إليها مسرعاً، وألقى عليها التراب، فاختفَتْ ألسنتها الطويلة، ولم يبقَ سوى أنفاسها السوداء، تنفذ من بين التراب، فداسها الشابُّ بقدمه، وتابعَ سيره،
ولم يفتح فمه.. نظر الأصدقاءُ إليه معجبين، وحينما غاب من أنظارهم، أطرقوا رؤوسهم صامتين..