إن نشوء الإسلام ونشره في العالم خلال فترة قصيرة من الزمن فتح مرحلة جديدة في تاريخ البشرية. وبعد نشره في الجزيرة العربية من قبل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بعشر سنوات أحاط الإسلام بأراض من الساحل المغربي إلى بلاد جنوبي شرق آسيا. وكانت أذربيجان من ضمن هذه البلاد بموقعها الجغرافي والاستراتيجي الهام في قوقاس.
إن عاملاً من العوامل المهمة لنشر الإسلام في أذربيجان -الذي يشكل المسلمون 96% من سكانه- هو هجرة القبائل العربية (المترحلين والمتمدنين) إليه.
هناك معلومات ترجع إلى الجوزاني وهو منجم وجغرافي عاش في القرن 14 تشير إلى إسكان العرب في مدينة دربند في العهد الساساني أي قبل الفتوحات العربية. إنه كتب عن إرسال أنوشروان العرب من سورية والموصل والجزيرة للمراقبة على الطرق في دربند يقول: إن أجدادهم بقوا هنا ويتكلمون العربية(1)، لكن لا توجد أية معلومة في المراجع العربية عن ترحيل العرب إلى هذه المناطق في المرحلة الأولى لنشر الإسلام. وسبب انفصال أرمينيا وأذربيجان عن العرب هو نتيجة التناقضات الداخلية (556- 661) الأولى، ونتيجة لذلك فتح العرب المنطقة مرة أخرى وكان في إمكان المقاتلين العرب في هذا العهد أن يأخذوا إلى البلاد المحتلة أسرهم وبعض مواليهم فقط؛ وهذا كان يتعلق بعدم قدرة كافية لدى هؤلاء الفاتحين.. إن العرب الذين فتحوا في فجر الإسلام مدناً كبيرة ومراكز تقاطع الطرق فقط كانوا يتركون فيها فصائل عسكرية ليست كبيرة (2)، وكانت مدينة أردبيل حينذاك من إحدى مراكز التقاطع، ووضع فيها في فجر الإسلام مقرّ للإمارة وشُيد أول مسجد (3). ولعب أفراد الجيش الذين أُسكنوا في هذه المقرات دوراً معيناً في التثقيف الديني للسكان المحليين.
وتدل على هذا معاهدات موقعة بين القادة العرب ومرزبان (حاكم) أذربيجاني، هذا وعقدت أول معاهدة من هذا النمط في 18 هـ/ 639 م. وكانت المعاهدة تنص أنه على كل أذربيجاني أن يستضيف في بيته جندياً من الجيش الإسلامي خلال يوم واحد ويدله الطريق إذا احتاج.
من الممكن أن تعتبر هذه المعاهدة التي كانت ضماناً لأمن الجنود العرب من أول بذور التثقيف الإسلامي الذي اكتسبه السمان المحليون، كان هناك شرط آخر للمعاهدة يلفت النظر. ينص بند من بنود المعاهدة إنه إذا خدم شخص غير مسلم في الجيش الإسلامي خلال سنة واحدة فهو يعفى من الضرائب لمدة سنة كاملة. ومن الطبيعي أن من دخل الجيش كان في إمكانه أن يستوعب الإسلام والقرآن في أقصر وقت من الزمان.
إن بنود المعاهدة التي كانت تحتوي على مرافقة المسلمين واستقبالهم بالحفاوة واستضافتهم تعتبر شرطاً من شروط التقارب بين العرب المهاجرين والأهالي المحليين.
وإلى جانب المقاتلين كان يأتي إلى البلاد المفتوحة رجال علم؛ وكانت مهمتهم نشر الإسلام ودراسة الأراضي الجديدة والمراقبة على تطبيق القواعد والقوانين الإسلامية فيها، وكان هؤلاء العلماء من المقربين للقادة العسكريين وكانوا حتى يتحملون مسؤولية المصادقة على المعاهدات الموقعة بين القائد العسكري والأهالي المحليين. كان الشماخ بن درار والرسارس ابن جنادب وحمل بن جويه بين من شاهدوا قرار الأمن الموجه إلى أهل "موغان" من قبل بكير (4).
كان الشماخ (توفى 24هـ/ 644م) شاعراً بارزاً واشترك في كثير من العمليات العسكرية للمسلمين ووصف في أشعاره بطولتهم وشجاعتهم، وقتل في معارك في ضواحي "موغان" (5).
كان الرسارس ابن جنادب وحمله ابن جويه الكيناني من الشخصيات البارزة عند العرب، ويشير الطبري إلى أن الكيناني اشترك في مفاوضات مع شاه إيران ضمن الوفد الذي شُكل وفقاً لإرشادات الخليفة عثمان.
وكان نوح ابن صائب الأسدي وعبد الرحمن الحولاني اللذان رافقا حاكم أذربيجان مروان ابن محمد في جولاته من دعاة التعليم الإسلامي والقرآن، لما هَزم مروان بن محمد خاقان الخزر كان هذان المثقفان إلى جانبه ووضّحا لخاقان جوهر الإسلام والقرآن (6).
وللمترجمين فضل كبير في الدعاية الدينية. ويذكر الكوفي أحدهم، وهو إبراهيم ابن عاصم العقيل (7). واستفاد من خدماته سعيد بن عمرو الحراشي (قائد عسكري أرسله الخليفة هشام إلى أردبيل) في المفاوضات مع الخزر وكذلك في الاستطلاع. وترجع إحدى الخطوات التي وجهت إلى نشر الإسلام بأذربيجان إلى القائد العسكري العربي إشعاس ابن قيس. أخضع عشاس ابن قيس بعد فرقد ابن عتبه أذربيجان خانة – خانة، وأسكن هنا العرب من أهل العطاء والديوان وآمر دعوة الأهالي إلى الإسلام (8).
وآتت هذه السياسة ثمارها. لأن عشاس رأى بعد تعيينه والياً على أذربيجان من قبل الخليفة علي بن أبي طالب أن الأهالي في أغلب أراضي أذربيجان تعتنق الإسلام وتقرأ القرآن. ومن المحتمل إن عشاس بن قيس استمر بهذه السياسة لهذا السبب. وفي هذه المرة أسكن العرب في "أردبيل" من جديد وأنشأ مسجداً لهم. في حين إسكان العرب في أذربيجان كان لدى أقاربهم من المسران (البصرة والكوفة) والشام يجلبون إلى هنا. وكان كل قوم يقيمون في أراض قعدوا فيها.
وابتداءً من هذه المرحلة أصبح من الممكن تهجير القبائل العربية الشامل إلى أذربيجان وإسكانهم في الأراضي المحتلة بعد تعزيز الحكم الجديد فيها أي في عهد الخليفة الأموي الأول معاوية بن علي بن أبي سفيان (980- 991)(9). أرسل الخليفة معاوية ألفي مسلم إلى القائد حبيب أبي مسلمة ومنحهم مسلمة الأراضي الزراعية وأسكنهم في "قاليقالا"(10)، وكان هؤلاء المسلمون جنوداً يحمون المدن والطرق التي فتحها القادة العرب.
كلما تعزز القادة العرب موقعاً وقوة وكلما ازدادت القوات العسكرية في بلاد فتحوها.
يقال إنه في النصف الأول من القرن الثامن أي في عهد الخليفة الهشام (105- 125هـ/ 724- 743 م) أسكن الوالي مسلمة في مدينة دربند 24 ألف سوري وخصص لهم أجرة (11).
كما يذكر يعقوبي أنه لما أجبر الخزر جيش المسلمين على الانسحاب نقل سبعة آلاف عربي إلى هذه المنطقة في عهد الخليفة المنصور (136 – 158هـ/ 754-775م). وأنشأت القوى العاملة التي كانت ترافقهم ثلاث قصبات لهؤلاء العرب وهي "كماخ (قمح)" و"محمودية" و"باب واك". وهناك أمران يلفتان النظر في هذه المعلومات، الأول: يضاف إلى 24 ألف 7 آلاف أيضاً في غضون من 10 إلى 15 سنة. وإذا أضفنا إليه عدد القوى العاملة التي كانت تنشئ المساكن فسنصل إلى رقم أكبر. وجدير بالذكر أن العرب الذين أسكنوا "كماخ" و"محمودية" و"باب واك" مازالوا يتكلمون بالعربية حتى بداية القرن التاسع عشر، وهذا يدل على أن العرب الذين هاجروا إلى هذه المناطق استوطنوا فيها وحافظوا على عاداتهم ولغتهم. كما جاء في "دربندنامه" أن الوالي مسلمة كان يوزع المهاجرين وفقاً لنسبهم ويسكنهم في أحياء سبعة وكل حي له مسجد وسميت هذه المساجد تشريفاً للطوائف المهجرة مثل فلسطين ودمشق وحمص والجزائر (13). هناك دور كبير في تعزيز الإسلام يرجع إلى أسيد بن ظفير الإسلامي الذي عُين قائداً لجيش "دربند" في عهد هشام ابن عبد الملك.
وفي عام 736م/ 146هـ حاصر الخزر مدينة "دربند" وخاضوا معركة شديدة مع المسلمين ولكنهم لم ينجحوا واضطروا إلى الانسحاب نحو المناطق الشمالية التابعة لهم.
جاء يزيد بن أسيد ظفير الإسلامي - الذي عينه الخليفة المنصور (58- 136هـ/ 754- 75م) والياً على آران - جاء من العراق واختار مدينة برذعة مقراً له. ونتيجة نشاط هذا الوالي استقر الكثير من المسلمين في هذه الأراضي, وكتب الخليفة المنصور رسالة للوالي الجديد يوصيه بها أن يقيم علاقة قرابة مع الخزر لاستقرار الأمن والسلام في "آران".
كما يذكر الكوفي أن ابنة خاقان الخزر التي تزوجها اليزيد قبل أن تدخل برذعة توقفت في مكان اسمه الكباب وهو قرب أبواب برذعة وطلبت من اليزيد أن يرسل إليها نساءً مسلمات ليفسِّرن لها القرآن، وأرسل اليزيد إليها عدة نساء من برذعة (14)، وتدل هذه المعلومة على أنه كان هناك نساء في برذعة إلى جانب الرجال يعرفن القرآن، وهذا يصادف عهد حكم الخليفة العباسي الثاني المنصور.
وفي شرحه لهجوم الخراشي يفيد الكوفي أن محاصرة مدينة برذعة كانت تُفرح المسلمين الساكنين فيها أكثر بالمقارنة مع المدن الأخرى (15).
بدأ تدفق جديد للجيش العربي في عهد ولاية يزيد بن أسيد. وكان سببه موت حفيدي ابنة خاقان، وأرسل الخليفة 35 ألف جندي من العراق إلى آران لمساعدة اليزيد وعشرين ألف جندي من كل من سورية والجزيرة.
وجدير بالذكر أن المراجع تشير إلى أسماء قادة الجيش المرسلين من العراق مثل جبرائيل بن يحيى ومحمد بن الحسن وحميد بن قحطاب..إلخ. وتشير المراجع أيضاً إلى أحداث كانت تجري في أرض شروان. حيث التقى الطرفان أي الخزر وجيش المسلمين للقتال في أرض شروان. ومن المحتمل أن أهالي القرن مثل "عربلر" و"عرب قياسلي" و"عرب مهدي بي" و"عرب شاملي" و"عرب جربيارلي" و"عرب ساروان" و"عرب أوجاق" و"عرب أوشاغي" و"عرب دهنه" و"عربلي" و"عرب كي مراد" و"عرب دهنه حاجلي" ينسبون إلى هذه المناطق.
كما يفيد البلاذري أن اليزيد أنشأ مدينتي أرجيل الصغير وأرجيل الكبير وأسكن فيهما المسلمين من فلسطين. وبعدها دعا الخليفة المنصور اليزيد إليه، وبعد لقائهما هذا نُقل عدد معيّن من المسلمين من ضواحي دربند وجنوبها إلى هنا. ونقل حوالي 7000 مسلم مع أهلهم من الجزيرة والموصل إلى هذه المناطق وأسكنهم يزيد في ضواحي دربند (16).
إن ازدياد وانخفاض عدد القبائل العربية المهاجرة إلى هذه المناطق كان يتعلق بمعاملة حكامها مع السكان المحليين. أما ازدياد عدد المهاجرين إلى مراغا فهو يرجع إلى نشاط مروان بن محمد.
إن الحكام العرب الذين أسكنوا في هذه الأراضي من كانوا ينسبون إلى قبائلهم فقط قد بدؤوا بعد القرن الثامن يُسكنون في مدن تقع تحت حمايتهم ممثلي الشعوب الأخرى الذين أسلموا. حينما كان "بوغا" مولى الخليفة المعتصم حاكماً لأرمينيا وأذربيجان وشمشات أعاد إعمار مدينة "شمكور" عام 854/240 وأسكن في هذه المدينة الخزر الذين توجهوا إليه بطلب الحماية وأعربوا عن رغبتهم لقبول الإسلام (18).
يذكر القدري مؤرخ القرن 19 أسماء عدة قرى في هذه الولاية - وهو يستند إلى "دربندنامه"- أنه زار دربند، وذكر أنه إلى جانب قرية "العرب" التي سُميت باسم العرب الذين قطنوا في ضواحي هذه المدينة هناك قرى في قوبا وشروان وشكى ترجع أسماؤها إلى العرب.
كما يُعلمنا أن هناك قرية اسمها قرش في ناحية "آختي" وهو اسم مزيف لاسم قبيلة "قريش" وهي كانت مسكناً للعرب. ويشير إلى أن أجداد أهالي "درواق" كانوا من العرب، ويضيف المؤلف المغفل لـ"تاريخ شروان والباب" إلى هذه القائمة قرية "كاماخ" التي تقع على بعد عشرين كيلو متراً من مدينة "دربند" (19). ينسب اسم مدينة قوبا الأذربيجانية إلى أسماء الأراضي التي أتت بها القبائل العربية بعد فتح أذربيجان في القرن السابع الميلادي (20) من منطقة قباء الواقعة قرب المدينة المنورة. ويؤكد على هذا النبأ زين العابدين(21).
وكانت أحياناً تحدث نزاعات بين القبائل العربية التي كان لها دور في نشر الإسلام. وحدث أول نزاع بين حبيب بن مسلمة والسوريين الذين أتوا معه من ناحية وسلمان ابن ربيعة والكوفيين الذين أتوا وإياه من ناحية أخرى، وسبب النزاع هو الخلاف في تقسيم الغنيمة. لما وصل هذا النبأ إلى آذان الخليفة عثمان حل النزاع لصالح السوريين وأمر سلمان بالهجوم على آران. وكما يذكر اليعقوبي حدث نزاع آخر من هذا النوع بين مسلمة وسعيد بن عمرو، ألحق سعيد بن عمرو ضربات بجيش الخزر الذي كان أسر 10 آلاف مسلم وحرّر الأسرى وقطع رأس ابن خاقان وبعث به إلى الخليفة هشام وكل هذا دون إذن من مسلمة. غضب مسلمة وكسر عصاه عند علمه وأمر برميه في سجن (قبلة) (22).
استمرت سياسة تهجير العرب إلى أذربيجان حتى الربع الأول من القرن التاسع، وقد لوحظ في عهد هارون الرشيد (809- 786) تمردات القبائل العربية وقادتهم إلى جانب التمردات المحلية. لم تُشرح أسباب المشاغبات التي نشأت نتيجة تمرد وجنة الأزدي وصدقه ابن علي ومولى الأزديين الذين سكنوا حينذاك في مراغا؛ لكن ما يذكره البلاذري يصادق على أسباب نشوء التمرد وهو احتمال أن ممتلكات الأمويين الساكنين في مراغا صودرت لصالح بنات هارون الرشيد (23). وازدادت النزاعات شدة في هذا العهد بين القبائل العربية الشمالية والجنوبية الذين استوطنوا في أذربيجان، وفي عهد ولايته الثانية (801- 799) لأذربيجان وآران وضع يزيد ابن مزيد القبائل الشمالية النزاريين وقبائل الربيعة اليمنية في وضع واحد. ولاشك أن هذه السياسة كانت تتوجه إلى إعادة الأمن في الحياة الداخلية للبلد. وبالرغم من سياسة هارون الرشيد هذه لإحكام الأمن والاستقرار بين القبائل العربية؛ لكن لم يتيسر لها أن تحول دون مقاومة الإقطاعيين المحليين وحركة الخرميين. إن حركة الخرميين التي نشأت في عهد هارون الرشيد والتي وصلت أعلى ذروتها في عهد المأمون أدت إلى خروج أراضٍ كبيرة من تحت سلطة الخلافة وأثرت على هجرة القبائل العربية إلى قوقاز وفي نهاية الأمر توقفها (24).
هناك احتمال كبير أن القرى المأخوذة أسماؤها من اللغة العربية هجرت سكانها إلى هذه المناطق في عهد ولاية يزيد بن أسيد الذي عينه الخليفة المنصور.
كما يزيد ياقوت الحموي أن مدينة شماخي سُميت تشريفاً له "يزيدية" احتراماً لنشاطه في إعادة إعمار المدينة (25)، وكانت هناك بعض الأماكن في أذربيجان التي سُميت بأسماء حكام وقادة عسكريين عرب. وفي سبيل المثال اسم الحديقة في مدينة برذعة واسم النهر بولاية بيلقان فهما سُميا بشرف حسن ابن قحتاب الطائي الذي كان ينسب إلى قبيلة الطائي. هناك قلعة في بيلقان ترجع تسميتها إلى قبيلة الكلاب وتسمى بقلعة الكلاب (27). أفاد السياح والجغرافيون العرب للقرون 12- 14 بعض المعلومات عن هذه القبائل.
لقي الفريقي - مؤرخ القرن 12 الذي زار مع الحاكم دربند وجورجيا- قبائل عربية في قرية قرب مدينة دربند. ولما سألهم الفريقي "من أين العرب هنا" أجاب أحدهم، الجورجي ديميتريوس:
"إنني ومن يقطن في هذه القرية عرب نتكلم باللغة العربية وأتينا إلى هنا قبل 500 سنة وننسب إلى بني أمية وبني كذد.. وإلى آخره واختلطنا" (28).
ويفيد ابن الأزرق الذي زار دربند عام 1154 بعد أبو حميد القرناطي (1131- 1153) إن هناك على بعد 10 فراسخ بين الجبال قريتين كبيرتين يقطنهما مسلمون ويتكلمون بالعربية. ويؤكد ابن الأزرق على أنهم هربوا إلى هناك بعد تمرد ابن المختار وبقوا هناك. ويذكر المؤرخ الروسي العظيم مينورسكي أنه في تلك الأزمنة التي زار فيها ابن الأزرق الأماكن التي يسكن فيها العرب تكون ذاكرة الناس قد امحت خلال 500 سنة ولم تكن دقيقة (30).
المراجع
موسوعة الباحثون
التصانيف
عقيدة