الفرخ الصغير
كانت
هنالك بطةٌ لها أربعةُ أفراخٍ جميلةٍ تحبهم كثيرًا، وتسعى لإسعادِهم، فكانت
تأخذُهم يوميًّا إلى الشاطئ ليسبحوا، ويأكلوا ما لذَّ لهم وطابَ من أسماكٍ صغيرةِ
وغيرها، فكانت تنزلُ مع أفراخِها إلى الماءِ فيداعبونَها وتداعبُهم، تارةً يكونون
أمامَها، وتارةً خلفَها، وتارةً على ظهرِها يتزحلقُون، يقطعُون مسافاتٍ طويلة،
ولكن مع أمِّهم فقط، يسبحون حتى المساء، ثم يعودون إلى البيت ليناموا وهم مسرورون.
وفي
ذات يومٍ، مرضت أمُّهم، ولم تتمكن من أخْذِهم إلى الشاطئ، وطلبتْ منهُم أن لا
يخرجوا، لأنها تخافُ عليهم كثيرًا، سمعوا جميعًا كلامَها إلا أصغرَهم، كان عنيدًا،
ويحبُّ اللعبَ كثيرًا، فقررَ أنْ يذهبَ دون علم أمِّهِ و إخوانه، سبِحَ ولعبَ في
الماء ونسي نفسه، و ها قد حلَّ الظلامُ عليه فلم يتمكن من الرّجوعِ إلى أمه لأنّ
الظلامَ جعلَه لا يعرفُ الطّريقَ الصّحيحَ للعودةِ ، فجلسَ على الشاطئ يبكي
ويرتجفُ خوفًا، وفي تلك اللحظةِ شاهدَ عينيْن تلمعانِ من بعيدٍ فأحسَّ بالخطرِ،
وركضَ يبحث عن مخبأ يلجأ إليه، وبينما هو يركض؛ فإذا بثعلبٍ صغيرٍ يتبعُهُ ويلحقُ
بريشاتِ ذيلِهِ الصغيرِ، ويقطعُها وهو يدخلُ إلى المخبأ.
وظلّ
الفرخُ الصّغيرُ في المخبأ حتى الصباح، وهنا أحسَّ بغلطتِهِ الفظيعةِ؛ لأنّه قررَ
أن يأتيَ وحدَه إلى الشاطئ دونَ أن يخبرَ أحدًا، خرجَ منَ المخبأ وهو خائفٌ، وعادَ
إلى أمِّه، فوجدها تبكي وقد كانت تبحثُ عنه طوال الليل رغم مرضِها. فرحت أمُّه حين
عاد إليها، و أخذت تداوي جراحَه، وظلّ فترةً لا يخرجُ من البيتِ خجلا مِن أن
يشاهدَ أقرانُهُ( أصدقاؤه ) ذيلَهُ وقد قُطِعَت ريشاتُه منه، وأصبح منظرُه مثيرًا
للضّحِكِ.
المراجع
sites.google.com
التصانيف
قصص الأطفال الآداب قصة