نهتني عن محادثتها وقالت:
- كيف تتحدثين إليها؟ ماذا ستقول لك؟ وماذا ستفهمين منها؟ إلا تريها كقمامة.
لكني سألت الفتاة، وهي تمطرني بكلمات محفوظة مليئة بالذل والتوسل:
- لماذا تستجدين يا فتاة ؟ هل لك أب ، أخوة ؟
- نعم لي أب وثلاثة أخوة وثلاث أخوات .
- ماذا يعملون ؟
- أنهم يستجدون مثلي
...
لماذا لا تعملون ؟ ولماذا تستجدون ؟
- لا أدري أمي تريد ذلك.
نظرت الى وجهها وتأملته وهو معفر بالتراب والأوساخ هو وشعر رأسها والذي أكاد أن لا أرى شعرة بجانب الأخرى فقد فرق التراب بين كل واحدة وأخرى، ثم عاودت سؤالي:
- أتستجدين طوال النهار ؟
أجـابتني:
- نـعـم .
- ومتى تذهبين إلى البيت لتأكلي أو تشربي أو تغتسلي ؟
- أنا لا أذهب إلى البيت طوال النهار، أمي لا ترضى، وتوجعني ضربا إذا دخلت البيت .
- ألا تفطرين أو تتغذين وكيف العشاء ؟
أجابتني الفتاة وبكل بساطة:
- أنا آكل هنا، أستجدي من هذا وذاك ومن المطاعم والمحلات حولي. وعند حلول الظلام أذهب إلى البيت لأسلم أمي ما جمعت من المال وأفترش ألارض وأغط في نوم عميق ثم أصحو على صياح أمي وأخرج حالا الى الطريق لأباشر عملي .
- ألا تشتري لك أمك ملابس، أحذية، أراك حافية ! فلماذا تجمعون المال أذن ؟
أجابتني:
- لا أدري.
ثم عاودت توسلاتها لأعطيها مالاً، نظرت إليها فلم أجد فيها ذرة أحساس ولا في عينيها ذرة خجل أو بالأحرى لم أجد في عينيها سوى بوابتين قد نصبت على حائط ، التفت إلى صديقتي وقلت لها:
- كيف تنظرين المستقبل من خلالها ؟
أجابتني :
- أرى الذل والهوان وقلة الحياء والانحراف.
المراجع
الموسوعة الإلكترونية العربية
التصانيف
تصنيف :قصص الأطفال الآداب قصة
|