كانت فائزة عصبية المزاج غليظة الطباع، لا تحتمل سماع أي كلمة من أي شخص، متهورة في إجاباتها، تسعى دائماً لخلق المشاكل والعراك والشجار. أصاب الضجر زميلاتها منها فأبتعدن عنها، لذا أصبحت وحيدة لا يطيقها أحد...
وحينما يتكلمن ويمزحن فيما بينهن، كانت تحسب أن كلامهن موجه إليها، وأنهن يستهزئن بها، وحين تقترب منهن قليلاً تجد أن حديثهن بعيد كل البعد عن ظنها وتكهناتها، فتعود أدراجها وهي في غاية الحيرة والقلق.
ظلت فائزة على هذا الحال، تذهب إلى المدرسة وحيدة منبوذة وتعود أدراجها إلى البيت وحيدة بغير رفقة تؤنسها، فشكت حالها لأمها وقالت لها بأن جميع الطالبات يكرهنها ولا يطقن الحديث معها.
صمتت أمها قليلا ثم قالت لها:
ـ عزيزتي .. لا يقترب الناس منك ألا حينما تريدين أن تقتربي منهم ولا يمكن أن تنالي محبتهم إلا عندما تسعين لحبهم، فالحياة أخذ وعطاء حتى في المشاعر والأحاسيس، ولن تحصلي على حب الناس ألا بحبك للناس، فلا تبخلي على زميلاتك بالمحبة و الأحترام، و أعلمي دائماً بأن المحبة والتسامح خير ألف مرة من الكره والخصام، لتعيشي سعيدة راضية عن نفسك وعن الآخرين. . .
المراجع
panet.co.il
التصانيف
قصص الأطفال الآداب