( 1 )
|
إذا كان أدنى المسالك نحو القـمم
|
وأيسرها أن نخون الحقيقـــــه
|
وأن نستعير القيــــــــم
|
لنقضيِِِِِِ حاجاتنا ثم نبدلها كالثياب العتيـــــقه
|
فدعني هنا ، في المهاوي السحيقه
|
فإني تخيرت درب الألم
| |
( 2 )
|
أردت أن أكونْ
|
ســاقيةََََ شـــفافة تســقي عروق الكرم و الزيتون
|
تنعكس الســــماءْ
|
و أوجه الغـــــيد على مرآتها و خضرة الغصون
|
لكنني مررت عــبر المدن الكالحة الشـــمطاء
|
فحملتني الطحلب الآســــن و الأوحال و الدماء
|
و أنبتت اشواكها في جســدي الصحراء
|
ولم يكن لي حيلة..فهكذا الأنهــــــارْ
|
تتبع مجـــراها و لا تمتلك الخيــــــار
| |
( 3 )
|
أعرف أن يهوذا باع أخاه و معبوده
|
بدراهم معــــدوده
|
أعرف أن وراء جمال الأزياء و سحر الكلمات ذئــاباً مصفوده
|
أعرف أن الإنســانْ
|
مازال كما كان
|
يتمرغ كالـــــــــدوده
|
في عالمه الطافح بالأرجاسْ
|
من أدرى مني بالناس؟
|
أنا من كوفئت على الحب بأقســى الطعنات ؟
|
أنا من جوزيت على الطيبة باللعنــــات ؟؟
|
من أدرى مني بالنـــاس ؟
| |
لكني في الحشد الزاخرْ
|
بين الخائن و القاتل والســارق و الماكر
|
أبصرت هنا و هنالك بعض الشـــرفاء
|
و رأيت هنا و هنالك نبلاً و وفاء
|
فرجعت وفي النفس بقية إيمان
|
بزمان تسترجع فيه الأرض براءتها المفقوده
|
وعرفت أن طريق خلاص الإنســـــان
|
ليست مســدوده
| |
( 4 )
|
لم أعلن العصيانْ
|
لكنني أبيت أن أســتمرىء الهوان
|
أبيت أن أقتل في أعماقيَ الإنســـان
|
فلم أقف معدداَ مناقب الســلطان
|
ولم أجئ بلاطــه في جملة العبيد و الغلمـــانْ
|
مرتدياًَ ملابس المهــــرج الفاقعة الالوان
|
ولم يكن ذاك - كما ترون – إلا أضعف الايمان
|
و رغم هذا فأنا الآن هنا ، في قبضة السجان
| |
_____________
|
(القصيدة من مجموعة "الموت في الصحراء") |