السنّوريات Felidae فصيلة من الثدييات{ر} رتبة اللواحم Carnivora، تضم الأسد{ر}، والنمر{ر} بأنواعه المختلفة، المبرقع leopard والأسود والمخطط (الببر) tiger، واليغور (النمر الأمريكي المرقّط) jaguar، والوَشَق lynx (الشكل ـ1)، وأسد الجبال (البوما puma أو الكوجر couger) (الشكل ـ2)، إضافة إلى الهر المعروف بأنواعه المختلفة. وهي حيوانات متجانسة الصفات، رؤوسها مدوّرة، ومشيتها إصبعية digitigrade وراحتها مرنة، توفر لها مشية هادئة ناعمة. وأطرافها الأمامية خماسية الأصابع والخلفية رباعيتها. وهي حيوانات قوية البنية متطورة الذكاء وعالية الحساسية، محبة للسيطرة وتكافح بشراسة من أجل بقائها.

الشكل 1 الوشق

الشكل 2 أسد الجبل

تختلف حجوم أفراد هذه الفصيلة وأوزانها، فالنمر ضخم يزن الذكر بين 250 و300كغ، بينما القطط الصغيرة تزن بضعة كيلو غرامات فقط. لكل السنوريات ذيول متمايزة تساعدها على توازنها، ولاسيما في أثناء سقوطها في الهواء، إلا سلالتين من الهررة من دون أذيال، واحدة في جزيرة «مان» في إنكلترا والثانية في اليابان.

والسنوريات من الحيوانات اللاحمة الشديدة التكيف لاصطياد الطيور والثدييات الأخرى، فأيديها متكيفة للقبض على الفريسة، تساعدها على ذلك مخالبها القوية والمدببة والقابلة للانكماش، ماعدا بعضها الذي يحفظ مخالبه ضمن أغماد جلدية تحجب قاعدتها في أثناء الراحة.

تمارس السنوريات الصيد بمهارة، فهي تقفز على فريستها وتقتلها بالإمساك بها بين فكيها من رقبتها. وتقفز القطط لتمسك الطيور الطائرة بأطرافها الأمامية، مستخدمة في ذلك أطرافها الأمامية المزودة بعضلات قوية. جهازها الفموي متخصص للقبض على فرائسها حية، وهي لا تمضغ غذاءها بل تبتلعه قطعاً كاملة من دون تجزئتها. يساعدها على ذلك قحفها القصير الذي تنمو عليه عضلات قوية خاصة مما يكسبها قوة في الإطباق على الفريسة والعض.

وتمتاز السنوريات بقلة عدد أسنانها، فهي لا تتجاوز الـ 32 سناً، وأكثرها له 30 سناً، في حين للكلب 42 سناً، لكنها تمتاز بأنيابها الحادة التي تستخدمها لتمزيق لحم فرائسها.

للسانها وظائف آلية تتجاوز التذوق، يلاحظ على سطحه العلوي حليمات مخروطية الشكل محاطة بأغماد شديدة التقرن مما يكسب اللسان مظهر المِبْرَد.

يغطي جسمها فراء تختلف ألوانه من الأشقر أو الرمادي أو البني، تزينه بقع وخطوط سود تختلف باختلاف الأنواع. وتستفيد هذه الحيوانات من تخطيط جسمها وبرقعته في التخفّي بين الأعشاب للتربّص بالفريسة ومباغتتها. كما تكيفت بعض السنوريات للعيش في المرتفعات الجبلية، مثل أسد الجبال، أو للسير على الجليد مثل النمر الأبيض.

السنوريات ذات أعضاء حس نامية جداً، وخاصة حاسة الإبصار، الممثلة بكبر العيون وحدّة الإبصار، مما يساعدها على رؤية الفريسة من مسافة بعيدة. وهي سريعة حركة حدقة العين بقابلية تقلصها وسرعة تكيفها بما ينسجم مع كل الشروط الضوئية.

تنتشر السنوريات في كل القارات عدا القارة الأسترالية، ويقتصر وجود بعضها على مناطق محددة من الكرة الأرضية، مثل النمر الأسود الذي يقتصر وجوده على سومطرة وبورنيو وجاوا. وهي تعيش جماعـاتٍ، وتستطيع القفز على الأشجار من غصن إلى آخر بدقة نظراً لحدة بصرها، شأنها شأن القردة.

تمارس السنوريات السباحة بمهارة، وتلجأ بعض أنواعها إلى الاستحمام بالماء، حيث تقضي فترة لا بأس بها من النهار. ولليغور والكوجر والوشق القدرة على القفز وقطع الأنهار.

وبحسب تعظُّم العظام اللامية في حنجرتها تُميّز في السنوريات مجموعتان: مجموعة عظامها اللامية غير كاملة التعظم تصدر أصواتاً قوية تسمى بالزئير، كما عند الأسود والنمور. ومجموعة عظامها اللامية كاملة التعظم محددة حركة الحنجرة، لذلك تصدر أصواتاً خفيفة تسمى «المواء»، وهذه حالة الوشق والقطط البرية والأهلية، ويكون لموائها عادة هدير مستمر أثناء التنفس، وهو انفعالي غريزي.


المراجع

موسوعة الأبحاث العلمية

التصانيف

الأبحاث