عابدة ناسكة، كثيرة البكاء من خشية الله، صابرة.. كانت لا تنقطع عن البكاء، فلما قيل لها في ذلك قالت: والله لوددت أن أبكى حتى تنقطع دموعى، ثم أبكى دما حتى لا تبقى جارحة من جسدي فيها دم،
وكانت تقول: من لم يستطع البكاء، فليرحم الباكين، فإنما الباكي يبكى لريبة في نفسه، وبما جنى عليها وهو صائر إليه.. وكانت تبكى وتقول: إلهي إنك تعلم أن العطشان من حبك لا يروى أبدا.. وتصاب منفوسة في إبنها.. وحولها النساء معولات، وإذا هو في حجرها وهي تقول: والله لتقدمك أمامي أحب إلي من تأخرك ورائي ولصبري عنك أجدى من جزعي عليك وما حظ مصيبة تحل من التلف محلك، : تورث من العطب مثل مضجعك؟. ولئن كان فراقك حسرة، إن توقع أجرك لخيرة.
وكان الفضيل بن عياض يأتيها ويتردد إليها ويسألها الدعاء.
المراجع
gesah2.com
التصانيف
قصص الآداب