أَيُّمَا خُلَّةٍ وَوَصْلُ قَدِيمِ، 
صَرَمَتْهُ مِنّا ظِبَاءُ الصّرِيمِ 
نَافِرَاتٌ مِنَ المَشيبِ وَقَدْ كُنّ 
سُكُوناً إلى الشّبَابِ المُقيمِ 
وَإذا ما الشّبَابُ بَانَ، فقُلْ مَا 
شئتَ في غائِبٍ، بَطيءِ القُدومِ 
غُمّ عَنّا مَكَانُ مَنْ بالغَميمِ، 
وَتَنَاءَى مَرامُ ذاكَ الرّيمِ
وَحَسيرٍ مِنَ السُّهَادِ لَوِ اسْطا 
عَ شَرَى لَيْلَهُ بِلَيْلِ السّليمِ 
خَلِّيَاهُ وَوَقْفَةً في الرّسُومِ، 
يَخلُ مِن بَعضِ بَثّهِ المَكتومِ 
وَدَعَاهُ لا تُسْعِداهُ بِدَمْعٍ، 
حَسبُهُ فَيضُ دَمْعِهِ المَسجومِ 
سَفَهٌ مِنكُما، وَإفْرَاطُ لُؤْمِ ، 
أنْ تَلُومَا في الحُبّ غَيرَ مُليمِ 
تلكَ ذاتُ الخَدّ المُوَرِّدِ، وَالمُبْـ 
ـتَسَمِ العَذْبِ، وَالحَشا المَهضُومِ 
غَادَةٌ مَا يَغُبُّ مِنْهَا خَيَالٌ، 
يََقتَضِينى الجَوَى اقتِضَاءَ الغَرِيمِ 
لَوْ رَآهَا المُعَنِّفُونَ عَلَيْهَا، 
لَغَدا بالصّحيحِ ما بالسّقيمِ 
إنّني لاجىءٌ إلى عَزَماتٍ، 
مُعْدِياتٍ عَلى طُرُوقِ الهُمُومِ 
يَتَلاعَبْنَ بالفَيَافي، وَيُودِيـ 
ـنَ بنِقْيِ المُسَوَّمَاتِ الكُومِ 
التّرَامي بَعْدَ الوَجيفِ، إذا
استُؤ نِفَ خَرْقٌ، وَالوَخدُ قبلَ الرّسيمِ 
كُلُّ مَهْزُوزَةِ المَقَذّينِ، تَلْغَى 
رَوْحةَ الجأبِ خَلفَها، وَالظّليمِ 
جُنُحاً كالسّهامِ، يَحمِلنَ رَكباً 
طُلَّحاً مِنْ سَآمَةٍ، وَسُهُومِ 
ما لَهُمْ عَرْجَةٌ وَإنْ نأتِ الشّقّةُ 
غَيرُ الأغَرّ إبْرَاهِيم 
طالِبي مُنْفِسٍ، وَلَنْ يُكرَمَ المَطـ 
ـلَبُ، حتّى يَكُونَ عِندَ كَرِيمِ 
نَشَدوا في بَني المُدَبِّرِ عَهْداً، 
غَيرَ مُسْتَقصَرٍ، وَلا مَذْمُومِ 
لمْ يكُنْ ماءُ بحرِهِمْ بِأُجَاجٍ، 
لا وَلا نَبْتُ أرْضِهِمْ بِوَخِيمِ 
في المَحَلّ الجَليلِ مِنْ رُبْتَةِ المُلْـ 
ـكِ استَقَلّتْ، وَالمَذهبِ المُستَقيمِ 

اسم القصيدة: أَيُّمَا خُلَّةٍ وَوَصْلُ قَدِيمِ،

اسم الشاعر: البحتري.


المراجع

poetsgate.com

التصانيف

شعر   الآداب